5 أسباب تجعل من النساء قائدات متميّزات

أندريا هيوستون هي عضوةٌ في جمعيّةِ روّادِ الأعمالِ (Entrepreneurs' Organization - EO) في فرعِ جسرِ الغربِ في الولاياتِ المتحدّة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، تعملُ أندريا كمُقدّمةٍ لبرنامج بودكاست، وكمدرّبةٍ للقادةِ في الشّركات الكبيرةِ التي تظهرُ ضمن قائمةِ فورتشن 100، وككاتبةٍ تبيع مقالاتها، وكرئيسةٍ تنفيذيّةٍ لشركةِ أرتيتيودز، وهي شركةٌ إبداعيّةٌ توفّرُ خدماتٍ متخصّصةٍ في فنِّ السّردِ وتدريبِ الخطباء، وإعدادِ العروضِ التّقديميّةِ، والتّسويقِ البصري.

طُلب من أندريا أن تشرحَ لنا لماذا تعتبرُ النّساءُ قادةً متميّزين. فتروي أندريا قصّةَ تحوّلٍ مهنيٍّ شخصيٍّ تعيشهُ في سنة 27 من عمرها. بعد ثلاث سنواتٍ من الانغمارِ في عالمِ ريادةِ الأعمالِ، تمّ تعيينها كمستشارةٍ في شركةِ تكنولوجيا كبيرةٍ مقرّها في سياتل. نظريّاً، كان يفترضُ أن تشعرَ بأنّها على وشكِ تحقيقِ تأثيرٍ كبيرٍ لصالحِ علامةٍ تجاريّةٍ معروفةٍ. ولكن على أرضِ الواقعِ، وبينما كانت تسيرُ عبر الرّدهةِ الطّويلةِ نحو قاعةِ الاجتماعاتِ، كانت تشعرُ بالخوفِ الشّديدِ.

تشرحُ أندريا أنّ السببَ في ذلك هو أن فريقاً تنفيذيّاً من القادةِ المخضرمين في الأعمالِ كان ينتظرها، وكانوا جميعهم أكبرَ منها سناً بفرقٍ كبيرٍ، وكانوا جميعاً رجالاً. وعلى الرّغمِ من أنّهم كانوا قد استعانوا بها، كانت تتساءلُ مراراً وتكراراً، مثل لحنٍ مزعجٍ لا يُمكنكَ التخلّص منه: لماذا سيستمعون إليّ؟ من أكونُ أنا على أيّ حال؟

وعندما اقتربت من البابِ، تنفّست بعمقٍ وعدّلت بذلتها (نعم، كانت تلكَ الأيّام التي كانوا يرتدون فيها البِدل). دخلت الغرفةَ وفي تلكِ اللّحظةِ بالذّاتِ، على الرّغمِ من كونها الوحيدةَ في تلك الغرفةِ، اكتشفت من تكونُ: كانت قائدةً.

تُشيرُ أندريا إلى أنّ المساواةَ بين الجنسين في مكانِ العملِ قد أصبحت محفّزاً لتحقيقِ نتائج أفضل في الآونةِ الأخيرةِ. ومع انخفاضِ الفجوةِ بين الرّجالِ والنّساءِ في المناصبِ القياديّةِ، لا تزالُ هناك تفاوتاتٌ كبيرةٌ قائمةٌ.

تشيرُ الدّراساتُ إلى عددٍ من الأسبابِ الّتي تحثُّ على تضمينِ النّساءِ في مجالسِ الإداراتِ (ومن الصّعب الجدلُ حولَ العلمِ). فقد وجدَ تقريرٌ مكنزيٌّ لعام 2015 م أنّ التّنوعَ الجندريَّ بين الفرقِ التّنفيذيّةِ مرتبطٌ مباشرةً بالأداء الماليّ القويّ، وأنّ الشّركاتِ الّتي تضمُّ أكثرَ من امرأةٍ في مجلسِ الإدارةِ تتفوّقُ على تلكِ التي لا تضمُّ أيّ امرأة.

تسألُ أندريا: لكن لماذا؟ وبينما هناك الكثيرُ من الأسبابِ، تُركّزُ على خمسٍ منها في الحديثٍ الذي تقدّمهُ.

