3 رؤى قيادية هامة: تعلّم من أخطاء Elon Musk الاستراتيجية
قدّم القيمة المميزة لعملائك، وعزّز نقاط ضعفك التنافسية، وواجه الواقع، لبناء خطط واستراتيجيات العمل الفعّالة.
أن تكونَ رائد أعمالٍ ممتازاً، فإنَّ ذلك لا يجعل منك شخصاً محصَّناً ضدَّ ارتكاب الأخطاء، وإيلون ماسك Elon Musk أكبر مثالٍ على ذلك، فهو رائد أعمالٍ عالميٌّ، وحياته مزيجٌ من النَّجاحات الكبيرة والفشل الذي لا يُمكن إخفاؤه، فقد تولَّى ماسك منصب الرَّئيس التَّنفيذيّ لشركة Tesla في عام 2008، وحوّل شركات صناعة السيارات الكهربائية إلى أكثر الشَّركات قيمةً في العالم، ولكنَّ شركة تسلا شهدت في عام 2024 عدداً من الأخطاء الاستراتيجيَّة بقيادة ماسك نفسه، حيث انخفضت قيمة أسهمها بنسبة 35% في هذا العام حتَّى تاريخ 15 إبريل.
كما انخفضت مبيعات الشَّركة وحصَّتها السُّوقيَّة أيضاً، وتراجعت المبيعات في Tesla بنسبة 13%، وشهدت غيرها من الشَّركات المنافسة لها، والتي تعدُّ من الشركات الناشئة، نموّاً ضعيفاً نوعاً ما، وزادت مبيعات السّيّارات الكهربائيَّة للعلامات التجارية الكُبرى، مثل: هونداي ومرسيدس وبي إم دبليو، وأخذت من حصَّة تسلا في السُّوق العالميَّة، وذلك بحسب ما تمَّ ذكره في صحيفة نيويورك تايمز، وإليك نظرةٌ على الأخطاء الاستراتيجيَّة التي كانت وراء كلّ مشاكل Tesla، وأهمّ الدُّروس التّي من الممكن أن يستفيدَ منها قادة الأعمال.
قدّم قيمة لا تُضاهى للعملاء
إذا أنشأتَ صناعةً جديدةً وتحدّيت الشّركات القائمة بنجاحكَ، يُمكن أن تُعذرَ لاعتقادكَ أنّك أذكى من الجميع وأنّ كلّ فكرةٍ لديك عبقريّة، كما يُمكن أنّ يؤدّي هذا الرضا عن النّفس إلى تجاهلكَ كقائدٍ لاحتياجات العملاء؛ لأنّك تعتبر نفسكَ الوحيد القادر على خلق المستقبل الذي تعرف أنّهم بحاجةٍ إليه.
وكانت هذه الاستراتيجيّة فعّالة لماسك لفترةٍ، لكنّها الآن لم تَعد كذلك، فقد استطاع جذب شريحةٍ ثريّةٍ من المشترين بإنتاج سيّاراتٍ كهربائيّةٍ فائقة السّرعة والأناقة بأسعارٍ باهظةٍ. ومع الأسف، عانت هذه السّيارات من نسبة عيوب عاليةٍ وفقاً لما ذكرته جيه دي باور. كما أصبح المستهلكون أكثر حساسيّةً تجاه القيمة، بمعنى أنّهم يريدون طريقةً آمنةً ومنخفضة التّكلفة للقيادة.
ولكن، انخفاض أسعار البنزين، وارتفاع أسعار السّيارات الكهربائيّة نسبيّاً، وطول أوقات شحن البطّاريات، هي من بين التّحديات التي يجب على صانعي السّيارات الكهربائيّة التّغلب عليها لكسب العملاء. وقد كان أكبر خطأ استراتيجيّ لماسك هو افتراضه بأنّ العملاء سيستمرّون في شراء تشكيلة تيسلا الحاليّة، على الرّغم من الأسعار المرتفعة، ومشاكل الجودة، وضعف الخدمة، وشبكة الشّحن غير الكافيّة.
