3 عبارات قوية لتعزيز الذكاء العاطفي والتفكير الإيجابي
عباراتٌ بسيطةٌ تمنحك وضوحاً ذهنيّاً وتحكّماً عاطفيّاً، ممّا يساعدك على تجاوز التفكير السلبي والتّعلّم من كلّ موقفٍ دون الحاجة للتّبرير الزّائد
بصفتي معلّماً وطالباً في مجال الذكاء العاطفي، أؤمن بشدّةٍ بأنّ استخدام أطر عملٍ بسيطةٍ يساعدنا في توجيه طريقة تفكيرنا وتصرّفاتنا، فالذكاء العاطفي، بشكلٍ عامٍّ، يعني القدرة على فهم المشاعر وإدارتها لتحقيق نتائج إيجابيّةٍ، ويعدّ أداةً قويّةً لأيّ قائدٍ، خاصّةً في عالم الأعمال اليوم.
تساعدنا هذه الأطر على تجنّب الوقوع في فخّ التّصرّف أو التّحدّث بأسلوبٍ قد نندم عليه، خصوصاً في اللّحظات العاطفيّة. على العكس، يمكن لعبارةٍ أو قاعدةٍ بسيطةٍ أن ترشدنا إلى ما نقوله أو نفعله، ممّا يجعل تصرّفاتنا أكثر انسجاماً مع قيمنا ومبادئنا، ويشبه ذلك لاعب الشّطرنج المحترف الّذي أتقن مبادئ اللّعبة ومارسها كثيراً، حتّى أصبح قادراً على اتّخاذ القرار الصّحيح عند مواجهة موقفٍ أو سيناريو معيّنٍ.
خلال العقد الماضي، شاركت العديد من هذه الأطر، لكن هناك ثلاثاً منها أعتبرها الأكثر تأثيراً، إذ تساهم هذه العبارات في إيقاف التّفكير السّلبيّ، والتّوقّف عن الإفراط في التّفسير، والتّعلّم من كلّ لحظةٍ وتقديرها.
ما هي هذه العبارات الثلاث؟
- العودة إلى الواقع.
- التّقدير + "لا" + التّمنّيات الطّيّبة.
- مرّة واحدة في العمر.
لنلق نظرةً أقرب على كلّ إطار عملٍ ونستكشف كيفيّة تطبيقه معنا.
كيف تتوقّف عن التّفكير السّلبيّ؟
يواجه الكثيرون، بمن فيهم أنا، صعوبةً في التّعامل مع القلق والميل إلى المشاعر السّلبيّة، إذ يمكن حتّى لتعليقٍ بسيطٍ أن يحفّز سلسلةً من الأفكار والمشاعر السّلبيّة بسرعةٍ كبيرةٍ، ممّا يجعل السّيطرة عليها أمراً ضروريّاً، فحينما يعلو صوت النّقد الذّاتيّ في ذهني بقسوةٍ، أوقفه فوراً بعبارةٍ بسيطةٍ، وهي: العودة إلى الواقع.
تذكّرني هذه العبارة بأنّ الأفكار الّتي تدور في ذهني ليست دائماً عقلانيّةً. غالباً، لا يقصد الآخرون الإساءة فيما يقولونه، وحتّى إن قصدوا، فأنا على الأرجح أعطي الأمر أهمّيّةً أكبر ممّا يستحقّ، ولن يؤدّي الاستمرار في التّفكير فيه إلّا إلى إيذائي. لذلك، أمنع هذه الأفكار من إفساد يومي -أو حتّى أسبوعي- أو التّأثير على علاقاتي، وأكرّر لنفسي دائماً: العودة إلى الواقع.
يتطلّب هذا الأسلوب ممارسةً مستمرّةً، وقد لا يعطي مفعوله فوراً في كلّ مرّةٍ. ولكن، كلّما استخدمته أكثر، أصبح التّحرّر من التّفكير السّلبيّ والمضيّ قدماً أسهل.
