اجعل موظفك أولويتك: 3 مبادئ أساسية لإعادة النظر في معايير بيئة العمل
تعمّق في ثقافات الشركة الاستثنائية للعثور على رؤى ثاقبة حول ما يعطي الحياة لمكان العمل لديك
بواسطة منظمة رواد الأعمال ENTREPRENEURS' ORGANIZATION
بيجي شل Peggy Shell، عضوة منظّمة رواد الأعمال (EO) في كولورادو، هي المؤسِّسة والرَّئيسة التَّنفيذيَّة لشركة Creative Alignments، وهي شركة توظيفٍ معتمدةٍ من B-Corp توفِّر بديلاً فريداً وفعَّالاً من حيث التَّكلفة للتوظيف التقليدي، وتتعاون Creative Alignments مع الشركات التي تستخدم أعمالها كقوّةٍ من أجل الخير لمساعدتها على بناء فِرقٍ قويَّةٍ، وشاركت بيجي أفكارها حول تنمية ثقافةٍ أصيلةٍ في مكان عملك. [1]
- كم عدد المقالات التي شاهدتَها تحت عنوان "كيفية إنشاء ثقافة شركة رائعة"؟
على الرَّغم من أنَّني ألّفت مقالاتٍ حول هذا الموضوع، إلَّا أنَّ الأمر يشبه إلى حدِّ ما عنوان مقال "كيفية إنشاء إنسانٍ عظيمٍ"، وكقادةٍ، نحن لا "نصنع" شيئاً بقدر ما نقنع بوجود بيئةٍ يزدهر فيها الموظَّفون ويؤدّي نجاحهم بطبيعته إلى نجاح المنظَّمة، وإنَّ تحريكَ هذه الدَّورة الدَّائمة من الإيجابيَّة يستغرق وقتاً ونيةً والتزاماً وتعاوناً وأصالةً، ولا يمكنك تصميمه أو إجباره أو تزييفه.
شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة
لقد طلبنا من قادة أماكن عملٍ متميِّزةٍ مشاركة فلسفتهم الكامنة وراء ثقافة شركاتهم، ووجدنا ثلاثة خطوطٍ رئيسيَّةٍ متمثّلةٍ فيما يلي:
1. يزدهر التّفكير التّوسّعي وعقليّة النّمو في بيئةٍ من الثّقة والشّفافيّة والمساءلة
يقول تشارلز فريد Charles Fred، المؤسِّس والرَّئيس التَّنفيذيّ لمؤسَّسة TrueSpace لتوجيه الأعمال: "هناك قانونان لبناء الأعمال، الأوّل: لكي ينمو عملكَ، يجب أن تنمو أنت أولاً، أمّا الثّاني: عملك، في أيّ وقتٍ، مصممّ بشكلٍ مثاليٍّ لإنتاج النَّتائج التي تراها"، وبمعنى آخر، إذا كانت الطَّريقة التي تسير بها الأمور الآن لا تبدو ناجحةً بالنِّسبة لك، اسأل نفسك ما الذي يحتاج إلى التَّغيير وكيف تُفعِّل ذلك.
أحد المبادئ الجوهريَّة لفلسفة بريان هولكومب Brian Holcombe للثَّقافة في Rygr، وهي وكالة تسويقٍ متكاملةٍ، هو الحفاظ دائماً على عقليَّة النُّموِّ في المقدِّمة والمركز، وإنِّها إحدى الطَّرق التي يُعزِّز بها ثقافة المجتمع والمشاركة ضمن الفريق.
يقول هولكومب: "نحن نشجِّع زملاءنا في الفريق على المجازفة وتجربة أشياءٍ جديدةٍ، حتَّى لو فشلوا، ولا بأس في ارتكاب الأخطاء طالما أنَّنا نتعلَّم ونمضي قدماً، ونحن نخلق بيئةً يشعر فيها النَّاس بالرَّاحة عند اكتشاف أمورٍ عن أنفسهم، وتوقُّعُنا هو أن نعملَ لنكونَ نسخةً أفضل من أنفسنا في الأسبوع المقبل مقارنةً بالأسبوع الماضي".
وعلى نحوٍّ مماثلٍ، توفّر سنة المواطن العالميّ Global Citizen Year، وهي مؤسَّسةٌ غير ربحيَّة تعمل على تجهيز الشَّباب لإحداث تأثيرٍ ملموسٍ على القضايا العالميَّة، الشَّفافيَّة الكاملة وتشجُّع المساءلة في كافَّة الاتَّجاهات.
كما يقول أودياكا جونزاليس Odiaka Gonzalez، نائب الرَّئيس لشؤون الأفراد والعمليَّات في GCY: "قد لا ترى القيادة كلُّ ما يحتاج إلى تحسينٍ أو تعديلٍ؛ لذا فإنَّ الأمر متروكٌ للجميع في المؤسَّسة لملاحظة الانفصال بين قيمنا المعلنة وأفعالنا والتَّحدُّث عنها".
كما ويضيف جونزاليس: "للتَّأكد من أنَّ فريقنا على اطلاعٍ جيدٍ، فإنَّنا نشارك عناوين اجتماعات مجلس الإدارة والبيانات الماليَّة لنهاية الشَّهر مع الجميع في المؤسَّسة، ونتوقَّع منهم التَّفاعل معها وطرح الأسئلة، نريد أن نجمعَ النَّاس معنا، لا أن نملي عليهم ما يفعلونه من أعلى وحسب".
