الرئيسية المال خرافة الدخل السلبي: هل يمكن كسب المال بدون عمل؟

خرافة الدخل السلبي: هل يمكن كسب المال بدون عمل؟

رغم الوعود السّهلة بتحقيق أرباحٍ دائمةٍ بقليلٍ من الجهد، قد تتحوّل مشاريع الدخل السلبي إلى عبءٍ ثقيلٍ ينافس عملك الأساسيّ في الوقت والطّاقة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ما يجعل فكرة الدخل السلبي جذّابةً هو أنّك، بقليلٍ من الجهد المسبق، تستطيع إنشاء مصدر دخلٍ مستمرٍّ يكمّل عملك الأساسيّ. وفي بعض الحالات، هذا صحيحٌ بالفعل، القليل من العمل المسبق يمكن أن يثمر أرباحاً مستمرّةً لأشهرٍ أو حتّى لسنواتٍلكن أحياناً، تتحوّل هذه الأفكار السّلبيّة إلى عبءٍ ثقيلٍ متنكّرٍ في هيئة فرصةٍ مريحةٍ. بدلاً من الجلوس مسترخياً ومشاهدة المال يتدفّق، قد تجد نفسك تبذل جهداً مساوياً -بل أحياناً أكبر- ممّا تبذله في وظيفتك الأساسيّة.

لا تصدّق كلّ ما تسمعه. ليست كلّ طرق الدخل السلبي سهلةً كما توحي العناوين؛ فبعضها يمكن أن يستهلك وقتك وفراغك بشكلٍ غير متوقّعٍ. وفيما يلي، نسلّط الضّوء على بعض الأفكار الّتي يجب أن تتعامل معها بحذرٍ قبل أن تبدأ في بناء مصدر دخلٍ جانبيٍّ.

1. مشروع بيع القمصان المطبوعة عبر الإنترنت

يبدو الأمر بسيطاً في البداية. تملك فكرةً لتصميمٍ، أو لا تمانع في إنشاء واحدةٍ جديدةٍ. تجد مطبعةً محلّيّةً لطباعة التّصاميم على القمصان، وتشاهد مقاطع الفيديو الّتي تجعل العمليّة تبدو كأنّها لا تتطلّب أكثر من بعض نقراتٍ. سهلٌ، أليس كذلك؟ لكن ما لا يعرض في تلك المقاطع هو كلّ المهامّ الجانبيّة الّتي تأتي مع هذا المشروع؛ فقد تضيع الطّلبيات، وتحتاج مواقع البيع إلى تحديثٍ مستمرٍّ، ويتطلّب الشّحن رحلاتٍ إلى مكتب البريد، كما أنّ التّعامل مع شركات الدّفع الإلكترونيّ قد لا يكون سلساً كما تتخيّل. وكلّما زادت المبيعات، زاد التّعقيد.

تقول ريتشل غارلنغهاوس في مقالٍ لها على "بزنس إنسايدر" (Business Insider): "استهلك هذا المشروع وقتي وطاقتي. لديّ أفكارٌ كثيرةٌ لتصاميم جديدةٍ، لكن حين قارنتُ بين الأرباح والجهد، وجدت أنّ الأمر لا يستحقّ؛ فوقتي أثمن من ذلك".

2. تأجير سيارتك عبر الإنترنت

تُتيح لك خدماتٌ، مثل "تورو" (Turo)، تأجير سيّارتك لأشخاصٍ يريدون تجنّب شركات التّأجير الكبرى، مثل: "هيرتز" (Hertz) "وأفيس" (Avis). وقد يكون الأمر مجدياً ماليّاً، خاصّةً إن كنت تعيش في منطقةٍ سياحيّةٍ. لكنّك بحاجةٍ لتقييم مستوى تحمّلك للمخاطر: فكلّما احتفظت بنسبةٍ أكبر من الأرباح، زادت مسؤوليّاتك إذا تضرّرت السّيّارة من قبل المستأجر.

بعد كلّ عمليّة تأجيرٍ، ستحتاج إلى تنظيف السّيّارة بالكامل من الدّاخل والخارج، وهذا قد يستغرق ساعةً أو أكثر. ولا تنسى أنّك لن تتمكّن من استخدام سيّارتك أثناء تأجيرها، وقد يصبح الأمر مزعجاً حتّى لو كنت تملك أكثر من سيّارةٍ، خصوصاً إن كان أحد أفراد أسرتك يستخدم الأخرى.

