كيف تكسب ولاء جيل الألفيّة وجيل زد؟ نصائح عمليّة
استراتيجيات فعّالة لسدّ فجوات التمويل، وتعزيز شبكات شاملة، وابتكار بيئات عملٍ تُحفّز الجميع على النّموّ والتميّز
يُعيد جيل الألفيّة (Millennials) وجيل زد (Gen-Z) تعريف العديد من جوانب الأعمال التّجاريّة، سواءً كمستهلكين أو كموظّفين. لذا، من المهمّ لك بصفتك صاحب مشروعٍ ورائد أعمالٍ فهم طريقة تفكير الجيل القادم للتّفاعل وبناء علاقاتٍ مع هذه الفئة الجديدة من المستهلكين والموظّفين. مؤخّراً، شاركت مع أكثر من 700 مستشارٍ ماليٍّ رؤى حول كيفيّة التّفاعل مع الجيل القادم، وتحديداً جيل الألفيّة وجيل زد. وبالنّظر إلى ذٰلك، إليكم أربع طرق تفكيرٍ مميّزةٍ للجيل التّالي وسبلٍ عمليّةٍ للاستفادة منها في جميع القطاعات.
الصّدق والشّفافيّة
يُقدّر جيل الألفيّة وجيل زد الشّركات والعلامات التّجاريّة والقادة الّذين يعطون الأوّليّة للصّدق والشّفافيّة. يفضّل هذا الجيل من المستهلكين والموظّفين الأجواء الأقلّ رسميّةً مقارنةً بالأجيال السّابقة. حيث يتّجه الجيل التّالي نحو التّواصل الودود والمباشر وغير المتكلّف. كما أنّهم أقلّ توجّهاً نحو التّفكير في إطار هياكل تنظيميّةٍ هرميّةٍ.
لا يعني ذٰلك أنّهم لا يقدّرون الاحترافيّة، لكنّهم يميلون إلى تفضيل نهجٍ أكثر قرباً وإنسانيّةً في التّعامل مع الاحترافيّة. لذا، يُستحبّ اعتماد نهجٍ يركّز على الإنسان في الأعمال. على سبيل المثال، يمكنك تعزيز الصّدق والشّفافيّة من خلال مشاركة بيان مهمّتك وقيمك وخططك للمستقبل. كما أنّ القادة الّذين يعترفون بأخطائهم، ويقدّمون رؤى حول عمليّة اتّخاذ قراراتهم يبنون الثّقة مع هذه الفئة. في النّهاية، تعدّ الثّقة عملةً أساسيّةً للتّفاعل مع هذه المجموعة.
التّعلّيم والتّمكين
تتّجه ثقافتنا بشكلٍ متزايدٍ نحو التّعلّم الذّاتيّ، ممّا يعني أنّ النّاس أصبحوا أكثر اهتماماً بالتّعلّم المستقلّ. جيل الألفيّة وجيل زد هما الأكثر اهتماماً بهذا النّوع من التّعلّم، حيث يبحثون عن فرصٍ لتوسيع آفاقهم التّعليميّة خارج حدود الفصول الدّراسيّة التّقليديّة. يمكنك أنت وشركتك الاستفادة من هذا التّحوّل الثّقافيّ من خلال توفير فرصٍ تعليميّةٍ مرنةٍ ومتنوّعةٍ، بذٰلك، ستتمكّن من جذب هذه الأجيال الّتي تقدّر التّعلّم المستمرّ، وتبحث عن الفرص الّتي تعزّز استقلاليّتها.
على سبيل المثال، يمكن إنشاء محتوى تعليميٍّ وتمكينيٍّ حول منتجك أو خدمتك وتقديمه على "يوتيوب" (YouTube). أو يمكن تقدّيم ندواتٍ عبر الإنترنت وأدلّةٍ لمساعدة هذه الفئة على اتّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ تتعلّق بمجالك. يمكنك تقدّيم ذلك مع تشجيع الفضول من خلال دعوة للأسئلة والإجابة عليها. بهذه الطّريقة، ستساهم في تعزيز ثقافة التّعلّم المستمرّ، وفي نفس الوقت تضع عملك كمصدرٍ لهذا التّعلّم والنّموّ.
