أهم 5 أسئلة لمستقبل الشركات المالية في ظلّ النهضة الرقمية
تساؤلات وإجابات تساعد المؤسسات للبقاء في صدارة عالم الخدمات المالية المحاط بالتطور التكنولوجي السريع.
من تأثير الذكاء الاصطناعي على تقديم الخدمات إلى التّأثير المتزايد لجيل الألفية وظهور شبكات التّواصل الاجتماعيّ المظلمة، يتفاعل المستهلكون مع المؤسّسات الماليّة ويختارونها بطرقٍ جديدةٍ تماماً. فإذا كنت صاحب مؤسّسة خدماتٍ ماليّةٍ تعتمد على الهيمنة التّاريخيّة أو الجغرافيّة، فقد حان الوقت لتغيير استراتيّجيتك. وفيما يلي 5 أسئلةٍ رئيسيّةٍ يجب طرحها لبناء علامة تجارية قويّةٍ ومرنةٍ للخدمات الماليّة في عام 2024 وما بعده:
هل اعتمادنا على تاريخنا أو جغرافيتنا مبالغٌ فيه؟
غالباً ما اعتمدت المؤسّسات الماليّة الإقليميّة والمحليّة على وجودها الفعليّ لبناء علاقاتها مع العملاء. في الماضي، كانت هذه استراتيجيةٌ رابحةٌ. ومع ذلك، في عالم اليوم، قد يكون التّواجد الإقليميّ أو المحليّ حقيقةً جذّابةً، ولكنّه ليس هويّة العلامة التجارية الشّاملة. ومن خلال التّركيز على تجربة المستخدم والمنتجات والخدمات المستهدفة والتسويق الرقمي القويّ، تمكّنت الشّركات النّاشئة في مجال التكنولوجيا المالية من كسر المعايير السّائدة في هذا المجال وبناء علاماتٍ تجاريّة قويّةٍ دون وجودٍ فعليٍّ.
ولكي تظلّ المؤسّسات الماليّة قادرةً على المنافسة، ولا يمكن لها الاعتماد على الجغرافيا والتّاريخ وحدهما، بل يجب عليها تعزيز حضورها الرّقميّ، والاستثمار في المنتجات المبتكرة، وبناء الولاء للعلامة التجارية من خلال المشاركة الفعليّة والافتراضيّة في المجتمع وخدمة العملاء. فمن المهمّ أن تتذكّر أنّه لا يوجد نهجٌ واحدٌ يناسب الجميع فيما يتعلّق بالعلامة التجارية والحضور الرّقميّ، حيث يعتمد ذلك على نوع وحجم المؤسّسة الماليّة؛ لذا تفاعل مع عملائكَ للحصول على تعليقاتهم وتحديد الحلول التي تلبّي احتياجاتهم.
ماذا يحدث عندما يتمكّن العملاء من الوصول المنتظم إلى الذكاء الاصطناعي؟
يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة معالجة القروض والكشف عن الاحتيال، بالإضافة إلى إدارة الاستثمارات الأساسيّة، فقد أصبحت هذه التّكنولوجيا قويّةً ومؤثّرةٍ بشكلٍ متزايدٍ. إذن، ما الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فعلهُ؟
إليكم الإجابة: لا يمكن للذّكاء الاصطناعيّ بناء علاقاتٍ قويّةٍ وموثوقةٍ مع العملاء. وعلاوةً على ذلك، يجب على المؤسّسات الماليّة التّركيز على التفوّق في المجالات التي يكون فيها الذكاء الاصطناعي ضعيفاً، مثل: التّخطيط الماليّ المعقّد وإدارة الثّروات الشّخصيّة. وهنا ضع في اعتبارك كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوزَ مجرّد توفير الوقت، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة العميل؟
ببساطةٍ، يُمكن للمؤسّسات الماليّة تحسين تجربة العملاء ومصداقيتهم من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجاتٍ وخدماتٍ أكثر ملاءمةً.
شاهد أيضاً: هل يصل الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الشركات؟
هل تعيق استراتيجيات العلاقات العامة التقليدية نمو علامتك التجارية ونجاحها؟
إذا كانت مؤسّستك لا تزال تعتمد على البيانات الصّحفيّة القديمة، فالإجابة هي نعم، فقد تغيّر المشهد الإعلاميّ. ومن المرجّح أن يحصلَ جيل الألفية على معلوماته من يوتيوب أكثر من الأخبار التّلفزيونيّة، كما أن نصفَ الصّحفيين يعملون الآن بشكلٍ مستقلٍّ، إذ تتمتّع وسائل التواصل الاجتماعي بقوّةٍ هائلةٍ عندما يتعلّق الأمر بتوزيع المحتوى التّجاريّ وجعله سريع الانتشار.
