الرئيسية الريادة 5 استراتيجيات فعالة للاحتفاظ بموظفيك المميزين

5 استراتيجيات فعالة للاحتفاظ بموظفيك المميزين

من الاستقبال الجيّد إلى الاحتفال بالإنجازات، تعلّم كيف تبني بيئة عملٍ صحيّةً تجذب أفضل الكفاءات والمهارات

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يُعتبر الاحتفاظ بالموظفين المتميّزين، من أهمّ التحديات الّتي تواجه المؤسّسات في العصر الحالي، ومع ازدياد المنافسة على استقطاب الكفاءات، أصبحت الحاجة إلى تبنّي استراتيجياتٍ فعّالةٍ للحفاظ على الموظّفين أكثر إلحاحاً من أيّ وقتٍ مضى، فالاحتفاظ بموظّفٍ متميّزٍ يتطلّب جهوداً مضاعفةً، حيث إنّ خسارته قد تشكّل نكسةً للمؤسّسة تؤثّر على أدائها العامّ. ولتحقيق هذا الهدف، ينبغي التّركيز على تحسين بيئة العمل ورفع مستوى جودة حياة الموظّفين. وفي هذا السّياق، نقدّم لك 5 طرقٍ يُمكن من خلالها الحفاظ على الموظّفين وتعزيز ولائهم للمؤسّسة.

أهمية جودة الحياة في بيئة العمل  

أوضحت أبحاث خبير إشراك الموظّفين جو مول، أنّ العامل الأساسيّ الّذي يؤثّر على قرارات الموظّفين بالبقاء في مؤسّسةٍ أو الانتقال منها هو جودة الحياة، وأكّد أنّ الموظّفين اليوم يبحثون عن بيئة عملٍ تحسّن حياتهم، وتجعلها أكثر توازناً وسعادةً، وليس مجرّد مصدرٍ للرّواتب. لذلك، لم تعدّ المحادثات حول الاحتفاظ بالموظّفين تقتصر على التّرقيات والرّواتب فقط، بل أصبحت تشمل تحسين ظروف العمل وجعلها متناغمةً مع حياة الموظّف الشّخصيّة.

إذاً، ينبغي على المؤسّسات أن تتبنّى منظوراً جديداً تجاه تجربة العمل، بحيث يصبح جزءاً من حياة الموظّف الإيجابيّة، وليس عبئاً عليه. وعلى الشركات أن تُدركَ أنّ توفير بيئة عملٍ داعمةٍ ومريحةٍ هو المفتاح لجذب الكفاءات والحفاظ عليها.

كثيراً ما تؤجّل الشركات جهودها في إشراك الموظّفين، حتّى تبدأ المشكلات في الظهور، ولكن ينصح مول بتبنّي نهجٍ استباقيٍّ من اليوم الأوّل. فبدلاً من انتظار الأزمات، يجب العمل على بناء علاقةٍ إيجابيّةٍ ومستدامةٍ مع الموظّفين من البداية. على سبيل المثال، يُمكن للشركات تعزيز هذه العلاقة من خلال إجراءاتٍ بسيطةٍ، مثل عمليّة استقبال الموظّفين الجدد بشكلٍ يلهمهم ويجعلهم يشعرون بأنّهم جزءٌ مهمٌّ من رؤية الشّركة.
كما أكّد مول، أنّ إحساس الموظّفين بالتقدير يولّد ولاءً تلقائيّاً، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال سلسلةٍ من الخطوات الاستباقيّة، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات العمليّة التي تساعدك على البدء: 

أولاً: خلق تجربة استقبالٍ مُلهمةٍ

تعدّ الأيّام الأولى في العمل مهمّةً جداً لتشكيل انطباع الموظّفين عن الشركة، وهنا يشير مول إلى أنّ عمليّة التّوجيه (Onboarding) يجب أن تتجاوز المهامّ الرّوتينيّة، مثل تعبئة النّماذج أو مراجعة القوانين الداخليّة، بل يجب أن تكون تجربةً مليئةً بالإلهام والمشاركة، حيث يتمّ توضيح رؤية الشّركة ومهامّها، وكيف يسهم كلّ موظّفٍ في تحقيق هذه الرّؤية.