3. أن تصبح مؤثّراً على منصات التواصل

يبدو المشهد جذّاباً: تشارك مقاطع فيديو، وأنت تفعل شيئاً تحبّه أو تقدّم نصائح في مجالٍ تتقنه، وتنتظر أن يتفاعل الجمهور. ولكن في الحقيقة، جذب المتابعين ليس مسألة حظٍّ أو صدفةٍ. ستحتاج إلى إنتاج محتوى بشكلٍ منتظمٍ، وغالباً بدون مقابلٍ ماليٍّ في البداية، مع تسويق نفسك وترويج قناتك على أمل الانتشار.

لكي تبدأ الرّبح من "يوتيوب" (YouTube)، تحتاج إلى 1000 مشتركٍ و4000 ساعة مشاهدةٍ خلال 12 شهراً. بعد ذلك، يمكنك الانضمام إلى برنامج "أدسنس" (AdSense) والحصول على جزءٍ من عائدات الإعلانات، أمّا في "تيك توك" (TikTok)، فستحتاج إلى 100 ألف مشاهدةٍ حقيقيّةٍ خلال آخر 30 يوماً للانضمام إلى صندوق دعم المبدعين.

لكنّ هذا لا يعني أنّك تستطيع التّوقّف بعد ذلك. بالعكس، عليك الاستمرار في إنتاج محتوىً جديدٍ للحفاظ على الجمهور. صحيحٌ أنّ الفيديوهات القديمة قد تولّد دخلاً سلبيّاً، لكن المحتوى الجديد هو ما يحافظ على حضورك.

4. الاستثمار في العقارات 

يبدو شراء دوبلكسٍ أو تريبلكسٍ خياراً ذكيّاً: تسكن في إحدى الوحدات، وتؤجّر الأخرى لتغطية الرّهن العقاري. ولكن يتطلّب دخول هذا السّوق رأس مالٍ مبدئيّاً كبيراً، بالإضافة إلى أنّ هذا النّوع من الاستثمار ليس خالياً من العملكملّاكٍ، ستكون مسؤولاً عن الصّيانة، والإصلاحات، وربّما حتّى إدارة النّزاعات مع المستأجرين. وقد يدفعك التّنافس على جذب المستأجرين إلى تخفيض الإيجار أو تقديم امتيازاتٍ إضافيّةٍ، حسب موقع العقار.

كذلك، فإنّ الضّرائب العقاريّة والتّأمين على هذه العقارات أعلى من المعتاد، خصوصاً إن لم تكن تسكن فيها بنفسك. صحيحٌ أنّ تعيين شركة إدارة عقاراتٍ يمكن أن يخفّف عنك بعض الأعباء، لكنّه سيقلّل من أرباحك. والأسوأ من ذلك أنّ أيّ قضايا قانونيّةٍ قد توجّه لك مباشرةً، لا إلى مدير العقار.

5. التسويق بالعمولة من خلال الروابط

تعدّ روابط التّسويق بالعمولة من أشهر مصادر الدّخل السّلبيّ الحديثة. والفكرة بسيطةٌ: تشارك روابط لمنتجاتٍ من مواقع البيع الإلكترونيّ عبر مدوّنتك أو نشرتك البريديّة أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتحصل على نسبةٍ من المبيعات النّاتجة.

لكن، المشكلة أنّ النّاس لن ينقروا على الرّوابط لمجرّد وجودها، إذ عليك أن تنتج محتوى مستمرّاً، جذّاباً ومهيّأً لمحركات البحث. فكلّما زادت الزّيارات، زادت فرص الرّبحلكن خوارزميّات البحث تتغيّر فجأةً دون سابق إنذارٍ، وتتطلّب مواكبة هذه التّغييرات جهداً مستمرّاً ومعرفةً تقنيّةً. والأسوأ أنّ المنافسة في هذا المجال شرسةٌ، سواءً من الأفراد الباحثين عن دخلٍ إضافيٍّ، أو من مواقعٍ إعلاميّةٍ كبرى تستغلّ حجم زياراتها.

الخلاصة: في حين أنّ فكرة كسب المال أثناء النّوم لا تزال حلماً مشروعاً، إلّا أنّ الواقع أكثر تعقيداً. لذلك، قبل أن تندفق لتجربة هذه المشاريع، قس بدقّةٍ ما تحتاجه من وقتٍ وجهدٍ واستعدادٍ طويل الأمد؛ فبعض الفرص السّهلة قد تستهلك وقتك بالكامل، من دون أن تعطيك العائد الّذي كنت ترجوه.

.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: