4 طرق لزيادة تركيزك دون اللجوء إلى الكافيين!
بدائل فعالة للقهوة ستحافظ على استيقاظك وتزيد من يقظتك وإنتاجيتك
يعرف معظم عشاق القهوة منَّا الفوائد المعتادة لمشروبهم المفضَّل، فنحن نعلم أنَّه يزيد من مستويات الطاقة، ويزيح التَّعب، ويُعزِّز الذَّاكرة القصيرة المدى، ويُسهم في تقوية التَّركيز، لكن ليس كلُّ الأشخاص على معرفةٍ بالتَّأثير الإيجابيّ التي تُحِدثه القهوة على صحَّة الإنسان؛ لذا سنستعرض هنا الفوائد كما هي موضَّحة في دراسةٍ شاملةٍ نُشرت في مجلَّة Annual Review of Nutrition: يمكن أن تقلِّل من خطر السَّرطانات الشَّائعة بنسبةٍ تتراوح بين 2 إلى 20%، ويمكن أن تخفضَ فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدَّمويَّة بنسبة 5%، ومرض السُّكريّ من النَّوع الثَّاني ومرض باركنسون بنحو 30% تقريباً، كما يُمكن حتّى أن تطيلَ في العمر.
القهوة أيضاً لها ما لها وعليها ما عليها
بصفتنا أشخاصٌ على انشغال بأعمالنا طيلة الوقت، فإنَّنا نعتمد على القهوة لمساعدتنا على البقاء منتبهين طوال اليوم حتَّى نتمكَّن من زيادة إنتاجيَّتنا، والأمر ليس مختلفاً بالنّسبة لي، لكنّي أيضاً أحبُّ أن أبقى على اطلاعٍ بالمستجدات؛ لذلك هناك بعض النّقاط السَّلبيَّة بهذا الخصوص إذا كنت مدمناً على القهوة.
لقد اكتشفت مؤخَّراً أنَّ الكافيين ليس دائماً مفيداً لتحقيق أقصى استفادةٍ من يومك، إذ يعمل الكافيين عن طريق تغيير كيفيَّة تفاعل خلايانا العصبيَّة مع مادةٍ كيميائيَّةٍ تسمَّى الأدينوسين، وإنَّ فهم كيفيَّة تفاعل هاتين المادتين هو المفتاح لفهم تأثيرات القهوة على أجسامنا، ونظراً لأنَّني لست عالماً، سأبسّط هذا الأمر قدر المستطاع، وآمل أنَّ ذلك سيحفّزك على إجراء المزيد من البحث من قبلك.
الأدينوسين هي مادةٌ كيميائيَّةٌ تُسهم في الشُّعور بالتَّعب، فأثناء قضاء يومنا المزدحم، ينتج جسمنا المزيد والمزيد من الأدينوسين، وكلَّما زادت نسبته، زادت درجة النُّعاس، وعندما ترتفع مستويات الأدينوسين بما يكفي، تتصل بمستقبلات في خلايانا، ممَّا يعطي إشارةً إلى جسمنا ليبطئ الحركة، وهذا ما يجعلنا نشعر بالنُّعاس، وعندما ننام يستهلك جسمنا الطَّاقة، وتنخفض مستويات الأدينوسين، وهذا هو السَّبب في شعورنا بالانتعاش بعد ليلةٍ نومٍ جيّدةٍ.
شاهد أيضاً: هل تؤثر القهوة على صحتك؟ العلم يؤكد أنها تعزز عمل الدماغ وتطيل العمر
أصل المشكلة
جاء في مجلَّة Journal of Neuroscience، أنَّه عند شربنا الكافيين، سيمتنع الأدينوسين عن أداء وظيفته في النَّوم، ويمكن القول ببساطة، إنَّ شرب الكافيين بانتظامٍ يُمكن أن يؤدِّي إلى تعكير نومك بشكلٍ كبيرٍ، وخلق مشكلاتٍ في النُّوم بصورةٍ منتظمةٍ، وسترى أنَّه يُمكن للكافيين أن يجعل مشاكل النوم أسوأ، وعندما لا تحصل على قَدرٍ كافٍ من النَّوم، تشعر بالتَّعب في اليوم التَّالي، وعندئذ ما الذي تلجأ إليه لمحاربة هذا التَّعب؟ المزيد من الكافيين، بالطَّبع! لكنَّ المفاجأة أنَّه حتَّى جميع كميَّات الكافيين في العالم لا يمكن أن تعالج تماماً التَّعب النَّاتج عن نقص النَّوم المستمرّ؛ إنَّها مثل معركةٍ لا نهايةٍ لها بين القهوة والنوم.