القيم والهدف
يهتمّ هذا الجيل بالقيم والقيمة معاً، وكذلك بالأرباح والهدف. يبحث جيل الألفيّة وجيل زد عن العلامات التّجاريّة والشّركات والقادة الّذين يقدّمون أكثر من مجرد منتجاتٍ أو خدماتٍ، بل يقدّمون أيضاً معنى. حيث تعتبر قيمك وهدفك، وكذلك قيم وأهداف شركتك، في غاية الأهمّيّة بالنّسبة للجيل القادم من المستهلكين والموظّفين. فلا تقتصر منتجاتك أو خدماتك فقط على تلبية احتياجات أو رغبات العملاء، بل يمكن أن تساهم أيضاً في تحقيق قيمٍ وأهدافٍ أعمق في حياتهم.
كذلك لا يقتصر المعنى في حياة الجيل القادم فقط على المنتجات أو الأشياء الملموسة مثل السّترة أو النّظّارات، بل يتعلّق بدعم القضايا الكبرى الّتي تؤثّر في المجتمع والعالم، مثل القضايا البيئيّة أو الاجتماعيّة، الّتي تتجاوز المصالح الشّخصيّة. وعلى الصّعيد العمليّ، يمكن لشركتك أن تستفيد من هذه الرّؤية عبر تسليط الضّوء على كيفيّة مساهمتك في القضايا العالميّة، ودعم حقوق الإنسان.
عندما تُظهر التزامك بالقيم والهدف، سيشعر العملاء والموظّفون أنّهم لديهم علاقةٌ مع علامةٍ تجاريّةٍ أو شركةٍ لا تهتمّ فقط بالرّبح، بل أيضاً بالقيم الّتي يؤمنون بها. ممّا سيؤدّي إلى ولاءٍ قويٍّ من هؤلاء الأشخاص الّذين يقدّرون القيم، ويتبنّون هدفاً أسمى في حياتهم.
الابتكار وريادة الأعمال
هذه العقليّة ليست جديدةً عليك كما هي على الجيل القادم. إذ أصبح جيل الألفيّة وجيل زد أكثر توجّهاً نحو ريادة الأعمال بفضل التّقدّم التّكنولوجيّ والتّحوّلات الاجتماعيّة الكبيرة الّتي تحدث. حيث دفعتهم نظرتهم المبتكرة لإعادة تصوّر العديد من جوانب الحياة، مثل ما يشترون وأين يشترون، وأين وكيف يعملون. وهذا الأمر ليس مفاجئاً، فالتّطوّر التّكنولوجيّ يجعلهم أكثر قدرةً على تغيير الطّرق التّقليديّة في العمل والحياة.
لكن، في الوقت نفسه، توفّر هذه الحقيقة فرصةً لك للتّواصل مع هذا الجيل. إذ يمكن أن تكون أفكارك المبتكرة وخبراتك في ريادة الأعمال نقطة جذبٍ لكسب ثقتهم، خاصّةً إذا استطعت أن تكون حقيقيّاً وواقعيّاً في تقديم حلولك وأفكارك.
على سبيل المثال، يمكن تبنّي هذه العقليّة المبتكرة وريادة الأعمال من خلال مشاركة تجربتك الشّخصيّة. علاوةً على ذٰلك، يمكن مناقشة كيفيّة تأثير التّطوّرات التّكنولوجيّة والتّحوّلات الاجتماعيّة على حياتك، وعلى موقع شركتك في السّوق. سيرى الجيل القادم قصّتك قابلةً للتّواصل معهم، ممّا يجعلهم أكثر ميلاً لدعم عملك نتيجةً للتّشابه في العقليّة والرّؤية المستقبليّة.
يبدأ التّفاعل مع الجيل القادم بفهم رؤيتهم للعالم والدّخول في تفكيرهم. يقدّر هؤلاء الأفراد الصّدق والشّفافيّة والتّعلّم والتّمكين والقيم والهدف، بالإضافة إلى الابتكار وريادة الأعمال. لذا، فإنّ التّكيّف مع هذه العقليّة يمكن أن يكون مفيداً جدّاً لجيل الألفيّة وجيل زد. سيساعدك ذٰلك على الوصول إليهم وبناء علاقاتٍ طويلة الأمد من خلال تقديم قيمةٍ حقيقيّةٍ، ممّا يضمن استدامة عملك في المستقبل.