الرئيسية الريادة كيف تتعامل مع الأشخاص السامين دون أن تستنزف طاقتك؟

كيف تتعامل مع الأشخاص السامين دون أن تستنزف طاقتك؟

5 استراتيجيات فعّالة لحماية نفسك من الطّاقة السّلبيّة عند التّعامل مع الشّخصيّات الصّعبة في العمل والحياة اليوميّة دون التّأثير على رفاهيّتك النّفسيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

جميعنا نعرفهم: هؤلاء الأشخاص الّذين يبدو أنّهم يستنزفون طاقتنا باستمرارٍ، لنشعر بالإرهاق والتّعب. سواء كان ذلك صديقاً متشائماً بشكلٍ دائمٍ، أو فرداً من العائلة لا يتوقّف عن الشّكوى، أو زميل عملٍ يزدهر في البيئة السلبية، فإنّ التّعامل مع هذه الشّخصيّات قد يكون تحديّاً يوميّاً.

تشير دراسةٌ حديثةٌ أجرتها "الجمعيّة الأمريكيّة للطّب النّفسيّ" (American Psychiatric Association) إلى أنّ حوالي واحدٌ من كلّ خمسة موظفين أمريكيّين يرى أنّ مكان عمله إمّا سامٌ تماماً أو إلى حدٍّ ما. وهذا يعني أنّ الكثير من الأشخاص يواجهون بيئات عملٍ مليئةً بالسّلبيّة، ممّا يجعل من الصّعب تجنّب هذه الشخصيات السامة في حياتنا اليوميّة.

في بعض الأحيان، قد يكون الحلّ البديهيّ هو تجنّب هؤلاء الأشخاص تماماً، لكن هذا ليس دائماً ممكناً. في بيئات العمل أو الحياة الاجتماعيّة، قد يكون من الضّروري التّعامل معهم مهما كانت رغبتنا في الابتعاد. لذا، بدلاً من الاستسلام لطاقتهم السّلبيّة أو قطع علاقتنا بهم بشكلٍ كاملٍ، يمكننا اتّباع 5 استراتيجيّاتٍ فعّالةٍ تساعدنا على التّعامل معهم بطريقةٍ أكثر صحّةً وحمايةً لرفاهيّتنا النّفسيّة.

1. فهم جذور السلبية

قبل أن تتفاعل مع شخصٍ سلبيٍّ، أو تأخذ موقفاً دفاعيّاً، حاول أن تفهم مصدر سلبيّته، فالسّلوك السّلبيّ غالباً ما يكون نتيجةً لضغوطٍ نفسيّةٍ، أو مشاعر عدم الأمان، أو حتى مشاكل صحّةٍ عقليّةٍ غير مشخّصةٍ. وقد يكون الشّخص الآخر يعاني من مشاكل شخصيّةٍ، أو قلقٍ مرتبطٍ بالعمل، أو تحديّاتٍ صحّيّةٍ تؤثّر على سلوكه.

إنّ إدراك أنّ سلوكه السّلبيّ ليس بالضّرورة هجوماً شخصيّاً عليك يمكن أن يساعدك على التّعامل معه بمزيدٍ من التّعاطف والصّبر. في الواقع، لا يعني هذا تبرير أفعاله السّلبيّة أو تقبّلها، ولكنّه يمنحك سياقاً أوسع لتحديد الطّريقة المناسبة للتّفاعل معه؛ ذلك بدلاً من الرّد بشكلٍ سريعٍ أو غاضبٍ، خذ لحظةً للتّفكير في الأسباب الكامنة وراء سلوكه. أحياناً، يُمكن للحوار الهادئ والتّعاطف أن يغيّر الكثير في طريقة تفاعل الأشخاص معك.

2. توجيه المحادثة نحو مواضيع إيجابيّةٍ

واحدةٌ من الطّرق الفعّالة لتقليل التّأثير السّلبيّ لهؤلاء الأشخاص هي توجيه مسار المحادثة إلى مواضيع أكثر إشراقاً وإيجابيّةً. فإذا كنتَ تعرف أنّ بعض المواضيع تثير لديهم سلوكاً سلبيّاً، حاول تجنّب تلك المحاور بلطفٍ. بدلاً من ذلك، اجعل الحوار يدور حول الاهتمامات المشتركة، أو الذّكريات الطّريفة، أو الأحداث القادمة، حتّى مشاركة نكتةٍ خفيفةٍ أو قصّةٍ ممتعةٍ يمكن أن تساعد في خلق جوٍّ أكثر إيجابيّةً. فمن خلال التّحكم في مسار المحادثة بوعيٍّ، يمكنك تقليل فرص هيمنة السّلبيّة على الحوار. لا يعني ذلك أنّك تتجاهل مشاعرهم أو مشاكلهم، ولكن ببساطةٍ تحاول إيجاد نقاطٍ مضيئةٍ داخل الحديث لمنع الغرق في دوامة السّلبيّة المستمرّة.

