5 مبدعين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتألقون على تيك توك
تحتفي قائمة "ديسكفر ليست" من تيك توك هذا العام بمبدعين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يغيّرون المشهد الرقمي ويلهمون الملايين.
يُعيد المبدعون حول العالم صياغةَ الثّقافة على منصّات التّواصل الاجتماعيّ وخارجها، ومنطقتُنا العربيّة ليست بمنأىً عن هذا الحراك المتسارع. وفي قائمة "ديسكفري ليست 2025" (Discovery List 2025)، تُسلّط تيك توك (TikTok) الضّوءَ على خمسين صانعَ محتوى عالميّاً يُعَدّون جديرين بالمتابعة، موزَّعين على خمسة تصنيفاتٍ يُحدِّدون من خلالها التوجّهاتِ الجديدةَ، ويؤثِّرون في الجمهور بمحتواهم الخلّاق. ومن بين هؤلاء، تألّق خمسةٌ من صُنّاع المحتوى في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مجالات التّعليم، والطّعام، ورواية القصص، والابتكار.
وفي تصريحٍ لها، قالت كندة إبراهيم، المديرةُ الإقليميّة لعمليات تيك توك في الشّرق الأوسط وتركيا وأفغانستان وباكستان (METAP)، ووسط وجنوب آسيا: "في تيك توك، لا نفوّت فرصةً للاحتفاء بصُنّاع المحتوى وبالمجتمعاتِ الرّائعةِ التي أسّسوها. وإنّه لأمرٌ مفرحٌ أن نرى المواهبَ الإقليميّةَ، وقد تألّقت في جميعِ الفئاتِ الخمس التي تتضمّنها قائمة "ديسكفري ليست 2025". فنحن يوميّاً نلمس إبداعاً غيرَ محدودٍ لدى صُنّاع المحتوى في منطقتنا، سواءٌ أكانوا معلّمين ينقلون معارفَهم بسخاءٍ، أو شخصيّاتٍ بارزةً يفتحون أبوابَ عالمِهم لجماهيرِهم الوفيّة. إنّنا فخورون بأن تُشكِّل تيك توك مساحةً آمنةً وملهمةً لمجتمعِنا، ونؤكّد التزامَنا بمواصلةِ تقديمِ بيئةٍ حاضنةٍ لصُنّاع المحتوى في المنطقةِ والعالمِ أجمع".
وفيما يلي، نستعرض ما يُقدّمه هؤلاء المبدعون الخمسة، من المصريّ الذي يُحرّكُ شهيّةَ الملايين بفيديوهاته عن أشهى الأطباق المحليّة، إلى صانعِ المحتوى الكويتيّ الذي تُدفِئُ لحظاتُه العائليّةُ القلوب. إنّهم يهيمنون على المشهدِ، ويصنعون الصّيحاتِ في عالمِ التّواصل الرّقميّ في منطقتِنا.
فهد المطيري
يتصدّر فهد المطيري – ابنُ الرياض في المملكة العربيّة السعوديّة – قائمةَ المبدعين الذين حوّلوا المحتوى التّعليميّ على تيك توك إلى وسيلةٍ لنشر المعرفة وتبسيط مفاهيم اللغة الإنجليزيّة. وقد عُرف بأسلوبه الحيويّ، وبتقديمه شروحاً وافية تُسهِّل على متابعيه تعلُّمَ الإنجليزيّة بطريقةٍ مشوّقة. واختياره ضمن القائمة لم يكن سوى تتويجٍ لشغفه الحقيقيّ، وحرصه المتواصل على تطوير مهارات جمهوره، من خلال مقاطع يسيرة وسلسة المتابعة.
وعن الأثر العميق الذي تركته اللغة الإنجليزيّة في حياته، يقول المطيري: "كانتْ مادّتي المُفضَّلة دوماً هي اللغة الإنجليزيّة، إذ غيّرتْ مجرى حياتي بالكامل. لقد فتحتْ لي الأبوابَ للتّواصل مع أشخاصٍ جُدد، واكتشافِ فرصٍ لم تكنْ في الحسبان، بل ومكّنتني من إطلاقِ مشروعي الخاصّ في مجال التّعليم".
