كلمتان قد تكونان مفتاح قبولك في مقابلة العمل: تعرّف على السر
الإجابة التي استخدمها ساندر بيتشاي في مقابلة Google وفتحت له أبواب النجاح، قد تكون نفس الإجابة التي تحتاجها
تخيَّل أنّك في مقابلةِ عملٍ، تجلس أمام لجنةٍ من الأشخاص الذين يطرحون عليك أسئلةً لا تعرف ما ينتظرك منها. كلُّ سؤالٍ يمكن أن يكون مفتاحاً للحصول على الوظيفةِ الّتي تطمح إليها. يبدأ الحوارُ بشكلٍ تقليدي، تُسأل عن خبراتك السّابقةِ، عن كيفيةِ تعاملك مع التحدّيات، وربما عن طموحاتك المستقبلية.
ثم يأتي السّؤال غير المتوقَّع. سؤالٌ يتطلّب منك أكثر من مجرّد تذكُّر معلومةٍ أو سردِ قصةٍ من الماضي. في هذه اللحظةِ، تشعر بأنَّ اللجنةَ تنتظر منك إجابةً عبقريةً، إجابةً تُظهر مدى ذكائك وقدرتك على التّعامل مع أصعب المواقف.
لكن تخيَّل أنك بدلاً من محاولةِ تقديمِ إجابةٍ معقّدةٍ أو مفترضةٍ، تتوقّف لحظةً وتأخذ نفساً عميقاً، ثم تنظر مباشرةً في أعينِ من أمامك وتقول ببساطة: "لا أعرف".
قد يبدو لك هذا الرّدُّ جريئاً، وربما غير تقليديٍّ. فأغلبُنا تربَّى على الاعتقاد بأنّ علينا دائماً تقديم إجابةٍ، بغضِّ النّظر عن مدى صوابها أو خطئها. لكن في الحقيقة، قد تكون تلك الكلماتُ البسيطة هي المفتاح لفتحِ أبوابِ فرصٍ جديدة.
شاهد أيضاً: صياغة أسئلة مقابلة فعّالة لتوظيفٍ جديدٍ
هذا ما حدث لي عندما قابلت مرشّحةً لوظيفةٍ في شركتي. كنّا نتحدّث عن تحسينِ الإنتاجية، فسألتُها: "ماذا ستفعلين إذا كانت زيادةُ الإنتاجيةِ تؤدّي دائماً إلى زيادةٍ في النّفايات؟" توقَّعتُ منها إجابةً معقّدةً أو نظريةً، لكنها توقفت قليلاً وقالت: "لا أعرف، لم أعمل في مصنعٍ من قبل."
هل كنتُ أتوقعُ هذه الإجابة؟ ربما لا. لكن بدلاً من أن أعتبرها علامةَ ضعفٍ، رأيتُ فيها شيئاً مختلفاً. رأيتُ فيها صدقاً وثقةً. لم تحاول التّظاهرَ بمعرفة شيءٍ لم تعرفه. وبدلاً من ذلك، تابعت قائلةً: "لكن ما سأفعله هو تحليلُ البيانات، ومحاولةُ فهمِ ما يحدث. سأبحث عن الأسبابِ المحتملة، وسأعمل على إيجاد حلول".
هذه اللحظةُ ذكَّرتني بقصةِ ساندر بيتشاي، الرّئيسِ التنفيذي لشركةِ Google. في إحدى مقابلاتِ العملِ عندما كان يتقدّم لوظيفةٍ في Google، سُئل عن رأيه في خدمةِ Gmail، التي كانت قد أُعلنت في نفسِ يومِ المقابلة. لم يكن لديه معلوماتٌ كافيةٌ، وبدلاً من محاولة تخمينِ الإجابة، قال ببساطة: "لا أعرف، لم أستخدمها بعد".
هذه الثّقةُ المتواضعةُ، الّتي تجعل الشخصَ يعترف بعدم معرفته بشيءٍ ما، هي في الواقعِ قوّةٌ كبيرة. إنّها تشير إلى أنَّ الشخصَ لا يخشى مواجهةَ المجهول، وأنّه مستعدٌّ للتعلُّم والنّمو. في عالمِ الأعمال، الأشخاص الذين يستطيعون قول "لا أعرف" هم غالباً من يملكون القدرة على التكيّف مع التّغيرات السريعة، لأنّهم لا يعلقون في فكرةِ أنّهم يعرفون كلّ شيء.
فكِّر في هذا، في المرةِ القادمةِ التي تكون فيها في مقابلةٍ أو حتى في موقفٍ يتطلّب منك اتخاذَ قرارٍ. الاعترافُ بعدم المعرفة ليس علامةَ ضعفٍ، بل هو بدايةُ رحلةٍ نحو اكتسابِ المعرفة وفهمِ الأمورِ بشكلٍ أعمق.
إذاً، المرةَ القادمةَ التي تسمع فيها شخصاً يقول "لا أعرف"، لا تسرع في الحكم عليه. انتبه لما سيقوله بعد ذلك. قد تكتشف أنَّ هذا الشّخصَ هو من يمتلك الشجاعةَ والذكاءَ للتعلُّم والتطور، وهو بالضّبطِ ما تبحث عنه.