اليوم، يجب على المؤسّسات الماليّة تحقيق أقصى استفادة من وسائل الإعلام المكتسبة. على سبيل المثال، عندما عملنا مع Chase Business، كشفت آراء العملاء أنّ حاجتهم الأولى هي الدّعم التّسويقيّ؛ لذلك أنشأنا "بيزموبيل تشيس" مع مستشاري تسويقٍ للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة، والذي سافر في جميع أنحاء البلاد لمقابلة العملاء والقيام بجولاتٍ صحفيّةٍ لإعلام الجميع. تذكّر أنّ مساعدة عملائكَ على تحقيق أهدافهم هو مساعدة مؤسّستك على تحقيق أهدافها.
هل نتكيّف مع التركيبة السكانية المتغيرة بسرعة؟
بحلول عام 2024، سيتفوّق عدد جيل الألفية (الجيل Z) على عدد مواليد طفرة المواليد في سوق العمل. ويطالب هؤلاء الأفراد الرّقميون بخدماتٍ ماليّةٍ سلسةٍ ومتنقّلةٍ ومراعيةٍ للمجتمع ترتكز بصورةٍ أوليّةٍ على الهاتف المحمول؛ لذلك ليس من المستغرب أن نلاحظَ اتّجاهاتٍ مثل الخدمات المصرفية المفتوحة، مع العلم تسمح هذه الخدمات للأفراد بمشاركة البيانات الماليّة مع مقدّمي الخدمات الماليّة (مثل تطبيقات إعداد الميزانيّة ومنصّات الاستثمار) بدلاً من احتكارها من قبل بنكٍ معيّنٍ.
كما أنّ جيل الألفية أكثر قدرةً على العثور على المؤسّسات الماليّة التي تقدّم أسعار فائدةٍ تنافسيّةً، ومن المرجّح أن يستثمروا وفقاً لذلك. وعلى الرّغم من ذلك، يظلّ جيل الألفية جيلاً مدفوعاً بالقيمة والرّاحة. لذلك، يجب النّظر في طرقٍ شاملةٍ ودقيقةٍ لجذب جيل الألفية الجديدة. على سبيل المثال، من المعروف أنّ جيل الألفية يبحث عن المعلومات في شكل فيديو، فإذا كانت مؤسّستك لا تنتج الفيديو، فقد تفوتك الفرصة أو حتى قد ينفر جيل الألفية منك.
كيف تدمج ظهور الشبكات الاجتماعية المظلمة في استراتيجيتك الاجتماعية؟
كان التّفاعل العامّ هو المهيمن في السّابق، ولكن الرّسائل الخاصّة على تطبيقاتٍ -مثل: واتساب وديسكورد وآي مسج- غيّرت قواعد اللّعبة. وفي عالم "شبكات التواصل الاجتماعي المظلمة"، تجري المحادثات ومشاركة المحتوى بعيداً عن أعين مقاييس التّسويق التقليديّة؛ لذلك استكشف طرقاً مبتكرةً يُمكن لعلامتك التّجارية التّفاعل من خلالها مع العملاء على الشّبكات الاجتماعيّة المظلمة.
على سبيل المثال، تُنشئ إحدى شركات الاستثمار مجموعة رسائلٍ معتدلةٍ وآمنةٍ للعملاء ذوي الإمكانيّة الماليّة العالية؛ لمناقشة اتّجاهات السّوق وفرص الاستثمار. فلا يتعلّق الأمر فقط بإضفاء الطّابع الإنسانيّ، إذ يُمكن لشركات الاستثمار أن تستفيدَ من تعزيز مشاركة العملاء، وزيادة الاحتفاظ بالعملاء، مع إمكانيّة زيادة الأصول المدارة واكتساب رؤى قيّمة من العملاء.
يتطوّر مشهد الخدمات الماليّة بسبب تغير التّركيبة السّكانيّة والتّقدم التّكنولوجيّ وتفضيلات المستهلكين. ومع ذلك، من خلال طرح الأسئلة الخمسة الرّئيسيّة المذكورة أعلاه والإجابة عليها، يُمكن لمؤسّستك أن تبدأَ في اتّخاذ الخطوات اللّازمة لتظلّ ذات صلةٍ ومؤثّرةً في السّنوات المقبلة.