بأسلوبه الفريد في تبسيط القواعد، وتقنيّات النّطق، ونصائح المحادثة اليوميّة، يَجعل فهدُ تعلّمَ اللغةِ في متناول الجميع، مهما اختلفَتْ خلفيّاتُهم. فنهجه العمليّ الجذّاب يقرّب الكثيرين من إتقانِ الإنجليزيّة، ويمنحهم فرصاً جديدةً في الدراسة والعمل. وفي سعيه الدّؤوب خلف شغفه، أطلق المطيري مشروعه الخاص عبر تيك توك، وهو ما بات يُعرف بـ"أكاديمية فهد" (Fahad Academy). ويقول: "كانَ لتيك توك الأثرُ الأكبر في تطوّري ونموي، إذ أتاحَ لي تأسيسَ عملي وتحقيقَ طموحاتي".
عمرو الهادي
يصطحب عمرو الهادي، صانعُ المحتوى المطبخيّ، أكثرَ من أربعة ملايين متابعٍ في رحلةٍ يتجاوزُ فيها مجرّدَ وصفاتِ الطعام، ليستكشفَ معهم عاداتِ وتقاليدَ الأكلِ في مصر، قديمِها وحديثِها. وبفضلِ سرده الأخّاذ وشغفه الذي لا يخبو، يتنقّلُ الهادي في أزقّة القاهرة بحثاً عن الجواهر المنسيّة والنّكهاتِ العريقة. وقد أنجز أكثرَ من ألفي مقطعِ فيديو حتى الآن، نال بها ملياريّ مشاهدة.
سواءٌ استعرضَ كيفيّةَ تجفيفِ الطعامِ تحت أشعّة الشّمس، أو أعادَ إحياءَ وصفاتٍ كادت تُنسى، فإنّ محتواه يقدّم مزيجاً غنيّاً من التّعليم والتّرفيه. وما يميّزُ عملَه أنّه يحتفي بتنوّع المطبخ المصريّ، مع الحفاظِ على أصالته ونقلِه إلى العالم بمحبّةٍ وفخر. وعلى الرّغم من تذوّقه الواسع، يبقى طبقه المفضّل هو ما لا يغيبُ عن أيّ مائدةٍ مصريّة: الملوخيّة مع الأرز والدّجاج، مستذكراً فضلَ جدّته في ترسيخ هذا العشق منذ الطّفولة.
ويقول الهادي عن تيك توك: "إنّ تيك توك كانتِ المنصّةَ التي عرّفتْ الناسَ إليّ، وحتى بعد خمسِ سنوات، لا يزال الجمهور يتعرّف إليّ من سلسلة “Overrated vs. Underrated” التي لاقتْ رواجاً واسعاً. وإنّ اختياري ضمن قائمة صنّاعِ محتوى الطعام يُشرّفني، ويعني لي أنّ الشغفَ الذي أضعه في عملي يلقى صدًى حقيقيّاً. وهذا التّكريم يزيدني حماسةً للاستمرار في الاكتشاف والإلهام".
عقيل الرئيسي
يُعدّ عقيل الرئيسي ممثّلاً وصانعَ محتوى كويتيّاً، يُبدع في تقديم مزيجٍ من الحياة العائليّة، والأزياء، والطهو، والكوميديا، في مقاطع يوميّة تلقائيّة. وبفضلِ عفويّته وخفّةِ ظلّه، نجح في اجتذاب جمهورٍ واسع، يتجاوز الثلاثة ملايين متابع، يجدون الدفءَ والمرح في لحظاته العائليّة المليئة بالودّ والمرح.
