5 طرق للنجاح خارج منطقة الراحة الخاصة بك
إبداع من نوع آخر لتغلب على خوف الظروف الجديدة حيث أحدثت هذه المهارات فرقاً حاسماً بالنسبة لبعض أكثر القادة نجاحاً في العالم
بقلم مايا هو تشان، خبيرة القيادة والمدربة التنفيذية
إذا كنتِ مثلي، فأنتِ تشعرين أحياناً وكأنّك سمكة خارج الماء. ربما انتقلتِ إلى بلد جديد، أو حصلتِ على وظيفة جديدة، أو وجدتِ نفسك في موقف ما أجبرك على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك إلى منطقة جديدة ومحرجة.
على مدار مسيرتي المهنيّة كمدربة تنفيذيّة متخصصّة في الإدارة الثّقافية والقيادة العالميّة، أدركت أن هذا أمر جيد. تُعلّمكِ المواقف الجديدة كيفيّة التّكيّف، وتمنحكِ في النّهاية ميزة تنافسيّة.إذ يتعلّم القادة الذّين يتبنون التّغيير وعدم اليقين هذه الأشياء الخمسة:
- التّركيز على ما يمكنهم التّحكم فيه (وليس على ما لا يمكنهم التحكم فيه).
- التّرحيب بتعلم أشياء جديدة.
- إعطاء فرقهم مهام جديدة أو وظائف صعبة.
- اكتشاف فرص عمل جديدة وحلول إبداعيّة.
- تقبل الفشل، طالما أنهم لا يرتكبون نفس الخطأ مرتين.
لقد أحدثت هذه المهارات فرقاً حاسماً بالنسبة لبعض أكثر القادة نجاحاً في العالم.
إذ ترك آلان مولالي شركة Boeing ليصبح الرّئيس التنفيذي لشركة Ford Motor Company؛ قافزاً إلى صناعة جديدة كانت في خضم الانهيار. لقد تكيّف بسرعة وحققّ تحولاً تاريخياً، من دون خطّة الإنقاذ الحكوميّة التّي أنقذت شركات صناعة السّيارات الأخرى.
في حين أطلق إيلون ماسك شركة تيسلا في وادي السيليكون، وليس في ديترويت، وبذلك أحدث تغييراً في نموذج شركات السيارات.
كما ولد ساتيا ناديلا -الرّئيس التّنفيذي الجديد لشركة مايكروسوفت- في الهند وتسلّق سلم الشّركة في بلد وثقافة أجنبيّة.
قبل اثني عشر عاماً، درّبت دارلين سولومون -النجمة الصاعدة في شركة Agilent Technologies- من بين أقرانها، كانت المرأة الوحيدة والأصغر سناً بعقد من الزمن على الأقل.
وعندما تمت ترقيتها إلى منصب نائبة الرّئيس، تفوّقت على أقرانها الذّكور الأكثر خبرة وقدرة. لقد كانت سمكة خارج الماء بكل معنى الكلمة، تكافح الاستياء المحتمل حولها. وكان من الممكن أن تستخدم دارلين سلطتها الجديدة لإجبار أقرانها السّابقين على اتباع أجندتها، وبدلاً من ذلك التقت بهم وجهاً لوجه لتطلب دعمهم وشراكتهم.
لقد أظهرت أنها منفتحة ومرنة ومستعدة للتكيف. لقد أصبحوا شركاءها الكرام، وقد صعدت السلم الوظيفي لتصبح في نهاية المطاف رئيسة التكنولوجيا.
استفدت من مشاهدة نجاحها لأنّه قبل سنوات، كنت أنا نفسي سمكة خارج الماء. وعندما كان عمري 22 عاماً، انتقلت من تايوان إلى الولايات المتحدة للالتحاق بكلية الدّراسات العليا، وعملت لاحقاً كمستشارة إدارية.
أحببت العمل، لكن عندما نظرت حولي إلى الأشخاص الآخرين في مجال عملي، رأيت فقط رجالاً بيضاً في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من أعمارهم؛ تساءلت لماذا لم يشبهني أحد، وبدأت أعتقد أن الوظيفة لم تكن مناسبة.
لقد ذكرت هذا الانزعاج لمدربي -المدرّب التّنفيذي المعروف مارشال جولدسميث- الذّي فكّر في الأمر لفترة من الوقت، ثم قال: "قد تظنين أنه من العيب في هذا المجال أن تكوني أنثى شابة ومن أصل آسيوي، لكنني أعتقد أن هذه في الواقع مزايا في صالحك."
وقال إنني أتحدث الإنجليزية والصّينيّة بطلاقة، ولديّ خلفية متعددة الثّقافات مثاليّة لمساعدة القادة على العمل في بيئة عالمية. وبدأت أفهم أن الاختلاف يمكن أن يكون أمراً جيداً.
لماذا أحاول التّفكير والتّصرف كرجل أبيض في منتصف العمر؟ يجب أن أكون نفسي فقط.
ونتيجة لذلك، خضت رحلة رائعة في مسيرتي المهنية التي أحبها. في بعض الأحيان ما زلت أشعر بأنني شخص غريب؛ لكنني أعلم الآن أن هذا أمر جيد.