3 طرق فعالة للتعامل مع أسوأ موظف في شركتك
يسبب التّعامل مع الموظفين المزعجين ضغوطاً كبيرةً، ولكن بإمكان المدراء اتّخاذ خطواتٍ لتحويل هذه التّجربة الصّعبة إلى فرصةٍ للتّعلّم والتّطور في بيئة العمل
إدارة الموظفين ليست مهمّةً بسيطةً كما قد يعتقدُ البعض، بل هي عمليّةٌ تتطلّب مهاراتٍ مُتعدّدةً وصبراً كبيراً. فعلى الرّغم من أنّ الموظفين ليسوا أفراداً من عائلتك، إلّا أنّك تقضي معهم وقتاً قد يتجاوز ما تقضيه مع أقرب النّاس إليك. ومع مرور الوقت، ستجد أنّ العلاقة معهم تتفاوت، فهناك أيامٌ تشعر فيها بالامتنان لتعاونهم والتزامهم، وأيامٌ أُخرى قد ترغب فيها بشدّ شعركَ من الانزعاج والضّغط، خاصّةً عندما تتعامل مع موظفٍ يتسبّب في مشكلاتٍ كبيرةٍ.
الموظف الذي يسبب الأزمات
بحسب إحصائيّات موقع "زيبيا" (Zippia)، يُفصل حوالي 40% من الأمريكيّين من وظائفهم في مرحلةٍ ما من مسيرتهم المهنيّة. ولكنّنا هنا لا نتحدّث عن الفصل المُعتاد، بل عن ذلك الموظّف الّذي تكتشفُ بعد توظيفه أنّ قرار تعيينه كان من أسوأ القرارات، فهذا النّوع من الموظفين لا يقتصرُ على التّسبّب في مشكلاتٍ بسيطةٍ، بل يُثير أزماتٍ قد تدفعكَ إلى البحث عن طرقٍ للتّخفيف من الضّغوط، سواء بجلسةٍ علاجيّةٍ أو مشروبٍ مُهدّئٍ.
خلال مسيرتكَ المهنيّة كمديرٍ، من المُرجّح أنّك ستواجه مثل هذا النّوع من الموظّفين مرّةً واحدةً على الأقل. حينها، من المهمّ أن تُدركَ أنّك لست وحدكَ في هذا الموقف، فالعديد من المدراء سبق لهم التّعامل مع تجارب مشابهةٍ، سواء شعروا بالصّدمة أو الإحراج أو حتّى الشّك في قدرتهم على تقدير الشّخصيّات.
الموظف السيء: نوعان رئيسيّان
وجدتُ من خلال نقاشاتي مع العديد من الرّؤساء التّنفيذيين، أنّ كلّ واحدٍ منهم لديه قصّةٌ عن موظفٍ تصرّفاته كانت غير متوقّعةً وغريبةً، ويُمكن تصنيف هذه القصص إلى نوعين رئيسيّين:
- الموظّف الكاره: هذا النّوع من الموظّفين يكنّ لك أو للشّركة كراهيةً عميقةً، بغضّ النّظر عن كيفيّة معاملته، إذ يتسبّب في إثارة الفوضى وينشر السّلبيّة بين زملائه، ممّا يؤدّي إلى خلق بيئة عمل غير مريحةٍ للجميع.
- الموظف الخائن: يُعدّ هذا النّوع من الموظّفين الأكثر إيلاماً، فهو الشّخص الّذي قضيت سنواتٍ في تطويره وتوجيهه، ليأتي في لحظةٍ غير متوقّعةٍ ويخون ثقتكَ. في بعض المناطق الجنوبيّة بالولايات المُتّحدة، يُعرَف هذا التّصرف باسم "التراجع عن الوعود" (crawfish)، وهو تعبيرٌ يُستخدم لوصف خيانة الثّقة بعد بناء علاقةٍ طويلةٍ من التّعاون.