ثانياً: مقابلات البقاء بدلاً من مقابلات الخروج

من بين الاستراتيجيات الفعّالة الّتي يُنصح بها مول هي مقابلات البقاء. غالباً ما تجري الشّركات مقابلات الخروج بعد فوات الأوان، أيّ عندما يقرّر الموظّف المغادرة. بدلاً من ذلك، يجب إجراء مقابلاتٍ منتظمةً مع الموظّفين لمعرفة مشاعرهم تجاه العمل وما إذا كانوا يشعرون بالرّضا، وذلك لتفادي أيّ إحباطٍ قد يتفاقم بمرور الوقت، فقد تعكس هذه المقابلات اهتمام الشّركة بتحسين تجربة الموظّف وجعل بيئة العمل أكثر جاذبيّةً.

ثالثاً: احترام الحدود بين العمل والحياة الشّخصيّة

يشير مول إلى أنّ احترام الحدود بين العمل والحياة الشّخصيّة هو عاملٌ أساسيٌّ في بناء بيئة عملٍ صحيّةٍ، فلم تعد السّاعات الطّويلة دليلاً على الالتزام بالنّسبة للكثير من الموظّفين. بل على العكس، أصبح تحقيق التّوازن بين الحياة المهنيّة والشخصيّة أمراً أساسيّاً للعديد من العاملين. لذلك، من المهمّ أن تشجّع الشّركات موظّفيها على فصل حياتهم الشّخصيّة عن العمل وتجنّب التّواصل معهم خلال أوقات الرّاحة.

رابعاً: توفير المرونة في بيئة العمل

كذلك، أصبحت المرونة في جداول العمل من المتطلّبات الضّروريّة للموظّفين اليوم، حيث أكّد مول أنّ المرونة تُتيح للموظّفين التحكّم في أوقاتهم وتحقيق توازن أفضل بين التزاماتهم الشّخصيّة والمهنيّة، ويُمكن للشّركات توفير هذه المرونة من خلال منح الموظّفين حرية العمل عن بُعد في بعض الأيّام أو تعديل ساعات عملهم وفقاً لظروفهم.

خامساً: الاحتفال بالإنجازات بانتظامٍ

يساهم الاعتراف بجهود الموظّفين والاحتفال بإنجازاتهم بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز ولائهم، فسواءً كان ذلك من خلال شكرهم في اجتماعٍ، أو تقديم مكافآتٍ بسيطةً، أو حتى تنظيم فعاليّاتٍ صغيرةٍ، فإنّ هذه اللّفتات تساهم في تعزيز روح الفريق وإحساس الموظّف بأهميّة دوره في الشّركة.

يجب على الشّركات أن تسعى إلى أن تصبح "مكان عملٍ مرغوب"، أي يرغب الموظّفون في العمل فيه، تماماً مثل الفندق الفخم الّذي يجذب الزّبائن من خلال خدماته المميّزة واللّمسات البسيطة الّتي تجعلهم يشعرون بالتّقدير؛ نفس الفكرة تنطبق على الموظّفين، فكلّما كانت بيئة العمل مريحةً وممتعةً، زادت رغبتهم في البقاء والنّموّ داخل الشّركة.

ومن خلال تبنّي هذه الأفكار والممارسات، يُمكن للشّركات بناء ثّقافةٍ تنظيميّةٍ قائمةٍ على الدّعم والتّقدير، ما يساهم في جذب أفضل الكفاءات والاحتفاظ بها. وكما يقول مول: "الناس يقدّمون أداءً رائعاً عندما يشعرون بأنّهم يقومون بعملٍ رائعٍ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: