4 تحدياتٍ تواجه الشركات في التخطيط الاستراتيجيّ طويل الأمد!
في ظلِّ التغيّرات الاقتصادية السريعة والتقلّبات العالمية، بات التخطيط الاستراتيجيّ طويل الأمد تحدِّياً حاسماً أمام الشركات لضمان النجاح المستقبلي
أصبح التّخطيط الاستراتيجيُّ طويل الأمد تحدِّياً معقَّداً وحاسماً بالنّسبة للشركات، خاصةً في ظلِّ التّغيُّرات السّريعة التّي يشهدها الاقتصاد العالميُّ والتّقلُّبات التّي تحيط بالأسواق. في هذا السّياق، أشار جو جالفين، كبير مسؤولي الأبحاث في شركة "فيستاج" (Vistage)، إلى أنَّ قادة الأعمال يواجهون أربعة تحدِّيات رئيسة عند وضع خططهم الاستراتيجيَّة المستقبليَّة.
1. التّغيُّرات الاقتصاديَّة
يظلُّ الاقتصاد العالميُّ مضطرباً، ممّا يفرض على الشّركات ضرورة التّحلِّي بالمرونة والاستعداد لمواجهة تقلُّبات السّوق المستمرَّة. تتمثَّل المشكلة الرئيسة هنا في التّقلُّبات التّي تشهدها الأسواق نتيجة عوامل متعدِّدة مثل التّضخُّم المتغيِّر وارتفاع أسعار الفائدة.
كيفية التّغلُّب على التّحدِّي:
- اعتماد استراتيجيَّات مرنة: يجب على الرّؤساء التّنفيذيين تبنِّي استراتيجيَّات تسمح بالتّكيُّف السّريع مع التّغيُّرات الاقتصاديَّة.
- التّخطيط المستدام: بدلاً من الاستجابة الفوريَّة للتقلُّبات أو الأخبار العاجلة، ينبغي الاعتماد على توقُّعات اقتصاديَّة مستدامة ومعمَّقة.
- التّركيز على العملاء: يساهم هذا النّهج في الحفاظ على استقرار الأعمال والتّركيز على خدمة احتياجات العملاء بطريقة متسقة.
2. تخطيط الخلافة
غالباً ما يُهمل موضوع تخطيط الخلافة، لكنّه في الواقع جزءٌ حيويٌّ في الاستراتيجيَّات طويلة الأمد. مع تقدُّم القوى العاملة في العمر وزيادة عدد المتقاعدين، تواجه الشّركات فجوات قياديَّة قد تؤدِّي إلى تعطيل العمليَّات.
كيفية معالجة التّحدِّي:
- تحديد القادة المستقبليّين مبكراً: البدء في تحديد وتطوير قادة المستقبل داخل المؤسَّسة.
- الاستثمار في التّدريب والإرشاد: يُعَدُّ التّدريب أمراً حاسماً لإعداد الجيل القادم من المديرين التّنفيذيين.
- وضع خطة انتقالية مفصَّلة: للتعامل مع المواقف الطارئة مثل الرحيل المفاجئ للمديرين التّنفيذيين، مما يساهم في الحفاظ على استقرار الشّركة.
3. التّغيُّر السّياسيُّ والجيوسياسيُّ
تواجه الشّركات تحدِّياتٍ جمَّةً بسبب التّغيُّرات المستمرَّة في المشهد السّياسيِّ والجيوسياسيِّ العالميِّ. إذ يمكن أن تؤدِّي التّوتُّرات السّياسيَّة والصّراعات الدوليَّة إلى تغييراتٍ في القوانين والضرائب والسّياسات التّجاريَّة، ممّا يزيد من تعقيد التّخطيط الاستراتيجيِّ طويل الأمد.
كيفية التّعامل مع التّعقيدات:
- البقاء على اطّلاع: يتعيَّن على الشّركات متابعة الأوضاع السّياسيَّة والتّجاريَّة بشكل دوريٍّ.
- الاستعداد للتكيُّف: التّحضير للتغييرات المحتملة في البيئة السّياسيَّة والقانونيَّة.
- تنويع مصادر التّوريد: يساعد ذلك في تقليل المخاطر المرتبطة بالتّوترات الجيوسياسيَّة.
- المرونة في العمليات التّجاريَّة: لضمان استمراريَّة العمل بغض النّظر عن التّغيُّرات الخارجيَّة.
4. نقص العمالة الماهرة وتطوُّر القوى العاملة
مع تطوُّر الصّناعات واعتمادها على التّكنولوجيا الحديثة، تتزايد الحاجة إلى العمالة الماهرة. في المقابل، تخلق التّحوُّلات الدّيموغرافيَّة، مثل تقاعد الجيل القديم ودخول جيل "زد" (Gen Z) إلى سوق العمل، تحدِّياتٍ وفرصاً للشّركات على حدٍّ سواء.
استراتيجيات التّغلُّب على التّحدِّي:
- الاستثمار في تنمية القوى العاملة: من خلال برامج التّدريب المهنيِّ والتّطوير المستمرِّ للمهارات.
- تبنِّي نماذج عمل هجينة: إيجاد توازن بين العمل عن بُعد والعمل المكتبيِّ بما يتناسب مع احتياجات الصناعة وتفضيلات الموظفين.
- الاستعداد للتقدُّم التّكنولوجيِّ: تجهيز القوى العاملة لمواجهة تحدِّيات المستقبل، خاصةً مع التّقدُّم السّريع في مجال الذكاء الاصطناعيِّ.
لكن مع استعداد الشّركات بشكل استباقيٍّ لهذه التّغيُّرات، وتبنِّي استراتيجيَّات مرنة وموجَّهة نحو المستقبل، يمكنها وضع نفسها في موضع أفضل لتحقيق النّجاح على المدى الطويل. إنَّ التّخطيط للمستقبل هو السّبيل للتغلُّب على الظروف الصعبة والمستقبل غير المؤكَّد.