إدارة الأزمات مع الموظفين السيئين
أكّد جاك ويلش، الرّئيس التّنفيذيّ السّابق لشركة "جنرال إلكتريك" (General Electric)، أنّ الشّركات الّتي تُدير موظّفيها بشكلٍ جيِّدٍ عادةً ما تتعامل مع الموظّف السّيء مباشرةً، كما وأوضح أنّ هناك شخصياتٍ معيّنةً تُسبّب الاضطراب بطبيعتها، ومن الأفضل إبعادهم عن الطّريق للسّماح للموظّفين الآخرين بالعمل بتركيزٍ وكفاءةٍ، فهؤلاء الأشخاص يُمكن أن يكونوا مثل السّم الّذي يُؤثّر على الجميع، إذا لم يتمّ التّعامل معهم بسرعةٍ وحزمٍ.
كيف تتعرّف على الشّخصيّة الحقيقيّة للموظف؟
حتّى مع كلّ الأدوات المُتاحة للموارد البشرية والمقابلات المُتعدّدة، لا يُمكنك أن تعرفَ الشّخص حقّاً حتّى تعملَ معه عن كثبٍ. كما كان يقول والدي دائماً: "لن تعرفَ الشّخص حقّاً حتى تسير معه في طريقٍ طويلٍ"، ويُمكن تطبيق هذه المقولة بسهولةٍ على عالم الأعمال، إذ لا يُمكن معرفة شخصيّات الموظّفين بشكلٍ كاملٍ إلّا من خلال العمل اليوميّ والاحتكاك المتواصل.
شاهد أيضاً: 4 خطوات رئيسة عند إبلاغ الموظّفين بفصلهم
الأسلوب الصحيح لتجاوز الأزمات
إذا كُنتَ قد واجهت مثل هذا الموقف مع أحد الموظّفين، فإليك بعض النّصائح الّتي قد تساعدكَ في تجاوز الأزمة والتّعلّم منها:
تحدث هذه التّجربة للجميع
في بعض الأحيان، مجرّد إدراك أنّ هذا الموقف ليس استثنائيّاً قد يساعد في تخفيف الضّغط، فعندما تواجه تجربةً مشابهةً، من المفيد التّحدّث مع زملائك في المجال وتبادل القصص. قد تكون هناك قيودٌ قانونيّةٌ تمنعك من ذكر الأسماء، لكن من خلال مشاركة التّجربة بشكلٍ عامٍّ، ستكتشف أنّ العديدَ من المدراء واجهوا مواقف مماثلةً، وربّما أكثر تعقيداً.
تعلّم درساً
حتّى وإن لم يكن بإمكانكَ منع حدوث المشكلة من الأساس، فإنَّ تحليل ما حدث بعد انتهائه يُمكن أن يكونَ درساً مهماً، لذلك اجمع وجهات نظرٍ متنوّعةً من الأشخاص المعنيّين بالموقف، سواء كانوا من فريقك، أو من زملائك الآخرين. لا تدع الأزمة تضيع دون الاستفادة منها، فهي فرصةٌ لتطوير مهاراتكَ كقائدٍ وتحسين أدائكَ في المستقبل.
ضع الموقف جانباً وامضِ
بعد أن تتحدّث مع زملائكَ وتُقيّم ما حدث، من الضّروري أن تتركَ الأمر جانباً وتنساه. لا تقضِ الكثير من الوقت في التّفكير والنّدم على ما حدث حتّى لا تفقد التّركيز على الأمور المهمّة، مثل دعم الموظفين الجيّدين وتقدير جهودهم، فالاستمرار في التّفكير بالماضي لن يُغيِّره ولن يُحسِّن من مستقبلكَ، بل قد يُعطّلك عن تحقيق أهدافك.
بغضّ النّظر عن مدى براعتك في اختيار الموظّفين أو تقديركَ لشخصيّاتهم، نحن جميعاً بشرٌ، والسّلوك البشريّ يظلّ دائماً لغزاً معقّداً، ولكن يتطلّب التّعامل مع الأفراد في بيئة العمل مرونةً وفهماً عميقاً، فكلّ شخصٍ لديه تحديّاته وأسلوبه الخاصّ. لذا، إذا واجهت موقفاً صعباً مع موظّفٍ ما، لا تدع ذلك يُؤثّر سلباً على بقيّة الفريق. بدلاً من ذلك، استفد من التّجربة وتعلّم منها، ثم ركّز على دعم وتشجيع أولئك الّذين يُسهمون في نجاح الشّركة ودفعها إلى الأمام.