يتميّزُ الرّئيسي بقدرته على التأثير العاطفيّ، من خلال مشاركته مشاهدَ إنسانيّةً تُجسّدُ القيمَ الأصيلة والرّوحَ العربيّة. وغالباً ما يُسلّط الضوءَ على تفاصيلِ الحياةِ الكويتيّة، مقدّماً إيّاها بأسلوبٍ لطيفٍ يُثيرُ فضولَ الجمهور العالميّ.
ويقول: "تركتْ تيك توك أثراً كبيراً في حياتي؛ فقد تعرّف الناس إليّ أكثر، وإلى تفاصيلِ حياتي اليوميّة، حتى أصبح الأمرُ شبيهاً بعائلةٍ كبيرة. وإنّ ترشيحي بلقب “Icon” يُشكّلُ فرصةً رائعةً لمواصلة القرب من جمهوري، ومواكبة كلّ جديد، ما يمنحني مزيداً من الانتشار والتقدير داخل مجتمع تيك توك".
قاسم حتّو
يحمل قاسم حتّو، الرحّالة الأردنيّ-الفلسطينيّ، شغفاً جامحاً بالسّفر، وقد كرّس جهده لتحقيق هدفٍ غير مألوف: زيارة جميع بلدان العالم وتوثيق هذه المغامرات من خلال عدسة تيك توك. وضمن قائمة "ديسكفري ليست 2025"، تميّز حتّو بصفته أحد المبتكرين الذين ارتقوا بالمحتوى الرّقميّ إلى مستوياتٍ غير مسبوقة.
أطلق حتّو منصّته "Ibn Hattuta Travels" في عام 2014، مستلهماً الاسم من نسبه، ومن الرحّالة العربي الشهير ابن بطّوطة. ومنذ انطلاقته، زار 98 بلداً، مقدّماً محتوى يتميّز بمزيجٍ فريد من الحكاية، والرسوم المتحرّكة، والتأثيرات البصريّة، ما جعله محطّ اهتمامٍ عالميّ.
إلى جانب تيك توك، يُقدّم حتّو اليوم برنامج "حكايا الطعام" على قناة الشرق ديسكفري (Asharq Discovery)، حيث يتعمّق في ثقافات الشّعوب عبر مطابخها، ويعرض تجارب أصيلةً تنبض بالحياة.
ويقول: "منحتني تيك توك مساحةً لا حدود لها للإبداع والتّواصل. لقد مكّنتني من بناء جمهورٍ واسع، وساعدتني في تطوير مسيرتي، كما أضافت قيمةً نوعيّةً حين أتعاون مع العلامات التّجاريّة في حملاتٍ إعلانيّة. إنّها المنصّة التي فتحت أمامي أبواباً كثيرة".
المُبتكر محمّد طاهر
يمضي محمّد طاهر، الرحّالة المصريّ وصانع المحتوى المعروف بـTaherTravels، في رحلةٍ لا تُشبه غيرها، حيث لا تقتصر مغامراته على التنقّل، بل تمتدّ إلى أعماق الثّقافة والقصص غير المرويّة. وهو أحد أبرز الوجوه في قائمة المبتكرين لهذا العام، بفضل ما يُقدّمه من محتوى استكشافيّ أصيل.
ينظر طاهر إلى السفر لا بوصفه انتقالاً بين جغرافيّات، بل باعتباره وسيلةً للانغماس في حيوات الآخرين. يتنقّل بين قبائلٍ نائية، وأسواقٍ شعبيّة، ومناطق بعيدة عن المسارات السياحيّة المعتادة، وينقل إلى جمهوره تجاربَ غير مصفّاة، تمسّ القلب والخيال.
ويقول طاهر: "أنا ممتنٌّ لاختياري ضمن هذه القائمة؛ فهذا التكريم يشعرني أنّ جهودي تلقى التقدير. لقد كانت تيك توك منصّتي الأقرب، ومنها انطلقت، وبفضل جمهورها الداعم، وجدت دافعاً متجدّداً لمشاركة المزيد من القصص والتجارب الحقيقية".
(الصور من حسابات صنّاع المحتوى ضمن قائمة "Discovery List 2025" – تيك توك / أنجيلا تشوي)
