5 أخطاء قاتلة لا يزال المؤسسون يرتكبونها في 2025
الأخطاء الشّائعة التي تُعيق نموّ شركتك النّاشئة، من نقص التّمويل والتّسعير الخاطئ إلى ضعف التّفاعل مع العملاء وتحديد الأهداف

تغمر شركات المنتجات الاستهلاكيّة الناشئة بيئةً مليئةً بالمؤسّسين الّذين يكرّسون جهودهم لتحديث وترقية المنتجات الماديّة العاديّة الّتي نستخدمها يوميّاً، من مناديل التّنظيف إلى صلصات الطّهي والمشروبات الغازيّة. وغالباً ما نسمع عن العلامات التجارية الّتي تنجح وتحقّق الانتشار الواسع، في حين تُهمل العديد من قصص الفشل وتُغفل، رغم وقوعها نتيجة ارتكاب الأخطاء التّالية.
إذا كنت تطمح إلى تحقيق نموٍّ سريعٍ والتّوسّع ضمن إطارٍ زمنيٍّ معقولٍ، فإنّ من الضّروريّ تجنّب هذه الأخطاء الّتي تجعل العديد من الابتكارات الاستهلاكيّة العبقريّة والحدسيّة تخفق أو لا تحقّق الأداء المطلوب.
1. عدم جمع تمويل بذري كافٍ
الكثير من المؤسّسين الهواة ينفد لديهم رأس المال قبل بدء تحقيق المبيعات، وذلك بسبب نقص البحث الدّقيق في التّكليفات اللّازمة لإنتاج وبيع المنتجات سواءً عبر الإنترنت أو في المتاجر التّقليديّة، وغالباً ما يحدث ذلك دون أن تصل الأخبار إلى العناوين الرّئيسيّة. لذلك، يجب التّأكيد على أنّ نقص السّيولة النّقديّة يُمكن أن يحدث، حتّى إن كان الطّلب على المنتج جيّداً.
لا ينبغي لأيّ شخصٍ البدء في شركة منتجاتٍ استهلاكيّةٍ دون إعداد توقّعاتٍ للتّدفّق النّقديّ تعتمد على تسعير السّوق الواقعيّ. ليس من الضّروريّ الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، ولكن يستحسن الاستعانة بخبيرٍ لمساعدتك في إعداد هذه التّوقّعات، ويمكن احتساب أتعابه داخل تكليفات التّمويل البذريّ. وفي أغلب الحالات، يعتبر توفّر مبلغٍ يقارب 250,000 ألف دولارٍ أو أكثر هو الحدّ الأدنى اللّازم لضمان استمراريّة العمل، وقد يحتاج المشروع إلى تمويلٍ أكبر إذا كان الهدف إنشاء مرفق إنتاجٍ تجريبيٍّ.
2. عدم تحديد أهداف سنوية للإيرادات
بالرّغم من أنّ تحديد الأهداف السّنويّة يبدو أمراً بديهيّاً لمن يحملون شهاداتٍ في إدارة الأعمال، إلّا أنّ كثيراً من مؤسّسي المنتجات الاستهلاكيّة، الّذين يمتلكون رؤيةً إبداعيّةً، يتجاهلون هذا الجانب. وبدون وجود رقمٍ محدّدٍ للإيرادات، يصبح التّخطيط والتّنفيذ خلال العام أمراً معقّداً، حيث يقتصر دور المؤسّس على تغطية التّكاليف فقط، إذ إنّ تحديد هدفٍ للإيرادات هو أداةٌ انضباطيّةٌ حاسمةٌ تساعد على تحويل الرّؤية إلى عملٍ تجاريٍّ فعّالٍ.
بالطّبع يجب أن يكون الهدف معقولاً ومناسباً لرأس المال العامل والأداء السّوقيّ الحاليّ. يعتبر تحقيق نموٍّ بمعدّل الأضعاف سنويّاً هدفاً طموحاً وواقعيّاً للمؤسّس العاديّ، مع أنّك يمكنك السّعي لتحقيق معدّل نموٍّ أعلى كما يحدث مع الشّركات العملاق؛ فقد يدفعك ذلك إلى تبنّي استراتيجيّاتٍ تنفيذيّةٍ استثنائيّةٍ للتّميّز.
