فنّ القيادة المرتدة: كيف يكون القائد مثلاً أعلى لموظفيه؟
أهم 3 ممارسات رئيسية يتمتّع بها القادة المميزون الراغبون في تطبيق نظرية القيادة المرتدة في أعمالهم.
بقلم مارسيل شوانتيس Marcel Schwantes، محرر مساهم في Inc. ومؤسس Leadership From the Core
في الوقت الذي اتَّخذتْ فيه القيادة معنىً مختلفاً تماماً مع القوى العاملة التي تتصرّف وتفكِّر بشكلٍ مختلفٍ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، كيف يُمكنك جعل الموظَّفين ملتزمين ومهتمِّين ولديهم الرَّغبة في بذل كلِّ ما في وسعهم من أجل نجاح المؤسَّسة؟ [1]
- الإجابة هي: من خلال نَيْل ما تُقدِّمه بالضَّبط. هذا ما تُسمّيه ليزا لوتوف-بيرلو Lisa Lutoff-Perlo، الرَّئيسة التَّنفيذية السَّابقة لشركة Celebrity Cruises ومؤلفة كتاب Make Waves، نظرية القيادة المرتَّدة، وتقول إنَّه "المفهوم الذي أصبح قوتي العظمى، والذي عُرِّف على أنَّه أكثر أصول الشَّخصيَّة إيجابيَّةً وقوَّةً، حيث يُؤثِّر على الآخرين ويقنعهم ويلهمهم ليتّبعوه، والأمر بسيطٌ، ففي القيادة تماماً كما هو الحال في الحياة، ما تعطيه يرتدُّ إليك".
التقيتُ مع لوتوف-بيرلو لمناقشة نهج "القيادة المرتدَّة" واكتشفتُ أهمَّ ثلاثة تطبيقاتٍ في تجربتها كرئيسةٍ ومديرةٍ تنفيذيَّةٍ سابقةٍ لشركة Celebrity Cruises، وهي:
إظهار التعاطف والاهتمام
تُظهر الأبحاث أنَّ الموظَّفين يتوقون إلى الاستثمار في الجوانب الإنسانيَّة للعمل، وأفضل القادة يدركون أنَّهم بشرٌ أوّلاً، ويمرُّ الأشخاص الَّذين يعملون معك ومن أجلك بالكثير من التَّغييرات في حياتهم، ولكن في الوقت نفسه، تحتاج إليهم أن يكونوا في ذروة الأداء، ويمكن أن يتزوَّجوا، أو ينجبوا طفلاً، أو يحصلوا على الطَّلاق، أو يعانوا من فقدان أحد أفراد أسرتهم، أو يتعاملوا شخصيَّاً مع ما يحدث في جميع أنحاء البلاد أو العالم، ومن المهمِّ أن تهتمَّ بالنَّاس كما تريد أن يهتمُّوا بك.
ويعتقد بعض القادة أنَّ اعتماد نهجٍ متعاطفٍ ومهتمٍّ في القيادة يُظهر ضعفاً، وتُظهر الأبحاث أنَّ الأمرَ عكس ذلك تماماً، فهو يُظهر القوَّة ويخلق بيئة اهتمام متبادلٍ داخل مؤسَّستك من شأنها أن تؤتي ثمارها في كيفيَّة شعور الأشخاص تجاه العمل معك ومدى التزامهم بنجاحك.
لا يخذل بعضنا بعضاً أبداً
تُبنى الثَّقافة استناداً إلى المبادئ والسُّلوكيَّات والتَّوقُّعات التي نطوِّرها ونمارسها، فمن خلال بناء ثقافةٍ يكون مفهوماً فيها على نطاقٍ واسعٍ أنَّك كقائدٍ، لا تريد أن تخذلَ فريقك أو نفسك أو شركتك، ستخلق ثقافةً متبادلةً، وبدورهم، لا يريدون أن يخذلوك، ستحصل على أفضل نتيجةٍ نهائيَّةٍ ممكنة عندما يشعر الجميع بنفس الالتزام، ليس لأنَّها وظيفتهم ولكن لأنَّهم يهتمُّون.
ممارسة الاحترام المتبادل والامتنان
الموظَّفون لا يدينون للقادة بالاحترام، إذ تقول لوتوف-بيرلو: "الاحترام لا يأتي مع اللَّقب (أو عدد الشَّرائط الموجودة على شارتك)، بل إنَّه يأتي بالاستحقاق"، إنَّ القيادة باحترام -وامتنان- هي الطَّريقة رقم 1 للحصول على الاحترام، مارس الهرم المقلوب للقيادة، وهو نهجٌ يصبح فيه الأسفل في الأعلى، حيث يأتي الموظَّفون في المقام الأول، وعندما تتمُّ معاملة الموظفين بشكلٍ صحيحٍ، فإنَّهم يعاملون العميل بشكلٍ صحيحٍ، ممّا يخلق الولاء ويحسِّن الرِّبحيَّة وقيمة المساهمين، والموظَّفون لديهم الكثير من الخيارات الأخرى، وإذا كنت تريد الاحترام والامتنان، فامنحه.
ويصبح النَّهج المرتدُّ في القيادة أكثر أهميَّةً كلَّما كبرت الوظيفة وارتفعت المخاطر، ويركِّز العديد من القادة فقط على القيادة بعقولهم، ويدفعون الأشخاص إلى تحقيق مقاييس ماليَّة أو مقاييس أداء تُحدّد النَّجاح في المؤسَّسة، ولكن القيادة بالقلوب لها نفس القدر من الأهميَّة في تحقيق النَّجاح والحفاظ على صحَّة الموظَّفين وسعادتهم وازدهارهم.
تقول لوتوف-بيرلو: "تدرَّب على التَّعرُّف على المشاعر وفهمها وإدارتها واستخدامها بشكلٍ فعَّالٍ في نفسك وفي الآخرين كأداةٍ تحويليَّةٍ لإحداث تأثيرٍ دائمٍ، وعندها سوف يقوم النَّاس بعملهم".
إنَّ الجهود والنَّتائج الفائضة التي سيحصل عليها القائد من الموظَّفين عندما يمارسون نظرية القيادة المرتدَّة لا تُقدُّر بثمنٍ، وسيمكّنكَ ذلك أنت وشركتك من تحقيق أشياءٍ لم تظن أنَّها ممكنةٌ من قبل، وإنَّها الهدية التي سترتدّ إليك كلَّ يومٍ، وتماماً كما تُدين تُدان.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.