3 شركات ناشئة في مجال تكنولوجيا الثروات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
بركة، ثروة وثندر شركاتٌ تسهم في تعزيز الوعي الماليّ والشمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
إدارةُ الثَّرواتِ، التي طالما كانت حِكْراً على خُبراء مُتخصِّصين يديرون مبالغَ طائلةً بأجورٍ باهظةٍ، باتت اليومَ تشهدُ تحوُّلاً جذريّاً بفضلِ شركات تقنيّةِ الثَّرواتِ النّاشئةِ، التي تسعى إلى استبدالِ الأساليبِ التّقليديةِ بتقنياتٍ حديثةٍ تُمكِّن المستخدمين العاديين من إدارةِ أموالهم بأنفسهم.
كما فتحت منصَّاتٌ مثلُ "روبن هود" (Robinhood)، القائمة في الولاياتِ المتّحدة، البابَ أمامَ جيلِ الألفيّةِ في جميعِ أنحاءِ أمريكا للتّداولِ، فقد شهدنا في السّنواتِ الأخيرةِ صعودَ شركاتِ تقنيّةِ الثَّرواتِ في منطقةِ الشّرق الأوسط وشمالِ إفريقيا، والتي تُقدِّمُ خدماتِ التّداولِ بدون عُمولاتٍ للأسهمِ، وصناديقِ التّداولِ المُتداولةِ (ETFs)، والعُملاتِ المشفَّرةِ.
فما الذي تُقدِّمه شركاتُ تقنياتِ الثَّروةِ؟ بادئَ ذي بدءٍ، تُعَدُّ تقنيّةُ الثَّرواتِ فرعاً مُهمّاً من التّقنيّةِ الماليّةِ، يركِّزُ على توفيرِ الأدواتِ والمنصَّاتِ للمُستثمرين لإدارةِ ثرواتهم بأنفسهم. وتمنحُ شركاتٌ مثل "ثروة"، و"بَرَكَة"، و"ثندر" للمستخدمينَ إمكانيةَ التّداولِ عبر الإنترنتِ دون الحاجةِ لوُسَطاءَ، ممَّا يُتيحُ للمُستثمرين الاستثمار في مُختلفِ الأصولِ دون الحاجةِ لامتلاكِ مبالغ كبيرة أو دفعِ عمولاتٍ للسماسرةِ. كثيرٌ من هذه الشّركاتِ تُوفِّر أيضاً إمكانيةَ التّداولِ في البورصةِ الأمريكيةِِ، وتُتيحُ التّداولَ بالأسهمِ الجُزئيةِ (أي أقلَّ من سهمٍ كاملٍ).
نظراً لأن استثمارَ الأسهمِ لم يكن جزءاً من ثقافةِ جيلِ الألفيّةِ في منطقةِ الشّرق الأوسطِ والخليج، فإنّ أحدَ أكبرِ التّحدّياتِ التي تواجهُ هذه الشّركاتِ هو تثقيفُ المستخدمين حول إدارةِ الثَّرواتِ وطُرقِ توليدِ الدَّخلِ السّلبيّ. وتعتمدُ هذه الشّركاتُ على خلقِ المحتوى التّعليميّ والتوعوي من خلالِ البودكاستات، والمقالاتِ، والفيديوهات، والنّدواتِ عبر الإنترنت، لتعريفِ وتثقيفِ المُستثمرين النّاشئين.
وبينما تواصلُ التّقنيةُ الماليّةُ تصدُّرها لمجالِ تمويلِ رأسمالِ جريء في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا، لا تزال معرفةُ الاستثمارِ والتّخطيطِ الماليّ في مراحلها الأولى. في الواقعِ، يُعَدُّ صندوقُ مُستقبلِ دبي للمنطقةِ إدارةَ الثَّرواتِ قِطاعاً رئيسيّاً لتركيزهم، ولا سيّما مع اكتسابِ العُملاتِ المُشفَّرةِ لزُخمٍ مُتزايدٍ.
هذه الشّركاتُ النّاشئةُ الثلاثُ، ومقرُّها في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا ودول الخليج، تُمكِّن جيلَ الألفيةِ والمستثمرين المُحتملين الآخرين من البدءِ في التّداولِ بدلاً من مجرَّدِ الادِّخارِ.