3. عدم تحديد تسعير منافس مناسب
في مجال المنتجات الاستهلاكيّة -خاصّةً تلك الّتي تباع بالتّجزئة- يصبح من السّهل جدّاً أن تعيّن تسعيراً عالياً يضعك في فئة المنتجات الفاخرة والحرفيّة. فمثلاً، يوجد ألواح شوكولاتة بسعر 15 دولاراً، ولكن هذا السّعر يجعل السّوق المتاح لك محدوداً، وقد لا تستطيع العلامة التّجاريّة التّوسّع لتغطية التّكاليف الثّابتة، إذ يؤدّي التّسعير المفرط إلى بطءٍ في المبيعات أو تقلّباتٍ موسميّةٍ تتطلّب جهوداً مضاعفةً في التّوزيع لتوسّع نطاق العمل. وفي حال التّوسّع، قد يستغرق ذلك عقوداً، أو يتطلّب ضخّ استثماراتٍ كبيرةٍ غير متوقّعةٍ.
من المسموح أن تعيّن تسعيراً أعلى من قادة السّوق للحفاظ على تدفّقٍ نقديٍّ جيّدٍ، ولكن يجب أن يكون ذلك داخل حدودٍ معقولةٍ، فدراسة تسلّسل الأسعار في كلّ فئةٍ استهلاكيّةٍ يمكن أن تساعدك على اختيار قرارٍ صحيحٍ.
4. إهمال التفاعل مع العملاء والمعجبين
يجد العديد من مؤسّسي المنتجات الاستهلاكيّة أنفسهم منشغلين بالتّفاصيل التّشغيليّة لدرجةٍ أنّهم يهملون التّفاعل مع قاعدة المعجبين. ومن السّهل فهم ذلك عندما تدرك كمّيّة القرارات والتّحدّيات اللّوجستيّة الّتي تواجهك في شحن أوّل دفعةٍ من منتجاتك. ومع ذلك، من الضّروريّ بناء ثقافة التّواصل مع المعجبين منذ البداية؛ فهذا لا يذكّر العملاء بوجود علامتك التّجاريّة فقط، بل يساعد أيضاً على بناء قاعدة متابعين قويّةٍ على وسائل التواصل الاجتماعي وقوائم بريدٍ إلكترونيٍّ ورسائل نصٍّ تكون ذات أهمّيّةٍ قصوى عند الحاجة لجمع الآراء والتّعليقات.
على السّبيل المثال، يظهر مقرّ شركة الوجبات الخفيفة للفواكه "ترو فرو" (Trü Frü) بوجود برجٍ ضخمٍ من الرّسائل الواردة من المعجبين عند الدّخول. وهناك علاماتٌ تّجاريّةٌ أخرى توزّع عيّناتٍ تفاعليّةً على ملايين المستهلكين سنويّاً، وتدير حملاتٍ ناجحةً على "تيك توك" (TikTok).
5. عدم سؤال المعجبين عن أسباب استمرار شرائهم
يبيع معظم مؤسّسي المنتجات الاستهلاكيّة سلعاً في فئاتٍ تتّصف بالحركة السّريعة، ومن الضّروريّ أن تسأل عملاءك المتكرّرين عن الأسباب الّتي تدفعهم لاستمرار شراء منتجاتك؛ ففي هذه الأجوبة تكمن المفاتيح لفهم "سرّ التّسويق" الّذي يقود نجاح علامتك التّجاريّة. قد تكتشف أنّ الأسباب الّتي تدفع العملاء للشّراء لا تتطابق مع الأسباب الّتي دفعتك لتأسيس الشّركة.
عندما يظلّ المؤسّسون غير مدركين للدّوافع الحقيقيّة لعملائهم، قد تنتهي استراتيجيات التسويق باستخراج نتائج بعيدةً عن المطلوب. وفي عالم اليوم الرّقميّ المتّصل بشكلٍ مفرطٍ، أصبح التّعرّف على هذه الدّوافع أسهل من أيّ وقتٍ مضى، فلا عذر بعد الآن لتجاهل أهميّة فهم "السّبب" وراء استمرار شراء العملاء. وهذا ما ساهم في نجاح حملات التّسويق السّرديّ المكثّفة على منصّاتٍ، مثل: "يوتيوب" (YouTube)، والّتي أدّت بدورها إلى تحقيق نموٍّ استثنائيٍّ لعلاماتٍ تّجاريّةٍ، مثل: "د. سكواتش سوب" (Dr. Squatch Soap).
إذا كنت ترتكب جميع الأخطاء المحتملة الأخرى، فإنّك يجب أن تتأكّد من تجنّب هذه الأخطاء الخمسة لتحقيق نتائج تتفوّق على المتوسّط مقارنةً بمنافسيك.