1. التعاطف

في عالمِ الأعمالِ، يُعتبرُ التّعاطفُ مهارةً غير قاسية وعادةً ما تُنسبُ إلى النّساءِ. بالرّغم من الوصمةِ المتعلّقةِ به، قامت القائداتُ مراراً وتكراراً بتوظيفه لصالحهنّ وأثبتن فوائده. ووفقاً لدراسةٍ أُجريت في جامعةِ كامبريدج، أظهرت النّتائجُ أنّ النّساءَ القائداتِ لديهن القدرة على تحديدِ وفهمِ مشاعرِ الآخرين، وردودِ الفعلِ بشكلٍ أفضل من الرّجالِ. ومن خلال فهمِ هذه المشاعرِ وردودِ الفعلِ، يُمكن للنّساءِ تحسين التّواصلِ داخل الفريقِ وتشجيع الانفتاحِ والصّراحة.

2. الكفاءة في حل المشكلات

تشيرُ الأبحاثُ إلى أنّ النّساءَ يمتلكنَ مهاراتٍ تحليليّةٍ قويّةٍ تمكنهنّ من تقييمِ المشكلاتِ من مختلفِ الزوايا وإيجادِ حلولٍ فعّالةٍ لها. هذا وتُظهرُ النّساءُ قدرةً عاليةً في المجتمعاتِ التي تدركُ أهميّةَ القدراتِ الأنثويّةِ، على التّعاملِ مع الضّغوطِ، وتحديدِ الحلولِ الإبداعيّةِ للمشكلاتِ الصّعبةِ. إذ تساعدُ هذه المهارة في تحقيقِ النّجاحِ في مكانِ العملِ من خلالِ القدرةِ على التّنقلِ بفعاليّةٍ عبر التّحدياتِ، وإيجادِ حلولٍ جديدةٍ لتحقيقِ الأهدافِ المرجوّةِ.

3. التنظيم والتخطيط

تميلُ النّساءُ إلى التّفكيرِ في المُستقبلِ، وتحديدِ الأهدافِ والخططِ لتحقيقها. ويُمكن لهذه الخاصيّةِ أن تساعدَ في تحقيقِ النّجاحِ والتّقدمِ في مكانِ العملِ من خلال تحديدِ الأهدافِ طويلة الأمدِ، وإعدادِ خططٍ واضحةٍ لتحقيقها. كما تُعطي هذه القدرة على التّنظيمِ والتّخطيطِ فرصةً للشّركاتِ لتحقيقِ رؤيتها ومتابعةِ الأداءِ بشكلٍ أفضل.

4. التواصل

تتميّزُ النّساءُ بمهاراتِ تواصلٍ قويّةٍ تساعدهنّ على بناءِ علاقاتٍ جيّدةٍ داخل الفريقِ ومع العملاءِ والشّركاءِ. يُمكن لهذه المهاراتِ أن تساعدَ في تحقيقِ نجاحٍ أكبرَ في مكانِ العملِ من خلالِ تحسينِ التّواصلِ بين الموظفين وبين الشّركةِ وعملائها. ويُمكن للتّواصلِ الفعّال أن يساعدَ في تحقيقِ فهمٍ أفضل للاحتياجاتِ والتوقّعاتِ، وتحقيقِ تعاون أفضل بين فرقِ العملِ.

5. التّحفيز

تُشجّع القائداتُ النّساء على التّحفيز والتّحفيز الذّاتيّ، وتعتبرنه مصدرَ إلهامٍ للآخرين لتحقيقِ النّجاحِ. إذ يُمكنُ لهذه القدرة على التّحفيزِ أن تُساعد في تحقيقِ بيئةِ عملٍ محفّزةٍ تشجّعُ الموظّفين على تحقيقِ أفضلَ ما لديهم، والعمل بجدٍّ لتحقيقِ أهدافِ الشّركةِ.

بالإضافةِ إلى ذلك، يُمكن لتحليلٍ أعمقَ لكلٍّ من هذه النّقاطِ أن يظهرَ بوضوحٍ كيف يُمكن للقائداتِ النّساء تحقيق فارقٍ ملموسٍ في مكانِ العملِ. ومع ذلك، يكشفُ التّحليلُ أيضاً عن التّحديات التي يُمكن أن تواجهها النّساء في مواقعِ القيادةِ، وكيف يُمكن التّغلب عليها لتحقيقِ نجاحٍ مستدامٍ. ومن المُمكن أن تشملَ تلك التّحديات أموراً مثل: الانحياز الجندريّ، وصعوبة تحقيق التّوازن بين العملِ والحياةِ الشّخصيّةِ، وغيرها من العوائقِ التي يُمكن أن تعترضَ طريقَ النّساءِ في مواقعِ القيادةِ.