شركة بركة Baraka
في عام 2020، أُسِّست "بركة" على يدِ فراس جلبوت، الذي كان يشغلُ منصبَ مديرٍ للأصولِ، ومصرفيّ في مجالِ الاستثمارِ الجريء، وكونال تانيجا، المديرُ التّقنيّ المُتخصِّص في القِطاعِ التّكنولوجيّ. تُعَدُّ "بركة" تطبيقاً للتداولِ يركِّز على استقطابِ المستثمرين من جيلِ الألفيةِ في قطاعِ التّجزئةِ.
متوفِّرةٌ بكِلا اللّغتين العربيّةِ والإنجليزيةِ، بدأت "بركة" مسيرتها كمنصّةٍ للمحتوى تُركِّز على التّعليمِ الماليّ وتعزيزِ الوعي حولَ استثمارِ الأسهمِ. تُمكِّنُ هذه المنصّةُ المُستثمرين من التّداولِ في بورصةِ الأسهمِ الأمريكيّةِ، وتُتيحُ للمُستخدمين الوصولَ إلى أكثر من 600 سهمٍ وصندوقِ تداولٍ مُتداولٍ (ETF). كما تُوفِّر الفُرصةَ للمُستخدمين الهواة بالتداولِ بأسهمٍ جُزئيةٍ وبمبالغ ماليّةٍ صغيرةٍ، ولا تسمح بالتّداولاتِ ذاتِ المخاطرِ العاليةِ.
تتمتّعُ "بركة" حالياً ببنيّةِ عمولاتٍ منخفضةٍ، فضلاً عن نموذجِ اشتراكٍ للمستخدمين الذين يرغبون في الحصولِ على رؤى تحليليّةٍ. وتأمل الشّركةُ في إطلاقِ خياراتٍ للتداولِ في البورصةِ السّعوديةِ "تداول"، وكذلك في سوقِ دبي المالي (DFM) وسوقِ أبوظبي للأوراقِ الماليّةِ (ADX).
حتى الآن، جمعت "بركة" أكثرَ من 25 مليون دولار، وتحظى بدعمٍ من "فالار فينتشرز" (Valar Ventures)، و"نولوود جلوبال فاوندرز كابيتال" (Knollwood Global Founders Capital)، و"إف جي لابس" (FJ Labs)، و"رابتور جروب" (Raptor Group)، و"ترايب كابيتال" (Tribe Capital)، و"نوا كابيتال" (Nuwa Capital)، و"فينتشرسوك" (VentureSouq)، و"كلاس 5 جلوبال" (Class 5 Global). كما أصبحت "بركة" رابعَ شركةٍ ناشئةٍ في الإمارات تنضمُّ إلى Y Combinator، وذلك بانضمامها إلى الدّفعةِ الصّيفية لعام 2021 لمُسرّع الأعمالِ في وادي السّيليكون.
شاهد أيضاً: أبرز شركات التكنولوجيا المالية (FinTech) في الشرق الأوسط
شركة ثندر Thndr
في عامِ 2019، بدأت "ثندر" رحلتها بالتّأسيسِ على يدّ سيف عمرو وأحمد حمودة، لتكونَ منصّةً مصريةً مُبتكرةً في مجالِ تقنيةِ الثَّرواتِ، وتوفّر لمُستخدميها إمكانيةَ التّداولِ في الأسهمِ بطريقةٍ مُبسّطةٍ وثنائيةِ اللّغةِ عبر الأجهزةِ المحمولةِ. وفي عامِ 2020، نجحتْ "ثندر" في الحصولِ على أوّلِ رخصةِ وساطةٍ ماليّةٍ تصدرها الهيئةُ المصريةُ للرّقابةِ الماليّةِ منذ عامِ 2008، ممّا أتاحَ للمُستثمرين إمكانيةَ فتحِ حساباتِ تداولٍ وإدارتها في الأسواقِ الماليّةِ المصريةِ عبر هواتفهم المحمولةِ.
تُشبه "ثندر" في خدماتها الشّركاتِ الأخرى في هذا المجالِ، حيث تُمكِّن المُستثمرين من التّداولِ في الأسهمِ، والصّناديقِ الاستثماريةِ المشتركةِ، والاكتتاباتِ العامةِ الأوليّةِ دون الحاجةِ إلى حدٍّ أدنى للحسابِ. ولكن تتميّزُ عن نظيراتها بأنّها لا تُتيح للمُستثمرين الوصولَ إلى الأسواقِ الأمريكيةِ.
حتى اللّحظةِ، تمكّنت "ثندر" من جمعِ أكثرَ من 21 مليون دولار، وقد حظيت بدعمٍ من مجموعةٍ من الجهاتِ الاستثماريةِ المُرموقةِ، مثل: Y Combinator، و4DX Ventures، وEndure Capital، وThe Raba Partnership، وMSA Capital، وTiger Global، وProsus Ventures، إلى جانبِ مستثمرين آخرين مثل الشريكِ الإداريّ لشركةِ DST، توم ستافورد، وغيرهم.
شركة ثروة Sarwa
في عامِ 2018، شهدت السّاحةُ الاقتصاديةُ إطلاقَ "ثروة" كشركةٍ ناشئةٍ في مجالِ الاستثمارِ والتّمويلِ الشّخصيّ، ومن ثمّ تطوَّرت لتصيرَ منبراً بارزاً في مجالِ تقنيةِ الثّرواتِ. تُمكِّن هذه المنصّةُ، التي تنطلقُ من الإمارات، المستخدمين من إدارةِ محافظهم الاستثماريةِ بكفاءةٍ، وتعملُ كمستشارٍ ماليٍّ رقميٍّ أو "روبومستشار" للمهنيين الشبّان. يُمثّلُ "روبو المستشار"، الذي يُعدّ اتجاهاً مستجدّاً في عالمِ تقنيةِ الثّرواِتِ، خدمةَ تخطيطٍ ماليّ واستثماريّ مؤتمتةٍ، مدعومةٍ بالخوارزمياتِ.
تتضمّنُ "ثروة" طيفاً واسعاً من المنتجاتِ الموجّهةِ لفئاتٍ متنوّعةٍ من المستثمرين، بما في ذلك:
- منتجها الأساسيّ "ثروة تريد" (Sarwa Trade)، الذي يتيحُ للمستثمرين شراءَ وبيعَ الأسهمِ الأمريكيةِ وصناديقَ الاستثمارِ المتداولةِ ابتداءً من 5 دولارات فقط.
- "ثروة إنفست" (Sarwa Invest)، الذي يُمكّن المستخدمين من الاستثمارِ التّلقائي في محافظ متنوّعة، مثل: الاستثمار في محافظ تقليدية، ومحافظ مسؤولة، ومحافظ متوافقة مع الشّريعةِ الإسلاميةِ.
- "ثروة حلال" (Sarwa Halal)، النسخةُ المتوافقةُ مع الشّريعةِ الإسلاميّةِ، تُقدّم محفظةَ صناديقِ السّوقِ النّقديّ التي توفّرُ أوراقاً ماليّةً نقديةً وما يعادلها بعائدٍ صافٍ يبلغ 3% بعدَ جميعِ الرّسومِ.
- "ثروة كريبتو" (Sarwa Crypto)، الذي يُقدّمُ نفس التنوّعِ الاستثماريّ كـ"ثروة إنفست" (Sarwa Invest)، إذ يُتيحُ للمستثمرين الفرصةَ للاستثمارِ في وسيلةِ استثمارِ البيتكوين "جرايسكيل بيتكوين ترست GBTC".
في فبراير من هذا العامّ، أضافت "ثروة" إلى مجموعةِ خدماتها "ثروة سيف" (Sarwa Save)، وهو حسابٌ نقديٌّ يُقدّمُ عائداً بنسبة 3% (مقارنةً بـ 0.8% على حساباتِ التّوفيرِ في البنوك الإماراتية)، دون وجودِ حدٍّ أدنى للحسابِ أو رسومٍ إداريةٍ.
حتى الآن، جمعت "ثروة" ما يزيدُ عن 24.9 مليون دولارِ، وتحظى بدعمٍ من جهاتٍ مرموقةٍ مثل "مبادلة"، و"500 ستارت أبس"، و"شركة المشاريع الكويتية"، و"شروق بارتنرز"، و"شركاء الشرق الأوسط للمشاريع"، و"مركز دبي المالي العالمي"، و"صندوق هامبرو بيركس أوريكس"، و"هلا فينتشرز"، و"فيجن فينتشرز"، وغيرها.