الرئيسية الريادة 3 طرق لتعزيز الذكاء العاطفي قد تغيّر حياتك في 2025

3 طرق لتعزيز الذكاء العاطفي قد تغيّر حياتك في 2025

دراساتٌ حديثةٌ تكشف عن استراتيجيّاتٍ بسيطةٍ لتحسين مشاعرك وتفاعلك مع الآخرين لتحقيق نجاحٍ أكبر

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ركّز الباحثون في علم النّفس هذا العام على اكتشاف طرقٍ سهلةٍ وفعّالةٍ لتعزيز الذكاء العاطفي، فإذا طلب منك تحسين مهارةٍ واحدةٍ فقط في عام 2025، فماذا ستكون؟ عند طرح هذا السّؤال على شخصيّاتٍ مثل ريتشارد برانسون وجيف بيزوس ومجموعةٍ من علماء النّفس، ستجد أنّهم غالباً ما يتّفقون على إجابةٍ واحدةٍ: الذكاء العاطفي.

لا شكّ أنّ القدرات العقليّة والكفاءة التّقنيّة تسهمان في تحقيق النّجاح، ولكن التّجارب والدّراسات تؤكّد أنّ النّجاح الحقيقيّ يعتمد بشكلٍ أكبر على القدرة على فهم مشاعرك وإدارتها أو ما يعرف بالذّكاء العاطفيّ (EQ). فما الّذي يمكنك فعله لتحسين ذكائك العاطفي هذا العام؟ لحسن الحظّ، حرص علماء النّفس خلال عام 2024 على دراسة هذا الموضوع بعمقٍ، واكتشفوا طرقاً عمليّةً لتحسينه، وبينما اطّلعت على العديد من هذه الدّراسات، أدهشتني ثلاثة اكتشافاتٍ حديثةٍ بدت ذات تأثيرٍ كبيرٍ وقابلةٍ للتّطبيق، خاصّةً بالنّسبة لروّاد الأعمال.

1. الذكاء العاطفي ينتقل بالعدوى

لا يتحقّق تحسين الذكاء العاطفي في عزلةٍ، إذ تلعب البيئة المحيطة دوراً حيويّاً في تشكيل قدرتنا على التّعاطف مع الآخرين، وإدارة مشاعرنا، واتّخاذ ردود أفعالنا بشكلٍ مدروسٍ، حيث أكّدت دراسةٌ مثيرةٌ نشرت عام 2024 في مجلّة "تطوّر الطّفل" (Child Development) هذا التّأثير، حيث تابعت الدّراسة عائلاتٍ لمدّة 25 عاماً، شملت ثلاثة أجيالٍ. ووجد الباحثون أنّ الآباء الّذين أظهروا تعاطفاً واضحاً مع أبنائهم ربّوا أطفالاً يتمتّعون بمستوى أعلى من التّعاطف مع الآخرين، كما امتدّ هذا التّأثير الإيجابيّ بشكلٍ تدريجيٍّ من الأجداد إلى الآباء ثمّ إلى الأحفاد، ممّا ساهم في نشر موجةٍ من التّعاطف عبر الأجيال وداخل المجتمع.

وعلّق الباحثان جيسيكا ستيرن وجوزيف ألن على النّتائج في مقالٍ نشر على الموقع المختصّ بنشر الأبحاث الأكاديميّة، قائلين: "تشير نتائجنا إلى أنّ الآباء الّذين يطمحون إلى تربية مراهقين يتمتّعون بالتّعاطف ينبغي أن يمنّحوا أبناءهم تجارب مباشرةً للشّعور بالفهم والدّعم".

يتجاوز تأثير الذكاء العاطفي نطاق الأسر ليشمل بيئاتٍ اجتماعيّةً أوسع، حيث أظهرت دراسةٌ حديثةٌ نشرت في مجلّة "وقائع الأكاديميّة الوطنيّة للعلوم" (PNAS - Proceedings of the National Academy of Sciences) أنّ مشاهدة مواقف التّعاطف تحفّز الدّماغ لتبنّي نفس السّلوك. وأكّدت المجلّة "العلمية الأمريكية" (Scientific American) هذا التّأثير بقولها: "التعاطف عمليّةٌ تحفّزها العوامل الاجتماعيّة، بمعنى أنّ النّاس لا يتعاطفون فقط لأنّهم يعرفون كيف، بل لأنّهم يتأثّرون بالمجتمعات الّتي تجعل التّعاطف قاعدةً اجتماعيّةً سائدةً". وأوضحت المجلّة أنّه كما يحفّز الأصدقاء الرّياضيّون الأطفال على تحسين أدائهم الرّياضيّ، فإنّ وجود أفرادٍ متعاطفين يحفّز الآخرين على اتّباع نفس النّهج.

إذاً النّتيجةلتطوير ذكائك العاطفي، احرص على إحاطة نفسك بأشخاصٍ يتمتّعون بمستوى عالٍ من هذا النّوع من الذّكاء، وإذا أردت تعزيز الذكاء العاطفي في فريق عملك، فعليك أن تكون أنت النّموذج الّذي يظهر هذا السّلوك، ويلهم الفريق باتّباعه، إذ إنّ تصرّفك الذّكيّ عاطفيّاً هو المفتاح الّذي سيحفّز الآخرين على تبنّي هذه المهارة المهمّة.

