5 أخطاء يرتكبها روّاد الأعمال في وسائل التّواصل الاجتماعي

من الصّعب بناء علامةٍ شخصيّةٍ على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ويزداد الأمر تعقيداً عندما تكون منشغلاً بتأسيس أو إدارة أو تنمية عملٍ تجاريٍّ. تعرف جاسمين ستار، المؤسّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لشركة "سوشيال كرياتور" (Social Curator) الّتي تتّخذ من نيوبورت بييتش، كاليفورنيا مقرّاً لها، هذا التّحدّي جيّداً. حيث تملك أكثر من 579,000 متابع على "إنستقرام" (Instagram)، و101,000 على "إكس" (X)، و80,300 على "تيك توك" (TikTok).، ترى جاسمين العديد من الأخطاء الّتي يرتكبها روّاد الأعمال، ممّا يجعل النّجاح على وسائل التّواصل الاجتماعيّ أكثر صعوبةً.

فشركة سوشيال كرياتور الّتي أسّستها ستار عام 2017، هي منصّة تسويقٍ رقميٍّ تتضمّن مديراً افتراضيّاً لوسائل التّواصل الاجتماعيّ يعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ. وفي مؤتمر Inc. 5000 لعام 2024، الّذي عقد في بالم ديزرت بولاية كاليفورنيا، شاركت نصائحها مع قادة بعضٍ من أسرع الشّركات نموّاً في البلاد.

إذا كنت تريد تنمية علامتك التّجاريّة باستخدام ما تسمّيه جاسمين "أرخص أداة تسويقٍ في تاريخ البشريّة"، فتجنّب هذه الأخطاء الخمسة الّتي يفعلها معظم رواد الأعمال:

1. لا تلتزم بما لا يمكنك تحقيقه

تقول ستار إنّ إنشاء جدول نشرٍ على وسائل التّواصل الاجتماعيّ يشبه أحياناً وضع قرارات السّنة الجديدة. كثيراً ما ترى روّاد أعمالٍ يقولون: "سأنشر سبعة أيّامٍ في الأسبوع"، ثمّ يخفقون في الالتزام بعد أوّل خطأٍ ويستسلمون.

تضيف قائلةً: "إلى متى سنستمرّ في محاولة تحقيق سلسلةٍ مثاليّةٍ بدلاً من سلسلةٍ يمكننا الحفاظ عليها؟" لذا تنصح ستار بوضع جدولٍ زمنيٍّ واقعيٍّ والالتزام به. كن صادقاً مع نفسك بشأن مقدار الوقت الّذي يمكنك تخصيصه، فالمهمّ هنا هو الاستمراريّة.

2. لا تنسَ التّخطيط مسبقاً

غالباً ما يدفع انشغال روّاد الأعمال بمهامّهم إلى تأجيل العمل على وسائل التّواصل الاجتماعيّ حتّى اللّحظة الأخيرة. تحذّر ستار من الوقوع في هذا الفخّ، مشيرةً إلى أنّ ذلك قد يؤدّي إلى إنتاج محتوى ضعيفٍ. وتقول: "ستجد نفسك تقضي 47 دقيقةً فجأةً في التّصفح، دون أن تشارك بأيّ تعليقٍ، وتشعر بالتّعب والانزعاج؛ لأنّك مجبرٌ على الاستمرار في ذلك."

بدلاً من ذلك، توصي بالتّخطيط لكلّ منشورٍ بشكلٍ استراتيجيٍّ: "حدّد التّاريخ والوقت وابدأ العمل مسبقاً". وخصّص وقتاً في جدولك أسبوعيّاً لتطوير الأفكار وإنشاء وصياغة منشوراتك. ممّا يجعل من إنشاء المحتوى أقل إرهاقاً.

3. لا تنشر على كلّ المنصّات

لا تفرط في تحميل نفسك بمحاولة النّشر في كلّ مكانٍ. حيث تحذّر ستار من محاولة التّواجد في كلّ مكانٍ دفعةً واحدةً، قائلةً إنّ ذلك يؤدّي إلى تشتّت الانتباه. بدلاً من ذلك، توصي باختيار منصّةٍ واحدةٍ وإتقان استخدامها قبل إضافة منصّةٍ أخرى.

حسناً، كيف تقرر على أيّ منصّةٍ تبدأ؟ وهنا تقول ستار: "اختر المنصّة الّتي تعتقد أنّ عميلك المستهدف موجودٌ فيها". إذا كانت شركتك تعمل في مجال الأعمال بين الشركات (B2B)، فإنّ لينكدإن (LinkedIn) سيكون الخيار الأمثل. أما إذا كنت تدير علامةً تجاريّةً للأزياء العصريّة، فيمكنك التّركيز على منصّات مثل "إنستقرام" (Instagram) أو "تيك توك" (TikTok) الّتي تستهدف جمهوراً يهتم بالأزياء والاتجاهات الحديثة.

وتضيف: "يمكننا استخدام المنصّات المفضّلة لدينا في أوقاتنا الشّخصيّة. ولكن إذا كنت تستخدم وسائل التّواصل للأعمال، فاذهب حيث يتواجد عملاؤك".

4. لا ترفض تجربة الاتّجاهات الجديدة

عندما يظهر اتّجاهٌ جديدٌ في خوارزميّة المنصّة، توصي ستار بتجربته دون إصدار حكمٍ مسبقٍ. حتّى لو شعرت أنّ الاتّجاه لا يناسبك أو لا يناسب علامتك التّجاريّة، لكن تشجّع ستار على التّجربة بغض النّظر على ذلك.

وتقول: "من الطّبيعيّ أن أشكّ في بعض المحتوى قبل نشره، ولكنّ عدم النّشر يعني فقدان فرصةٍ لاختبار ما ينجح وما لا ينجح". وترى أنّ الفشل في بعض المنشورات يمكن أن يكون مؤشّراً على ما يجب تجنّبه في المستقبل.

5. لا تقع في فخّ المقارنة

تحذّر ستار من استخدام الآخرين كمعيارٍ لتقييم أدائك. وتؤكّد: "أنّ الطّريقة الوحيدة للنّجاح على وسائل التّواصل الاجتماعيّ هي أن تحاول أن تكون أفضل من منشوراتك السّابقة، وليس أفضل من الآخرين".

إذا وجدت نفسك تستعرض صفحات الآخرين وتشعر بالإحباط، تقترح ستار اتّخاذ أحد الخطواتٍ التّاليّة: مثل كتم ظهور منشوراتهم، أو إلغاء متابعتهم، أو يمكنك تقليل الوقت الذي تقضيه على التّطبيق.

وبعد كلّ شيءٍ، تشدّد ستار على أنّ أحد أكبر الأخطاء الّتي يرتكبها روّاد الأعمال هو التّشتّت عن أهدافهم بسبب المقارنة. وبتجنّب هذه الأخطاء، يمكنك تحقيق المزيد من النّجاح على وسائل التّواصل الاجتماعيّ وبناء علامةٍ تجاريّةٍ قويّةٍ ومستدامةٍ.