33 مليون دولار من QED تفتح أبواب التوسع الإقليمي لـ NymCard
استثمارٌ استراتيجيٌّ لدعم الشّركات النّاشئة والمؤسّسات الماليّة في عالم المدفوعات والتّحول الرّقميّ بمنطقة الخليج العربيّ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ تُعَدُّ الأبرز في مسيرتها الإقليمية، أعلنت شركة "كيو إي دي إنفستورز" (QED Investors)، المتخصِّصة عالميّاً في رأس المال الاستثماريّ الموجَّه للتّكنولوجيا الماليّة ومقرّها الولايات المتّحدة الأمريكيّة، عن أولى استثماراتها في منطقة الخليج بقيادتها جولة تمويلٍ من الفئة "ب" بقيمة 33 مليون دولارٍ أمريكيٍّ لصالح شركة التّكنولوجيا الماليّة الإماراتيّة "نيم كارد" (NymCard).
ويُعَدُّ هذا الاستثمار بداية مرحلةٍ جديدةً من اهتمام كيو إي دي بقطّاع التّكنولوجيا الماليّة في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما أكَّده الشّريك في الشّركة، غبينغا أجايي، الذي صرّح لموقع "عربية .Inc" بأنّ هذا الاستثمار يعدُّ من أهم الاستثمارات الّتي قامت بها الشّركة خارج نطاق الأسواق التّقليديّة، مثل: أمريكا الجنوبيّة وأوروبا والهند وجنوب شرق آسيا.
وبحسب أجايي، فإنّ مفهوم "التحكيم الجغرافي" الّذي تتبنّاه كيو إي دي يعتمد على نقل الأفكار النّاجحة من أسواقٍ إلى أخرى مع مواءمتها للخصوصيات المحليّة، مشيراً إلى أنّ الوقت مناسب الآن لدخول أسواق الخليج، حيث أصبح النّظام البيئيّ أكثر نضجاً، وسط استعدادٍ واضحٍ من جميع الأطراف: المستهلكين، والشّركات، والجهات التّنظيميّة، وكذلك المستثمرين.
وتأتي هذه الخطوة بعد سجلٍّ حافل للشركة في دعم شركات عالمية ناجحة مثل "نوبانك" (Nubank) في البرازيل، و"كلارنا" (Klarna) في السويد، و"كريدت كارما" (Credit Karma) في الولايات المتّحدة، ما يُعزّز الثّقة في قدرتها على دعم شركات المنطقة لتحقيق نموٍّ مماثلٍ.
وتُعدُّ نيم كارد اليوم المنصّة الوحيدة المتخصِّصة في التّمويل المدمج وتعمل في أكثر من 10 دولٍ بالمنطقة، حيث تُقدِّم خدماتها للبنوك، وشركات التّكنولوجيا الماليّة، ومشغّلي الاتّصالات. وتركّز الشّركة على ثلاثة مجالاتٍ رئيسيّةٍ: إصدار ومعالجة البطاقات، والإقراض المدمج، وتحريك الأموال، مع تميُّزها بمنصة "إن كور" (nCore) الّتي تُعدّ أوّل معالج بطاقاتٍ يمتلك تقنياته الخاصّة بالكامل على مستوى المنطقة، ممّا يمنحها ميّزةً تنافسيّةً من حيث سرعة ومرونة بناء وإطلاق حلول المدفوعات.
وتؤكّد الشّركة أنّ هذا التّمويل سيدعم خطّطها التّوسعيّة في دول مجلس التّعاون الخليجيّ، وشمال أفريقيا، ومصر، مع تركيزٍ خاصٍّ على تعزيز البنية التّحتيّة للمدفوعات الرّقميّة، وتقديم حلولٍ ماليّةٍ متكاملةٍ تدعم توجّهات التّحوّل الرّقميّ، لا سيما في السعودية في إطار رؤية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصادٍ رقميٍّ متقدّمٍ، وكذلك في الإمارات حيث تلعب دوراً محوريّاً في رقمنة حركة الأموال تحت إشراف مصرف الإمارات المركزيّ.
شاهد أيضاً: Maalexi تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار
وقد شهدت الجولة التّمويليّة مشاركةً واسعةً من مستثمرين بارزين بجانب كيو إي دي، منهم: "لونايت" (Lunate) من أبوظبي، و"نولوود" (Knollwood) من ديلاوير، و"ريسبركل" (Reciprocal) و"إف جي لابز" (FJLabs) من نيويورك، إلى جانب "شروق بارتنرز" (Shorooq) من أبوظبي، و"أوراسيا كابيتال" (Oraseya Capital) و"صندوق حي دبي للمستقبل" (Dubai Future District Fund)، ومصرف المشرق، إضافةً إلى "إنديفور" (Endeavor) الدّاعمة لروّاد الأعمال ذوي الأثر العالي.
ويؤكّد أجايي أنّ دخول الشّركة إلى المنطقة ليس استثماراً عابراً، بل التزاماً طويل الأمد، مشيراً إلى أنّ الصّندوق يعتزم ضخّ المزيد من الاستثمارات في شركات مراحل النّموّ المبكّرة والمتوسّطة، الّتي تتقاطع مع قطّاع التّكنولوجيا الماليّة، مع التّركيز على الابتكار، ونماذج الأعمال القابلة للتّوسّع، والقدرة على معالجة الاحتياجات المحليّة.
ويرى أجايي أنّ الأسواق الخليجيّة، رغم صغر حجمها النّسبيّ مقارنةً بدولٍ، مثل: نيجيريا أو الهند أو البرازيل، إلّا أنّها تتميَّز بعمقٍ في القوّة الشّرائيّة، ومستوى عالٍ من تبنّي التّقنيات الحديثة، مع جمهورٍ شابٍّ وذكيٍّ رقميّاً يطلب حلولاً ماليّةً مبتكرةً ومخصَّصةً، كما يحدث في قطّاعاتٍ، مثل: تمويل المستهلك، وحلول "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" الّتي تقودها شركات مثل "تابي" (Tabby) و"تمارا" (Tamara).
وأشار أجايي إلى أنّ المؤسّسات الماليّة التّقليديّة في المنطقة لا تزال متأخّرةً عن ركب التّطوّر، مقابل جيلٍ جديدٍ من شركات التّكنولوجيا الماليّة الّتي تركّز على احتياجات المستهلكين وتواكب التّحوّلات الرّقميّة، مشيّداً في الوقت نفسه بالدّور الإيجابيّ للجهات التّنظيميّة الّتي وصفها بأنّها داعمةٌ ومتفاعلةٌ مع الابتكار، كما هو الحال في السّعودية والإمارات.
وختم أجايي بالإشارة إلى أنّ قوّة الأسواق الماليّة المحليّة، وتوافر رؤوس الأموال، تمنح الشّركات النّاشئة في الخليج فرصةً فريدةً للنّموّ وجذب الاستثمارات، دون الحاجة إلى الاعتماد على تمويلٍ خارجيٍّ، مؤكّداً أنّ الشّركات النّاجحة الّتي تُبنى اليوم ستُصبح وجهةً للمستثمرين لاحقاً بفضل هذه البيئة المتكاملة.