كيف تتوقّف عن التّفسير المفرط؟
اكتشفت هذه القاعدة من عالمة النّفس نيكول ليبيرا، مؤلّفة الكتاب الأكثر مبيعاً في "نيويورك تايمز" (The New York Times): "كيف تنجز العمل" (How to Do the Work). إذ كُنتُ أعاني دائماً من صعوبةٍ في رفض طلبات الآخرين، حتّى عندما لم يكن وضعي يسمح لي بالمساعدة، بسبب ميلي المفرط إلى الشّرح والتّبرير. لكنّني وجدت أنّ قول "لا" دون إسهابٍ أصبح أسهل بكثيرٍ بعد أن استخدمت الصّيغة الذّكيّة الّتي وضعتها ليبيرا، والّتي تتألّف من خمس كلماتٍ فقط: التّقدير + قول لا + التّمنّيات الطّيّبة. وهذا مثالٌ على تطبيقها: "أقدّر تواصلك معي (التّقدير)، لكن لن أتمكّن من ذلك نظراً لجدولي الحالي (قول لا). مع ذلك، أثق بأنّك ستجد الشّخص المناسب، وأتمنّى لك كلّ التّوفيق (التّمنّيات الطّيّبة)".
تعتمد فعّاليّة هذا الأسلوب على بساطته، كما يوفّر لك إطاراً واضحاً يساعدك على الرّدّ بسرعةٍ وثقةٍ، بدلاً من الوقوع في فخّ التّفكير المفرط والتّردّد، ممّا يتيح لك المضيّ قدماً دون الشّعور بالذّنب أو الضّغط.
كيف تتعلّم من كلّ لحظةٍ وتقدّرها؟
تشتّت انتباهك بسهولةٍ؟ لم تعط من أمامك الاهتمام الّذي يستحقّه؟ مررت بلحظاتٍ جميلةٍ ثمّ تمنّيت لو أنّك استمتعت بها أكثر وعشتها بعمقٍ؟اختبرت كلّ ذلك شخصيّاً. لكن قبل سنواتٍ، تعلّمت إطاراً ذهنيّاً مستوحى من الثّقافة اليابانيّة ساعدني في التّغلّب على هذه العادات. يُكتب باللّاتينيّة (Ichi-go ichi-e)، ويُنطق "إي-تشي غو، إي-تشي إيه" (ee-chee go, ee-chee eh)، ويعني: مرّة واحدة في العمر.
يعتمد هذا المفهوم على إدراك أنّ كلّ لحظةٍ في حياتك فريدةٌ، ولن تتكرّر أبداً بنفس الشّكل. وبما أنّ كلّ لحظةٍ تحمل قيمتها الخاصّة، فإنّ تقديرها أثناء حدوثها يعزّز شعورك بالسّعادة والامتنان. إذ يساعدك هذا المبدأ على التّركيز على من حولك وتقدير وقتهم. فعندما تسوء الأمور، يذكّرك بأنّ "هذه اللّحظة مضت"، وأنّ الأهمّ هو التّعلّم منها والمضيّ قدماً، أمّا عندما تسير الأمور على نحوٍ رائعٍ، فيشجّعك على التّوقّف للحظةٍ والتّأمّل فيما حدث والاستمتاع به حقّاً.
لذا، إذا أردت التّوقّف عن التّفكير السّلبيّ، والتّخلّص من التّفسير المفرط، والتّعلّم من كلّ لحظةٍ وتقديرها، فاحفظ هذه العبارات الثّلاث:
- العودة إلى الواقع.
- التّقدير + "لا" + التّمنّيات الطّيّبة.
- مرّةٌ واحدةٌ في العمر.
ستمنحك هذه العبارات القدرة على اتّخاذ قراراتٍ ترضيك؛ لأنّك حينها ستجعل مشاعرك تعمل لصالحك، بدلاً من أن تتحكّم بك.
شاهد أيضاً: 8 عباراتٍ سامّةٍ يتجنّبها أصحاب الذكاء العاطفي العالي