3. الاستفادة من قوة المجمعات

يمكن أن يكون التّفاعل في البيئات الجماعيّة وسيلةً فعّالةً للحدّ من السّلبيّة، حيث يجد بعض الأشخاص صعوبةً في التّمسك بموقفهم السّلبيّ عندما يكونون محاطين بأفرادٍ أكثر إيجابيّةً وتفاؤلاً، إذ يمكن أن يساعد جو الجماعة في خلق بيئةٍ أكثر بهجةً وانفتاحاً، ممّا يجعل من الصّعب على الشّخص السّلبيّ الاستمرار في الشّكوى أو نشر الطّاقة السّلبيّة، فإذا لاحظت أنّ شخصاً ما يكون أكثر إيجابيّةً عندما يكون ضمن جماعةٍ، حاول التّفاعل معه في سياقاتٍ جماعيّةٍ أكثر، حيث يُمكنكدعوة أصدقاء آخرين عند اللّقاء به أو اقتراح أنشطةٍ جماعيّةٍ أو قضاء الوقت في أماكن تعزّز الأجواء الإيجابيّة، إذ إنّ وجود الآخرين يساعد على تخفيف الأجواء المتوتّرة، ويخلق بيئةً أكثر توازناً، ممّا يجعل من الصّعب على الشّخص السّلبيّ فرض طاقته السّلبيّة على الجميع.

4. وضع الحدود وحماية طاقتك

بينما يعدّ التّعاطف مع الآخرين مهمّاً، فإنّ حماية صحّتك العاطفيّة والعقليّة أكثر أهميّةً، إذ لا ينبغي عليك أن تشعر بأنّك مسؤولٌ عن إصلاح مشاكل الآخرين، أو تحمّل طاقاتهم السّلبيّة طوال الوقت. ومن الضّروريّ تحديد حدودٍ واضحةٍ مع الأشخاص السّامة في حيّاتك، وإذا كُنت تجد أنّ التّعامل مع شخصٍ معينٍ يستنزفك عاطفيّاً باستمرارٍ، فمن الطّبيعيّ تماماً أن تقلّل من تفاعلاتك معه، أو أن تتعلّم الانسحاب من المحادثات السّلبيّة، أو ببساطةٍ أن تعتذر بلطفٍ عن متابعة الحديث إذا شعرت بأنّه يؤثّر على مزاجك.

كذلك عندما يبدأ شخصٌ ما في الشّكوى بشكلٍ متكرّرٍ أو انتقاد كلّ شيءٍ، يمكنك ببساطةٍ تغيير الموضوع بلباقةٍ، أو الرّد بشكلّ محايدٍ دون الدّخول في الجدال، أو حتّى إنهاء المحادثة بلطفٍ والانتقال إلى أمرٍ آخر. وتذكّر دائماً: لديك الحقّ في حماية صحّتك النّفسيّة والعاطفيّة، وليس من واجبك تحمّل الطّاقة السّلبيّة للآخرين على حساب نفسكَ.

5. التركيز على الحلول بدلاً من المشاكل

عندما تتفاعل مع الأشخاص السّلبييّن، حاول تغيير مسار الحديث من مجرّد الشّكوى إلى البحث عن حلولٍ واقعيّةٍ، فبدلاً من الانخراط في السّلبيّة أو مشاركة مشاعر الإحباط، حاول أن تشجّع الشّخص الآخر على التّفكير في طرقٍ لحلّ المشكلة الّتي يعاني منهالذا، يمكنك توجيه الأسئلة المفتوحة الّتي تحفّزه على التّفكير بطريقةٍ مختلفةٍ، مثل:

  • ما الحلول الّتي فكّرت فيها لهذا الموضوع؟
  • كيف تعتقد أنّ بإمكانك التّعامل مع هذا التّحدي بطريقةٍ أفضل؟
  • هل هناك طريقةٌ يمكن أن تساعدك في تحسين الموقف؟

يمكن أن يساعد هذا النّهج على تحويل المحادثة من دائرةٍ سلبيّةٍ إلى نقاشٍ أكثر إنتاجيّةً. ولكن، من المهمّ أن تدرك أنّك لست مسؤولاً عن جعل الشّخص الآخر أكثر إيجابيّةً، فدورك هو دعم الحوار الإيجابيّ، وليس إصلاح كلّ مشاكله.

كيف تحافظ على طاقتك عند التّعامل مع الأشخاص السّلبيّين؟

التّعامل مع الأشخاص السّلبييّن هو جزءٌ لا مفرّ منه في الحياة، سواءً في العمل أو العلاقات الاجتماعيّة. ولكن، يمكنك اختيار كيفيّة التّفاعل معهم لحماية صحّتك النّفسيّة والعاطفيّةوذلك من خلال، فهم أسباب سلبيّتهم، وتوجيه المحادثات نحو الإيجابيّة، والاستفادة من الأجواء الجماعيّة، وضع الحدود المناسبة لحماية طاقتك، والتّركيز على الحلول بدلاً من المشاكل.

يمكنك إدارة هذه العلاقات بشكلٍ أكثر فعاليّةً، دون أن تؤثّر على مزاجك أو طاقتك. وتذكر دائماً: لديك القوة لاختيار كيف تستجيب للسّلبيّة، فلا تدعها تتحكّم في حياتك!

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: