3 استراتيجيات للتعرف على الأشخاص السامين في أقل من خمس دقائق
استبعد الشخصيات اللامعة ذات الطباع المزعجة من منظمتك قبل أن تفتك بثقافة شركتك
يُعدُّ انتقاء الموظفين المناسبين للمؤسَّسة مَهمَّةً معقَّدةً ومليئةً بالتَّحدّيات، حيث تحتاجُ هذه المهمة للتَّدبُّر والتَّمحيص بغضّ النَّظر عن درجة براعتهم أو كفاءتهم الظَّاهريَّة.
تُشدِّد آريانا هافينجتون -المؤسِّسة والرَّئيسة التَّنفيذيَّة لـ"Thrive Global" ومؤلّفة خمسة عشر كتاباً- على قاعدةٍ حاسمةٍ تتَّبعُها عند التَّوظيف: "أتبع قاعدة ذهبية، اكتسبتها من تجاربي القاسية" كما ذكرت في مقابلةٍ أُجريت معها عام 2017: "التَّساهل ممنوعٌ مع العباقرة المُزعجين، أنصح عملائي من القادة التَّنفيذيين دوماً، بأنَّه مهما بدا المرشَّح للوظيفة ذكيَّاً أو موهوباً، يجب تجنُّبه بكلِّ الوسائل إذا لمحت أدنى مؤشِّر للسُمِّيَّة في شخصيته"، هافينجتون تتفق مع هذا المنطق بقولها: "ابتعدْ عن هذا الطريق، وإن وقعت فيه بالخطأ، فعليك أنَّ تتخلَّصَ منهم في أسرع وقتٍ ممكنٍ".
وأضافت هافينجتون: "الحقيقة هي أنَّه لا يوجد ما هو أسوأ لثقافة المؤسَّسة من الأفراد الذين يبدون متفوِّقين، ولكنَّهم في الحقيقة يقوِّضون زملاءهم ويخلقون بيئةً لا تسمح للأشخاص بأن يكونوا في أفضل حالاتهم أو يبدعوا".
فهل يمكن التَّعرُّف على الأفراد السَّامين مبكّراً، ربَّما خلال اللقاء الأوَّل بهم؟ على الرَّغم من عدم وجود طريقةٍ مؤكَّدةٍ لمعرفة ما إذا كان الشَّخص الجديد أو زميل العمل، سيؤثّر سلباً على بيئة الفريق الإيجابيَّة، فإنَّ الكثير من الأشخاص السَّامّين يظهرون علامات تحذيرٍ مبكِّرةٍ ينبغي الانتباه إليها.
1. البوح بالمعلومات الخاصة
يعشق العباقرة المزعجون مشاركة الأسرار والبيانات السّريَّة أو المعلومات الحصريَّة؛ لأنَّهم في تلك اللحظات يسيطرون على دفَّة الحديث، قد يبدو الانخراط في حوارهم والانجراف في شبكة ثرثرتهم السَّامَّة مغرياً، لكنَّنا قد لا ندرك التَّأثيرات الضَّارَّة لذلك، عندما تسمع عبارة: "هل ترغب في معرفة سرٍّ؟" تصدر من أحد الزملاء، فتلك إشارةٌ تحذيريَّةٌ واضحةٌ بأنَّك أمام عبقريٍّ سامٍّ ومزعجٍ.
2. النزعة السلبية المستمرة
تصوَّرْ أنَّك تناقش مشروعاً جديداً، ويبادر زميلُك الذي يفضِّل فرض رأيه بالتَّركيز فوراً على كلِّ العقبات المحتملة دون الإقرار بأيَّة فرصٍ، إذا كان أحدهم يتَّسم بالسَّلبية الدَّائمة، يشتكي بلا توقُّف دون تقديم حلولٍ، ويرى المشكلات في كلِّ شيءٍ، فهذه إشارةٌ تحذيريَّةٌ تنمُّ عن شخصية سامة، وأحد الطرق للتَّعامل مع هذا النَّوع من الأشخاص هو الحفاظ على سلوكٍ مهنيٍّ ومحترمٍ إذا لزم الأمر، اعتذر بأدبٍ وانسحب من المحادثة وتواصل مع قسم الموارد البشريَّة أو مع مديرك.
3. التحكم في الآخرين
يميل العباقرة المزعجون إلى محاولة السَّيطرة على المواقف والأشخاص من حولهم، قد يكون هذا الشَّخص غير راغبٍ في التَّفويض أو التَّعاون، أو يتصرَّف بشكلٍ متملِّكٍ للغاية، على سبيل المثال، عند اقتراحك لطريقةٍ جديدةٍ لإنجاز مهمَّةٍ ما، يرفضون ذلك مُصرِّين على اتّباع طريقتهم الخاصَّة، ممَّا يقمع الإبداع والتَّعاون، وهذا دليلٌ على شخصٍ لديه نزعةٌ للتَّحكُّم في الآخرين، إذ إنّ الأشخاص المهووسين بالسَّيطرة يستمتعون بالصِّراعات القويَّة، ومن الأفضل تجنُّب الانخراط في ألعابهم ووضع حدودٍ واضحةٍ بدلاً من ذلك.
من المُهمِّ الإشارة إلى أنَّ بعض السُّلوكيَّات التي يُظهرها الأشخاص لا تعني بالضَّرورة أنَّهم سامُّون لا يمكن إصلاحهم، النَّاس قادرون على التَّغيير، ومناقشةُ المشكلةِ معهم قد تؤدِّي إلى تحوُّلات إيجابيَّةٍ، ومع ذلك، يجب أن تكونَ مُدركاً لعلامات سلوك "العبقري المزعج"؛ لأنَّ هذا يمكن أن يساعدك على تحديد هؤلاء الأفراد وتصفيتهم بشكلٍ أسرع، وبهذا يُمكن منعهم من تخريب ديناميكيَّة العمل الصّحية داخل مكان العمل.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.