3 ركائز أساسية لترسيخ الثقة وبناء العلاقات الناجحة
من الالتزام بالوعود إلى الصّدق والتّمسك بالقيم، تعلّم كيفيّة الحفاظ على علاقاتك المهنيّة والشّخصيّة
تتطلّبُ الثقة وقتاً وتجارب لبنائها، وكلّ لقاءٍ يُمكن أن يساهمَ في تقويتها أو إضعافها، فهي عنصرٌ أساسيٌّ في بناء علاقاتٍ قويّةٍ وناجحةٍ، إلّا أنّ الحفاظ على الثّقة يُعد تحديّاً، إذ يُمكن أن تستغرقَ سنواتٍ لترسيخها، ولكن يُمكن أن تتلاشى في لحظاتٍ. رغم ذلك، نجد أنّ أولئك الّذين يصلون إلى مستوياتٍ عاليةٍ من الثقة غالباً ما يتّبعون نفس الأساليب والسّلوكيّات التي تجعل من بناء الثّقة عمليّةً سلسةً، وفيما يلي 3 طرقٍ أساسيةٍ لبناء الثقة:
أولاً: كُن جديراً بالثقة
تبدأ الثقة من الوفاء بالوعود؛ فعندما تتعهّدُ بإنجاز شيءٍ ما، يتعيّن عليك الالتزام بتنفيذه، وقولك بأنّك ستقوم بمهمّةٍ معيّنةٍ يعني أنّك ملتزمٌ بما تقول. على سبيل المثال، إذا وعدت شخصاً بإحضار القهوة له بنهاية اليوم، فمن الضّروري الوفاء بهذا الوعد، فالثقة لا تتعلّقُ فقط بالوفاء بالوعود، بل تشملُ أيضاً تجنّب المبالغة في الالتزامات.
وإذا شعرت أنّك غير قادرٍ على القيام بشيءٍ ما، أو أنّك لا ترغب في القيام به، فمن الأفضل أن تكون صريحاً وتقول "لا"، وإذا وجدت نفسكَ قد تجاوزت حدودكَ في الالتزامات، فعليك الاعتراف بذلك، ولكن تأكّد دائماً من أنّ التزاماتكَ الحاليّة تأتي في المقام الأوّل؛ بالطّبع قد تحدث أمورٌ غير متوقعةٍ في الحياة أحياناً، لكن التّعامل معها بصدقٍ يُحافظ على الثقة.
ثانياً: كُن صادقاً وأصيلاً
مثلما يحبُّ النّاس الوفاء بالوعود، يُقدّرون الأصالة، فالابتسامات الزّائفة والصّور المعدّلة قد تجذبُ الانتباه، لكن الصّدق والانفتاح هما اللّذان يبنيان علاقاتٍ حقيقيةً ويُعزّزان الثقة، فإذا كُنت قادراً على تقبّل عيوبكَ وتحديّاتك الشّخصيّة دون الاختباء وراء واجهةٍ مزيفةٍ أو صورةٍ مثاليّةٍ على وسائل التواصل الاجتماعي مثل "إنستجرام"، ستصبح أكثر ارتباطاً بالآخرين، وبالتّالي تُعزّز الثقة في علاقاتكَ.
ثالثاً: تمسّك بالقيم
في زمنٍ أصبح فيه الاستهلاك الأخلاقيّ والاعتماد على القيم في التوظيف من الأمور الشّائعة، أصبح من الضّروري أكثر من أيّ وقتٍ مضى التّعامل مع أشخاصٍ وشركاء يتشاركون نفس القيم، فهناك العديدُ من الأمثلة على شركاتٍ تعرّضت للمقاطعة والانتقادات بسبب سلوكها غير الأخلاقيّ، فهذه الحالاتُ تُوضّح مدى أهمّية التّمسك بقيمٍ أخلاقيةٍ قويّةٍ، إذ إنّ الشخّص الّذي يرفض الغشّ حتّى في الظّروف السّهلة يُنظر إليه على أنّه شخصٌ موثوقٌ.
وأخيراً، تُبنى الثقة تدريجيّاً من خلال التّجارب المُتراكمة، وكلّ لقاءٍ يُشكّل فرصةً إمّا لتعزيز الثقة أو إضعافها، ومن خلال الالتزام بالصّدق والموثوقيّة، والنّزاهة، يُمكننا بناء مخزونٍ قويٍّ من الثقة، إذ إن الثقة موردٌ ثمينٌ، ويتطلّب الحفاظ عليها الحذر والرّعاية، ورغم أنّ بناء الثقة ليس أمراً يحدث تلقائيّاً، ويستدعي العمل عليه يوميّاً، فإنّ المكافآتِ النّاتجةَ عن هذا الجهد تستحقُّ السّعي لتحقيقها.