2. عاداتٌ مدّتها ٢٠ ثانيةً لتحقيق السّعادة والنّجاح

كشفت الأبحاث المتعلّقة بالسّعادة والنّجاح الشّخصيّ، الّتي امتدّت لأكثر من 15 عاماً، عن أنماطٍ ثابتةٍ، وأحد أهم هذه الأنماط هو قوّة التّعاطف مع الذّات، حيث أثبتت الأدلّة العلميّة بشكلٍ واضحٍ أنّ التّحدّث مع النّفس بلطفٍ، كما لو كنت تخاطب صديقاً مقرّباً والتّسامح مع الأخطاء الشّخصيّة، يعزّزان الإنتاجيّة، ويحسّنان الصّحّة النّفسيّة، ويزيدان القدرة على مواجهة التّحدّيات. بعبارةٍ بسيطةٍ، ستصبح أكثر نجاحاً وسعادةً عندما تعامل نفسك برفقٍ ورعايةٍ.

وقد أظهرت أبحاثٌ أُجريت عام 2024 طريقةً بسيطةً لتطبيق هذا المفهوم، حيث كشفت دراسةٌ نُشرت في مجلّة "أبحاث السّلوك والعلاج" (Behavior Research and Therapy) أنّ وضع يدٍ على القلب والأخرى على البطن لمدّة 20 ثانيةً، كتذكيرٍ بالتّعاطف مع الذّات، يمكن أن يحسّن الصّحّة النّفسيّة. ووجد الباحثون أنّ الأشخاص الّذين مارسوا هذا الطّقس اليوميّ لمدّة شهرٍ، أظهروا مستوياتٍ أعلى من التّعاطف مع الذّات، كما انخفضت لديهم معدّلات التّوتّر والقلق والاكتئاب.

وأوضح "مركز العلوم لتحسين الحياة" (Greater Good Science Center) في جامعة كاليفورنيا بيركلي هذه الفكرة برسالةٍ موجزةٍ: "لا تحتاج إلى ساعةٍ يوميّاً لتغيير حالتك النّفسيّة، فمجرّد 20 ثانيةً من لمسة تعاطفٍ مع الذّات قد تكون كافيةً لتحقيق ذلك".

3. بادر بالتّواصل مع صديقٍ قديمٍ، لتعزيز ذكائك العاطفي

اقترب موسم الأعياد من نهايته، فكم مرّةً خلال الأسابيع الماضية فكّرت في صديقٍ قديمٍ، وتساءلت عمّا إذا كان عليك التّواصل معه؟ وهل فعلت ذلك؟ وفقاً لدراسةٍ جديدةٍ شملت أكثر من 2500 مشاركٍ، الإجابة غالباً ستكون "لا".

كما كشفت الدّراسة الّتي أجراها فريق بحثٍ دوليٍّ أنّ أقلّ من ثلث الأشخاص يبادرون بالتّواصل مع أصدقائهم القدامى، وذلك بسبب خشيتهم من أن الطّرف الآخر قد لا يرحّب بسماعهم. ولكن عندما تواصل الباحثون مع هؤلاء الأصدقاء، وجدوا أنّ معظمهم شعروا بالسّعادة الغامرة لاستعادة العلاقة. لذلك، يبدو أنّنا غالباً نخشى بلا مبرّرٍ من إعادة التّواصل.

ولكن الأهمّ من رغبة الآخرين في سماعنا، هو ما حدث عندما تغلّب النّاس على تردّدهم، وبادروا بإرسال رسالةٍ إلى صديقٍ قديمٍ لم يتحدّثوا معه منذ سنواتٍ، حيث أوضح نيكولاس برودي، أحد مؤلّفي الدّراسة: "عندما بادر الأفراد بالتّواصل مع أصدقاءٍ من الماضي لم يتحدّثوا معهم منذ فترةٍ طويلةٍ، لاحظوا انخفاضاً ملموساً في مستويات الاكتئاب والوحدة".

كذلك تؤكّد الأبحاث أنّ الرّوابط الاجتماعيّة تعدّ من أقوى العوامل المؤثّرة في الصّحّة النّفسيّة، والمرونة العاطفيّة، وحتّى النّجاح المهنيّ، خاصّةً إذا كانت شبكة العلاقات واسعةً ومتنوّعةً. كما يظهر من الدّراسات أنّ الأصدقاء هم من أكثر العوامل فعاليّةً في تحسين المزاج وتقليل الشّعور بالوحدة، فإذا كنت تسعى لتعزيز ذكائك العاطفي وتطوير مرونتك النّفسيّة، فتغلّب على تردّدك وبادر بالاتّصال بذلك الصّديق القديم الّذي غاب عن حياتك لفترةٍ طويلةٍ.

قدّمت هذه الدّراسات جميعها اقتراحاتٍ بسيطةً يمكنك البدء بتطبيقها اليوم لتزيد من انسجامك مع مشاعرك وتفاعلك مع الآخرين، ممّا يسهم في تحسين قدرتك على اتّخاذ قراراتٍ أكثر حكمةً، ويمنحك فرصةً أكبر لتحقيق السّعادة والنّجاح. نشكر العلم على هذه الأفكار القيّمة الّتي تساعدنا على تعزيز ذكائنا العاطفي وجعل عام 2025 مليئاً بالإنجازات والرّفاهيّة.

 
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: