3 أخطاء قاتلة في SEO تمنع موقعك من التقدم في نتائج البحث

إذا كُنت مبتدئاً في عالم تحسين محركات البحث (SEO)، فمن المحتمل أن تغفل عن بعض الجوانب الأساسيّة في هذا المجال. من خلال تجربتي كمالكٍ لوكالة تسويقٍ رقميٍّ، لاحظت أنّ العديد من الشّركات التي تمتلك موقعاً إلكترونيّاً، وتبذل بعض الجهود لتحسينه لا تحقّق النّتائج المرجوّة، مثل الحصول على مرتبةٍ عاليةٍ في نتائج بحث "غوغل" (Google) للكلمات المفتاحيّة المستهدفة، ويعود ذلك في الغالب إلى تجاهلها لبعض العناصر الحاسمة في عمليّة تحسين محركات البحث.

إذا لم تكن تحصل على ترتيبٍ جيّدٍ -أو حتّى لا تحصل على ترتيبٍ- في صفحة نتائج البحث، قد يكون السّبب هو إهمال أحد العوامل الثّلاثة التّالية:

1. تحسين الجوانب التقنية للموقع الإلكتروني

يعتبر الجانب التّقنيّ من تحسين محركات البحث هو الأساس الّذي يُبنى عليه باقي الجهود، وإن لم يكن بالضّرورة عنصراً مشوّقاً بالقدر الكافي، إلّا أنّه عنصرٌ لا غنى عنه؛ فإذا كان هناك خللٌ تقنيٌّ في موقعك، قد يمنع جميع محاولاتك الأخرى من النّجاح.

لتوضيح الفكرة، يمكن تشبيه التّحسين التّقنيّ لموقعك بالعناية بتربة الحديقة؛ فكما تؤثّر جودة التّربة على نموّ النّباتات، تؤثّر المشكلات التّقنيّة على قدرة غوغل على الزّحف إلى موقعك وأرشفته. ومن الخطوات الأساسيّة الّتي يتوجّب اتّباعها ضمن هذا الجانب:

• تأمين الموقع "بشهادة أمان رقمية" (SSL - Secure Sockets Layer): تأكّد من أنّ عنوان موقعك يبدأ بـ "https://" ممّا يدلّ على أنّ الموقع آمنٌ.
• سرعة تحميل الموقع: يجب أن يتمّ تحميل موقعك في مدّةٍ لا تزيد عن 3 ثوانٍ، إذ لا تساعد سرعة التّحميل فقط على تجنّب خفض أولويّة موقعك في خوارزميّات البحث، بل تمنع أيضاً المستخدمين من مغادرة الموقع بسبب بطء التّحميل.
• توافق التّصميم مع مختلف الأجهزة: ينبغي أن يكون تصميم الموقع متجاوباً مع شاشات أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة والهواتف المحمّلة على حدٍّ سواءٍ.
• إجراء تدقيقٍ تقنيٍّ دوريٍّ: افحص موقعك بانتظامٍ للتّأكّد من عدم وجود مشكلاتٍ تقنيّةٍ، مثل: الرّوابط المعطّلة أو أخطاء أخرى قد تعيق عمليّة الزّحف والأرشفة.

إنّ تجاهل هذه النّقاط قد يؤدّي إلى عدم ظهور صفحات موقعك في نتائج البحث أو فرض عقوباتٍ تؤثّر سلباً على ترتيبه.

2. جودة المحتوى

خطأٌ شائعٌ آخر يتمثّل في عدم نشر محتوى ذي جودةٍ عاليةٍ بشكلٍ منتظمٍ. وهنا تعني الجودة أكثر من مجرّد اختيار الكلمات المفتاحيّة وتكرارها؛ فهي تتعلّق بتقديم محتوىً قيّمٍ ومفيدٍ يتماشى مع احتياجات الجمهور المستهدف. في بحر الإنترنت المملوء بالمحتوى المكتوب بشكلٍ سيّئٍ والممتلئ بالكلمات المفتاحيّة، يبحث المستخدمون وغوغل عن محتوى يعكس قيمةً حقيقيّةً وجودةً عاليةً.

لتوضيحٍ أفضل، يمكن تشبيه المحتوى بما تزرعه في حديقةٍ، فالمحتوى الجيّد يمكن أن يحوّل الحديقة إلى لوحةٍ فنّيّةٍ رائعةٍ، بينما يشبه المحتوى الرديء الأعشاب الضّارّة الّتي تعيق نموّ الزّهور. ولتحقيق محتوىً ذي جودةٍ عاليةٍ، يجب اتّباع الخطوات التّالية:

• البحث الدّقيق: اعرف ما يرغب جمهورك المستهدف بمعرفته، ثمّ قدّم الإجابات على أسئلتهم بأفضل شكلٍ ممكنٍ.
• تحليل المنافسين: اطّلع على المحتوى الّذي يقدّمه منافسوك للكلمات المفتاحيّة المستهدفة، واعمل على كتابة محتوى يفوقه في الجودة.
• التّركيز على القيمة والملاءمة: احرص على تقديم معلوماتٍ قيّمةٍ تتماشى مع اهتمامات جمهورك وموضوع المحتوى.
• الاستمراريّة في النّشر: احرص على تحديث موقعك بمحتوى جديدٍ بشكلٍ منتظمٍ، إذ يساهم ذلك في تعزيز موقعك في نتائج البحث.

3. الروابط الخارجية

العامل الثّالث الّذي يمكن أن يعزّز من حركة التّرويج إلى موقعك هو بناء شبكةٍ من الرّوابط الخارجيّة. تحدث هذه الرّوابط عندما يشير موقعٌ آخر إلى صفحةٍ على موقعك، ممّا يعزّز مصداقيّتك في نظر غوغل. ولكن الأهمّ هنا ليس عدد الرّوابط بل جودتها؛ فالرّوابط القادمة من مصادر موثوقةٍ وذات سمعةٍ جيّدةٍ -مثل المواقع الإخباريّة أو المنشورات المعروفة- لها تأثيرٌ إيجابيٌّ، بينما الرّوابط ذات الجودة المنخفضة قد تضرّ بموقعك.

من الأفضل ألّا تركّز على جمع الرّوابط الخارجيّة إلّا بعد التّأكّد من أنّ الجوانب التّقنيّة وجودة المحتوى قد تمّ تحسينهما بشكلٍ صحيحٍ؛ فالحصول على روابط خارجيّةٍ هو استراتيجيّةٌ تتطلّب وقتاً وجهداً، فقد يظهر بعضها طبيعيّاً إذا كان المحتوى الذي تقدّمه مميّزاً، وفي بعض الحالات قد تحتاج إلى التّواصل وبناء علاقاتٍ مع أصحاب المواقع الأخرى لتحفيزهم على ربط مواقعهم بموقعك.

إذا كان هناك أيّ تقصيرٍ في تنفيذ أيّ من هذه الخطوات في استراتيجيّة تحسين محركات البحث الخاصّة بك، فمن الطّبيعيّ ألّا ترى النّتائج المرجوّة. ولحسن الحظّ، ليس من الصّعب تصحيح الأخطاء وتعديل استراتيجيّتك للمضيّ قدماً. تذكّر دائماً تشبيه الحديقة، إذ تتطلّب عمليّة تحسين محرّكات البحث وقتاً لتنمو، ولا يمكن توقّع النّتائج الفوريّة؛ كلّ جهدٍ تبذله اليوم سيشكّل الأساس لمزيدٍ من النّجاح في المستقبل، ممّا يساعد على دفع صفحات موقعك إلى قمّة نتائج البحث.