عزّز نقاط ضعفك التنافسية
كان باستطاعة ماسك أن يتغاضى عن هذه الأمور قبل ظهور المنافسة القويَّة لتسلا من الشَّركات الأخرى، فقد أدَّت ثقته بنفسه إلى إغفاله لمساعي المنافسين بانتزاع جزءٍ من الأرباح التي تُحقِّقها الشَّركة، وفي الوقت الحاضر تُقدِّم شركات صينيَّة -مثل BYD- سيَّارة سيدان Seal بسعر 25,000 دولارٍ، وهو أقلُّ بكثيرٍ من أرخص طرازٍ لتسلا، حيث تستجيب شركة ولي أوتو لتفضيلات المستهلكين والعملاء التي ذكرتها سابقاً، وتُحدِّد أسعاراً أقلَّ من تسلا بكثير لسيَّاراتهم الكهربائيَّة، وبذلك استحوذت الشَّركة الصّينيَّة على حصَّة Tesla من السُّوق في الصّين.
والسُّؤال هنا: هل يُمكن لتسلا أن تُحقّق أرباحاً إذا باعت سيَّاراتٍ بأسعارٍ أقلَّ من BYD؟ وفقاً لرويترز، من المتوقَّع أنَّ Tesla ستخفِّضُ أكثر من 10% من عمّالها البالغ عددهم حوالي 140,000 عاملاً، مع ذلك لا يكفي تقليل عدد العمّال لمساعدة تسلا على كسب عملاءٍ تهمّهم القيمة الشِّرائيَّة للمنتج؛ لذلك يجب على ماسك أن ينظرَ لنقاط الضَّعف التَّنافسيَّة في Tesla، وأن يعملَ على تعزيزها وتطويرها لتصبحَ نقاط قوّةٍ.
واجه الواقع: لا تهرب إلى عالم الخيال
لحلِّ الأزمة، يجب على Tesla أن تُطلق سيارةً في السُّوق قادرةً على المنافسة من أجل أن توقفَ خسارتها السُّوقيَّة أمام المنافسين مثل BYD، وبدلاً من أن تسرّعَ بطرح طراز 2 في السُّوق من أجل إرضاء العملاء التي تهمهم القيمة الشّرائيَّة، فإنَّ تسلا تتهرَّب منهم، وقد ذكرت وكالة رويترز أنَّ Tesla قد ألغت كلَّ خططها في طرح مركبةٍ كهربائيَّةٍ ذات تكلفةٍ منخفضةٍ، وهو ما كانت تَعدُ به منذ فترةٍ طويلةٍ، وهي المركبة المعروفة بطراز 2، ونفى ماسك أقوال رويترز قائلاً بأنَّها تكذب، وقد عبَّر أحد المحلّلين عن عدم ثقته بردِّ ماسك على قرار إلغاء الطّراز.
وقد أشارت فيكي برايان، المؤسّسة والرئيسة التنفيذيَّة لشركة Bond Angle، في رسالة بريدٍ إلكترونيٍّ نشرها ماركت ووتش: هناك أدلَّةٌ قليلةٌ على أنَّ العملَ ما زال جاريَّاً بنشاطٍ على الطَّراز الجديد للسَّيَّارة في Tesla، والذي كان من المفترض أن تبدأ إنتاجه ووضعه في السُّوق التّجاريّ في العام المقبل، وذلك وفقاً لأحدث وعود إيلون المشكوك فيها".
وبدلاً من ذلك يُروّج ماسك لتاكسي آليّ من المفترض أن يكشفَ عنه في شهر أغسطس، وهو مركبةٌ ذاتيَّةُ القيادة، لا يمكن أن تسمحَ لأحدٍ بالتحكُّم بها، وبرأيي لن تُعزِّز تاكسي Tesla هذه من نموّ إيرادات وأرباح الشَّركة، وبعد كلّ ذلك تتخلَّف تسلا عن Waymo التَّابعة لألفابت، والَّتي لم تبنِ بعد أيَّ عملٍ في تشغيل هذه المركبات، إضافةً إلى ذلك لم تتقن تسلا بعد التُّكنولوجيا اللَّازمة لتشغيل التَّاكسي الآليّ، ولم تحصل الشَّركة على التَّصاريح اللَّازمة لتشغيله، وقد أشارت NBC News بنصيحةٍ لأي قائد عملٍ ناجحٍ تقول: لا ترتكب الأخطاء التي أدَّت بتسلا إلى هذه المشاكل، وبدلاً من ذلك عليكَ أن تأخذ هذه النَّصائح بعين الاعتبار:
- كن حذراً ولا ترضَ عن نفسك وعملك بشكلٍ مطلقٍ.
- راقب تفضيلات العملاء ورغباتهم التي تتغيّر دائماً عن كثب.
- تعاون مع المتبنّين المبكّرين، وذلك من أجل إنشاءِ منتجاتٍ جديدةٍ تُلبِّي رغبات العملاء قبل أن يتصدَّرَ بها المنافسون.