كيف تغيّر الشركات مفهوم هدايا الأعياد بمراعاة الاستدامة؟
60% من المتسوّقين حول العالم يفضّلون هدايا تراعي البيئة، ممّا يجعل التركيز على الاستدامة فرصتك لتعزيز المبيعات في موسم الأعياد
يطغى غالباً على موسم الأعياد موجةٌ من الاستهلاك المفرط، حيث يختفي المعنى الحقيقيّ للعطاء تحت ضغط الشّراء المستمرّ. لكن، كشف تقرير الاستدامة الأخير لشركة "باين آند كومباني" Bain & Company)) أنّ 60% من المتسوقين حول العالم أصبحوا أكثر اهتماماً بالبيئة. ويمكن للشّركات تحقيق التّوازن بين زيادة المبيعات ودعم جهود العملاء لحماية الكوكب. وفي هذا السّياق، إليك أربع استراتيجيّاتٍ تسويقيّةٍ تجمع بين روح العطاء في موسم الأعياد والتّركيز على الاستدامة.
اجعل تقدّيم الهدايا في الأعياد ذا معنى حقيقيٍّ
يمكن أن يتّخذ تقديم الهدايا ذات المعنى أشكالاً عديدةً، لكنّه غالباً يعني تقدّيم شيءٍ إيجابيٍّ حقاً للمستلم وللشّخص الذي يقدّم الهديّة أيضاً. ومع تحوّل الاستهلاك نحو الوعي البيئيّ، ينبغي أن تدمج العلامات التّجاريّة بين الإعلانات المدفوعة والمحتوى العضويّ لتسليط الضوء على ممارساتها المسؤولة.
وفيما يتعلّق بالإعلانات المدفوعة، تُحدث الإعلانات الّتي تركّز على الجّودة والمسؤوليّة البيئيّة تأثيراً قويّاً. إذ يمكن أن يوصل تصميمٌ بصريٌّ نظيفٌ وبسيطٌ مع رسالةٍ مثل "مصمّم بإتقان ليحترم البيئة" التزام العلامة التّجاريّة بالممارسات المسؤولة فوراً. ومن المهمّ أن تسلّط العلامة التّجارية الضّوء على الموادّ الصّديقة للبيئة الّتي تستخدمها في منتجاتها أو الطّريقة المستدامة الّتي تصل بها المنتجات إلى العملاء، مثل تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أمّا في المحتوى العضويّ، فإنّ مشاركة العلامة التّجارية لمحتوى من وراء الكواليس، وتجارب العملاء، وقصص المنتجات على منصّات التّواصل الاجتماعيّ تساعد على تعزيز ارتباط المتابعين بقيمها.
صمّم حملات بريدٍ إلكترونيٍّ تستهدف التّفاعل
بالإضافة إلى ذلك، يلعب البريد الإلكترونيّ دوراً حيويّاً في تذكير المجتمع بقيم العلامة التّجاريّة. فيمكنك تقدّيم حملاتٍ مبتكرةً مثل "ازرع شجرةً" الّتي تزرع شجرةً مقابل كلّ عمليّة شراءٍ، أو نموذج "زوجٌ تشتريه بزوجٍ نتبرّع به" الذي تطبّقه شركة "بومباس" Bombas)) للجوارب، حيث تساهم هذه الجهود في تحويل التّسوّق إلى تجربةٍ ذات مغزى تتجاوز محتويات المنتج.
كذلك، يمكّن البريد الإلكترونيّ العلامات التّجاريّة من مشاركة هذه المبادرات مباشرةً مع جمهورها، ممّا يخلق صلةً شخصيّةً تعزّز الولاء، وتحافظ على تفاعل العملاء مع رسالة العلامة التّجاريّة طوال العام.
عزّز تفاعل مجتمعك
ومن جهةٍ أخرى، تعدّ المجتمعات المتفاعلة ركيزةً أساسيّةً لنجاح أيّ علامةٍ تجاريّةٍ. ويمكن للشركات أن تجمع عملاءها معاً بطرقٍ إبداعيّةٍ من خلال الهدايا التّرويجيّة أو الحملات التّفاعليّة أو العروض الحصريّة. على سبيل المثال، حقّقت شركة "ويست إلم" West Elm)) نجاحاً كبيراً مع حملتها "غرفة الأحلام"، حيث حصل الفائزون على تجديدٍ كاملٍ لغرفة نومهم. كذلك، قدّمت شركة "غلوسيير" Glossier)) عرضاً ترويجيّاً خلال موسم الأعياد، حيث منحت عدداً من المشاركين إمداداً سنويّاً من منتجات العناية بالبشرة. أمّا في شركة "سيبلنغز" Siblings.co))، فقد قدّمت عرضاً استثنائيّاً بعنوان "الراحة والدّفء"، شمل عاماً كاملاً من الشموع. حيث تحدث الجوائز ذات القيمة العالية ضجّةً كبيرةً، وتستقطب مشاركين متحمّسين للحصول على فرصةٍ للفوز بشيءٍ ذي قيمةٍ وذكرى مميزةٍ. كما أنّ تشجيع العملاء على مشاركة تجاربهم على وسائل التّواصل الاجتماعيّ يوفّر محتوى أنشأه المستخدمون، ممّا يعزّز انتشار العلامة التّجاريّة على نطاقٍ واسعٍ.
أطلق منتجاتٍ موسميّةً تركّز على الاستدامة
لتحتفل الشركات بموسم الأعياد مع التزامها بالقيم المستدامة، ينبغي أن تقدّم منتجاتٍ محدودة الإصدار تعبّر عن روح الاحتفال. فكّر في منتجاتٍ منزليّةٍ مريحةٍ وصديقةٍ للبيئة مثل بطانياتٍ مصنوعةٍ من موادٍ معادٍ تدويرها، أو مجموعات هدايا بعبواتٍ قابلةٍ لإعادة الاستخدام. كما يمكن أن تجذب الزّينة الموسميّة المستدامة، مثل الزخارف المصنوعة من الخشب المعاد تدويره أو تغليف الهدايا من القماش، المتسوّقين المهتمّين بالبيئة الذين يبحثون عن طرقٍ لتقليل النّفايات.
حيث تُتيح هذه العروض المحدودة للعلامات التّجاريّة فرصةً لتحقيق التّوازن بين قيم الاستدامة وزيادة المبيعات خلال الأعياد. وتقديم خياراتٍ مدروسةٍ وصديقةٍ للبيئة يلبّي الطّلب المتزايد على المنتجات ذات القيمة المعنويّة، ويعزّز ولاء العملاء. كما يشعر العملاء بالرضا عن مشترياتهم، ممّا يزيد من احتماليّة عودتهم، ويرفع سمعة العلامة التّجاريّة وأرباحها.
يمنح موسم الأعياد العلامات التّجاريّة فرصةً لتلبية الطلب المتزايد على الاستدامة مع زيادة المبيعات. فمن خلال التّركيز على المبادرات الصّديقة للبيئة، بدءاً من الرّسائل الإعلانيّة الهادفة وحملات البريد الإلكترونيّ، ووصولاً إلى الهدايا التّرويجيّة والمنتجات الموسميّة المستدامة، يمكن للشّركات تقدّيم تجربة تسوّقٍ تناسب المتسوّقين المهتمين بالبيئة. حيث تعزّز هذه الاستراتيجيّة ولاء العملاء، وترفع سمعة العلامة التّجاريّة، وتجعل مبيعات الأعياد هديةً تستمرّ في العطاء.