4 أنواع للتنمية المستدامة.. ماذا سنترك للأجيال القادمة؟
أنواع أساسية تُكمِّل بعضها البعض، للوصول إلى مجتمع يعمل على حماية الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
تهدف التنمية المستدامة إلى منح البشر كل ما يحتاجونه من غذاءٍ وترفيهٍ وغيرها من الاحتياجات الأخرى، بالتّوازي مع العمل على استدامة تلك الاحتياجات، وضمان بقائها موجودةً لتلبية احتياجات الأجيال القادمة بعد مئات أو آلاف السنين، فالأرض التّي نعيش عليها اليوم ليست لنا لوحدنا،وذلك وفقًا لمبادئ مختلف أنواع التنمية المستدامة.
عموماً وبعبارة أكثر بساطة فإنّ التنمية المستدامة، تتقاطع مع العبارة التّي تقول "المال لك، لكن الموارد للجميع"، والتّي تستهدف تعريف البشر بأنً الموارد ملكٌ لنا جميعاً، وليس لمن يملك المال فقط، ولا يحق لأيّ كان شراء الموارد وهدرها لمجرّد الهدر إن لم يكن بحاجتها.
أنواع التنمية المستدامة
تنقسم التنمية المستدامة إلى أربعة أنواعٍ رئيسيةٍ، ومنها تتفرع مئات الأمثلة، فهناك:
- التنمية المستدامة البيئية.
- التنمية المستدامة البشرية.
- التنمية المستدامة الاجتماعية.
- التنمية المستدامة الاقتصادية.
الاستدامة البيئية
تعني الاستدامة البيئية، التّفاعل بشكلٍ مسؤولٍ مع البيئة التّي نعيش فيها، فلا نستنزف الموارد الطبيعيّة فيها، ونحاول تعويضها باستمرار، بمعنى إن قطعنا شجرةً لأيّ سببٍ كان، علينا زرع واحدةٍ مكانها، أو مثلاً إيقاف صيد الأسماك بفترة التّكاثر، لضمان أن تستمرّ بالحياة والإنتاج.
الهدف منها، حماية رأس المال الطّبيعيّ من حولنا، وهو ما يساعد على تحسين جودة حياتنا، والحصول على الرّفاهية فيها، كما تهدف إلى حماية البيئة بكلّ أشكالها، من خلال إعادة التّدوير، وتقليل انبعاثات الكربون ما أمكن عبر استخدام الدّراجات الهوائيّة، وتقليل استخدام الطّاقة ما أمكن، ومحاولة الاعتماد على الطّاقة النّظيفة أو الطّاقة البديلة وغيرها.
اقرأ أيضاً: خطوات ضرورية لكل ريادي يسعى لتحقيق الاستدامة في الإمارات
الاستدامة البشرية
يعني مصطلح الاستدامة البشرية، النّظر إلى سكّان الكوكب على أنّهم رأس المالِ البشريّ، الذّي يجب العمل على الحفاظ عليه، وحمايته، ومنحه حياةً جيدةً.
ومن خلال هذا المصطلح، يجب العمل على إيقاف الحروب والنّزاعات، ومحاولة الارتقاء بالمجتمعات البشريّة، ومنحها كلّ الاحتياجات الأساسيّة، من غذاءٍ، وعملٍ ومياهٍ، وصحّةٍ، وتعليمٍ، دون أن تشكّل أيّ من تلك الاحتياجات أيّ عبءٍ ماديٍّ على أولئك السّكان.
لتحقيق الاستدامة البشرية، ينبغي على الحكومات وضع خطّة عملٍ على مستوى شاملٍ، بكيفيّة تحسين قدرات السّكان، وتطوير مهاراتهم، وتثقيفهم بخصوص طريقة الحياة الصّحيّة، ومحاولة منحهم الرّفاهية الصّحية الكاملة، دون تحميلهم أيّ عبءٍ أو ضغطٍ.
الاستدامة الاجتماعية
الاستدامة الاجتماعية هي تعزيز لدور الأفراد في المجتمعات، بحيث يكون لهم صوتهم المسموع الذّي تستجيب له السّلطات، مهما كانت المطالب أو الطُّرح المقدّم لها، من خلال فتح أقنيةِ التّواصل المباشر بينها وبين مواطنيها.
تساهم الاستدامة الاجتماعية، بزيادة الفرص لكل المواطنين في الحاضر والمستقبل، وتعمل إلى جانب باقي الأنواع، للحدّ من الفقر وتحقيق الرّفاهيّة للشّعوب.
كما ترتكز الاستدامة الاجتماعية على مبدأ إنسانيٍّ، بحيث تتمّ مُساعدة النّاس مهما كان نوعهم الجندريّ، أو دينهم أو انتماءاتهم السّياسيّة والدّينية، أو أعمارهم وحتّى ميولهم الجنسيّة، سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصّة أم لا، يجب دائماً العمل على دعمهم برحلة تكوين مستقبلهم.
الاستدامة الاقتصادية
تُعرّف الاستدامة الاقتصادية بأنّها قدرة السّلطات الاقتصاديّة على دعم الأعمال والشّركات حتى أجل بعيدٍ غير محدّدٍ، أي بمعنى الحفاظ على رأس المال، والعمل على تطويره وزيادته، ليكفي السّكان اليوم، كذلك السّكان بعد مئات السّنين.
مع العلم يختلف تحقيق الاستدامة الاقتصاديّة بين البلدان، بحسب درجة غنى كل بلدٍ، والموارد الماليّة التّي يمتلكها.
باختصار يمكن القول، إن الاستدامة الاقتصادية تعني بشكلها الحرفيّ، تحقيق النّمو الاقتصاديّ، والعمل على تطويره، مع ضمان تحقيق التّوازن بين احتياجات السّكن في الوقت الحاضر، وبين احتياجات أسلافهم بعد مئات السّنين.
فكما ترى الاستدامة البشرية بالبشر رأس المال، وترى الاستدامة البيئية في الموارد رأس المال، ترى التنمية الاقتصادية رأس المال هو النقود كما نعرفها.
اقرأ أيضاً: التلمذة الصناعية الجيدة تجذب دول العالم
ويعتبر عالم الاستدامة واسعاً جداً، إذ أنّه يشمل كل مناحي حياتنا، إنّه يشبه طريقة تكوين عوائلنا، حين احتفظ أجدادنا بالأرض ورفضوا بيعها، ليرثها أولادهم وأحفادهم من بعدهم.