2. تنظيم العمل وكأنَّنا جميعاً بشر، لأنّنا فعلاً كذلك
فكِّر في عمل لا علاقة له بالبشر، لا تستطيع أن تفعلَ ذلك، أليس كذلك؟ تتكوَّن الشَّركات من البشر في العمل، وهؤلاء البشر يصنعون المنتجات والخدمات لغيرهم من البشر، وإنَّ فلسفة جونزاليس الأساسيَّة -وهي معاملة زملاء الفريق كأشخاصٍ أولاً وقبل كلِّ شيءٍ- يتردُّد صداها عند جميع قادة الشَّركات الَّذين أعرفهم والَّذين يتمتَّعون بثقافاتٍ متميَّزةٍ في مكان العمل، وتعمل لي ديز Lee Deas، مؤسِّسةٌ وكالة التسويق والتَّصميم Obviouslee، على مبدأ "النَّاس أولاً، العمل ثانياً".
توضح ديز: "هدفنا هو إحداث فَرقٍ بالنِّسبة لفريقنا، وأولويَّاتنا هي الفريق أولاً، والعمل ثانياً، والعملاء ثالثاً، وإذا كنت تعتني بموظَّفيك، فإنَّهم يعتنون بالعملاء، والباقي يأتي بشكلٍ طبيعيٍّ وفي مكانه الصَّحيح، والاستثمار في المزايا الحيويَّة لصحَّة فريقنا وعافيته، مثل إجازة طويلة لمقدِّمي الرِّعاية الأوليَّة وإجازةٍ غير محدودةٍ مدفوعة الأجر، هو الشَّيء الصَّحيح الذي يجبُّ القيام به ويؤتي ثماره من حيث الاحتفاظ بالموظَّفين، ولدينا العديد من أعضاء الفريق الَّذين يعملون معنا منذ أكثر من 10 سنواتٍ".
يقودنا هذا إلى المبدأ الأساسيِّ الثَّاني لهولكومب في إحداث ثقافة المجتمع: اللُّطف، ويقول: "ليس عليكَ أن تكونَ ’ودوداً جداً’ لتكون لطيفاً، إذ إنَّ اللُّطفَ في فريقنا يشمل الوضوح والشَّفافيَّة والصِّدق والامتنان، ونحن نشارك بنشاطٍ في حياة موظَّفينا، فهم يشعرون بالرِّعاية، وبالتَّالي يهتمُّون بمجتمعنا بصدقٍ".
3. الأصالة ثم الأصالة ثم الأصالة
نعم، تُحدّد القيادة أسلوب وإطار ثقافة الشَّركة والمجتمع، لكنَّ الموظَّفين هم الَّذين يطوّرونها، وخذ الوقت الكافي لتعلُّم ما ينطوي على قيمةٍ حقيقيَّةٍ لفريقك وتقديمه بشكلٍ أصيلٍ.
عندما يتعلَّق الأمر بأن يصبحَ صاحب عمل جذاباً (ويُعرف هذا أيضاً بامتلاك علامةٍ تجاريَّةٍ رائعةٍ لصاحب العمل)، يطلق هولكومب أسماء على أشياء، مثل: طاولات التِّنس المكتبيَّة، وشاي الكومبوتشا من الصُّنبور، ويطلق على المرونة في العمل من المنزل اسم "نقاط التَّكافؤ". الامتيازات التي كانت فريدةً سابقاً والتي ساعدت في التَّوظيف والاحتفاظ، أصبحت الآن متوقَّعةً؛ ولهذا هو يركِّز بدلاً من ذلك على العلامات الفارقة التي تجعل شركته متميِّزةً، والتي يجب أن تكونَ أصيلةً وقيّمةً للغاية.
شاهد أيضاً: الأصالة في القيادة: كلمة العام من Merriam Webster وأثرها الإيجابي
نجد أنَّ أموراً مثل تعزيز التَّواصل البشريّ، وتوفير توازنٍ صحيٍّ بين الدَّعم والاستقلاليَّة، وتقدير راحة النَّاس وصحتهم العقليَّة، وتوفير الهدف والإنجاز، وخلق بيئة من الأمان والثّقة، وإظهار التَّقدير والعرفان، وتشجيع النُّمو الشَّخصيّ والمهنيّ، ترتبط بأكثر الاحتياجات الأساسيَّة في حياتنا الإنسانيَّة حسب هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانيَّة.
ظهرت معايير العمل المستمرِّة منذ القِدم إلى حيّز الوجود خلال فترةٍ زمنيَّةٍ مختلفةٍ، ونظراً للتَّغيُّرات التي يشهدها العالم، بما في ذلك التَّحولات عميقة الجذور في التَّصورات والقيم فيما بين قادة الغد والقوى العاملة فيه، فلا بدَّ أن تتغيَّرَ معايير العمل أيضاً. وأعتقد أنَّ السَّعادة التي يتمُّ بثّها في العمل تجعل العالم مكاناً أفضل، ويمتدُّ هذا الخير من موظَّفيك إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم، كما أنَّه يُعزِّز الحصيلة النِّهائيَّة لشركتك من خلال تعزيز مشاركة الموظَّفين والاحتفاظ بهم.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.