في حين يمكن للكافيين أن يوفِّر دفعةً طفيفةً في الأداء قد تستمرَّ لبضع ساعاتٍ، إلَّا أنَّه لا يمكن مقارنته بالفوائد النَّاجمة عن قضاء ليلة نومٍ جيِّدةٍ، وعلاوةً على ذلك، إذا تمَّ استهلاكه في وقتٍ متأخّرٍ من النَّهار، يمكن أن تستمرَّ آثاره بتعزيز اليقظة حتَّى في المساء، مع التَّأثير سلباً على نوعيَّة النَّوم.
شاهد أيضاً: استراتيجيات Jeff Bezos جيف بيزوس لزيادة التركيز والإنتاجية
بدائل الكافيين
بينما قد يكون من الصَّعب استبدال الفوائد التي تأتي من هوسنا بالقهوة، توجد بدائلٌ إذا كنت تبحث عن طريقةٍ لزيادة الطَّاقة بدون كافيين، وتشير دراساتٌ عدَّةٌ اختبرتها بنفسي إلى أنَّه يجب عليك إعطاء بعض البدائل فرصةً، وعلى سبيل المثال:
تناول فطورٍ صحّيٍّ: بدء يومك بتناول طعام الفطور -وبالذَّات الفطور الصّحيّ- يمكن أن يعزِّز عمليَّة الأيض لديك ويثبت مستويات الجلوكوز، وهو أمرٌ جيّدٌ لزيادة مستويات الطَّاقة وزيادة تركيزك لليوم القادم، تجنَّب تناول الحبوب الحلوة والمعجَّنات، التي يُمكن أن تؤدِّي إلى انخفاض مستويات الطَّاقة في منتصف الصَّباح، بدلاً من ذلك اجعل الأطعمة التي تختارها عند الفطور غنيةً بالبروتين للمساعدة في البقاء في حالةٍ من اليقظة والحفاظ على مستوى جيدٍ من الإنتاجيَّة.
قيلولةٌ قصيرةٌ: تعمل القيلولة القصيرة على إعادة شحن عقلك وجسمك، قد تبدو لك قليلة الشَّأن، إلَّا أنَّ قيلولةً سريعةً يمكن أن توقظ عقلك، ممَّا يجعلك أكثر يقظةً وتركيزاً، ولكن احذر أن تطيلها لأكثر من 20 دقيقةً، لأنَّه عندها ربَّما تمتدُّ إلى مرحلة نومٍ أعمق، ممَّا من شأنه أن يجعلك تشعر بالتَّعب وعدم الإنتاجيَّة.
ممارسة التَّمارين الرّياضيَّة: وفقاً للأبحاث المنشورة في الطّبّ الرّياضيّ، يُمكن أن يقللَ النَّشاط البدنيُّ من التَّعب وانخفاض مستويات الطَّاقة، فالحصول على بعض التَّمرين، حتَّى لو كانت مجرَّد جولةٍ قصيرةٍ خلال يوم عملك، يُمكن أن يزيدَ من مستويات الطَّاقة لديك، فأنت عندما تتحرَّك، تتلقَّى خلاياك الرّسالة بأنَّك بحاجةٍ إلى تنشيطٍ، وهي توفِّر هذا الدَّفع الإضافيَّ، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ التَّمرين من شأنه تحفيز سلسلةٍ من ردود الأفعال، حيث يتمُّ إطلاق الإندورفينات ومادة تدعى النورإبينفرين، ممَّا يمنحك دفعةً من اليقظة والصَّفاء الذّهني- ذلك الإحساس الجيّد الذي يُدعى في معظم الأحيان "نشوة العدو".
التَّعرُّض لضوء الصَّباح: تتفاعل ساعة الجسم الدَّاخليَّة مع الضَّوء كإشارةٍ للاستيقاظ وزيادة اليقظة، إذ إنَّ الخروج للتَّعرض لأشعة الشَّمس الطَّبيعيَّة لمدَّة 10 دقائق يوميَّاً يُرسل إشارةً إلى جسمك أنَّه حان الوقت لبدء يومك.