5 خطوات بسيطة لتحرير نفسك من أسر الهاتف الذكي
كيفية تحسين نوعية حياتك ورفاهيتك بتقليل الاعتماد على هاتفك الذكي مع المحافظة على منافعه
إذا كان حالكَ كحالي، فلا بدّ أنّك تعيشُ في دوّامةٍ معقّدةٍ من الحبّ والكراهيّةِ تجاه هاتفكَ النّقالِ. إذ تعشقُ كيف يسهّلُ عليك العملَ والتّواصلَ، وتستمتعُ بالتنقّلِ بين تطبيقاته متجوّلاً يميناً وشمالاً، أعلى وأسفل. ولكن، للأسفِ، يبدو أنّ هذا يجعلُ من الاسترخاءِ مهمّةً أكثرَ تعقيداً. إذا وجدتَ نفسك في هذا الموقفِ، فكلّ ما تحتاجُ إليه هو إجراءُ بعضِ التّعديلاتِ على علاقتكَ بجهازكَ.
والخبرُ السّارُّ هو أنّ هذه التّعديلاتِ يُمكن أن تساهمَ في تحسينِ رفاهيتك. استقيتُ بعض هذه النّصائحِ المفيدةِ من ورشةِ عملِ "أن تكون خارقاً" الّتي قدّمها كل من الدكتورة سحر يوسف ولوكاس ميلر، والتي أشارا فيها إلى جيمس كلير، مؤلّف كتابِ "Atomic Habits" الأكثرَ مبيعاً. كما أن الدّكتور يوسف، وهو عالمُ أعصابٍ معرفيّ من جامعةِ كاليفورنيا في بيركلي، طوّرَ برامجَ تدريبيّةٍ تهدفُ إلى تحسينِ التّركيزِ وإدارةِ التّوترِ والإنتاجيّةِ.
إليك خمس نصائح ساعدتني شخصياً في تحسين حياتي وعلاقتي بالهاتف:
- قلّل من جاذبيةِ هاتفك: لن تلجأ كثيراً لاستخدامِ هاتفك إذا كانَ ذا مظهرٍ غير جذّابٍ. تقترحُ سارة ولوكاس أنّ السّببَ وراءَ عدمِ قدرتنا على الابتعادِ عن هواتفنا يكمنُ في جاذبيتها الملوّنةِ وتصاميمها الرّائعةِ. إحدى الطّرقِ لتجنّبِ تشتيتِ الهاتفِ لانتباهك هي تحويلُ شاشتهِ إلى الأبيضِ والأسودِ. فمن منّا يرغبُ في النّظرِ إلى شاشةٍ بالأبيضِ والأسودِ؟ يمكنك القيامُ بذلك من خلالِ الذّهابِ إلى إعداداتِ إمكانيةِ الوصولِ، حيث ستجدُ خيارَ التّحويلِ.
- قلّل من التّطبيقاتِ على شاشتك الرّئيسيّةِ: إذا كنت تريدُ تبنّي عاداتٍ أفضل، زد من صعوبةِ القيامِ بعاداتك السّيئة، كما يقولُ جيمس كلير، الكاتبُ الأكثرُ مبيعاً. وإحدى نصائحهِ الّتي أتّبعها هي إخفاءُ تطبيقاتِ الألعابِ ووسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ التي تصرفُ الانتباهَ (أو حتّى إزالتها) من الشاشةِ الرّئيسيّةِ. بناء على ذلك احتفظ فقط بالتّطبيقاتِ المفيدةِ على شاشتكَ الرّئيسةِ، كما أنّ جيمس يُشجّع على عادةِ القراءةِ من خلالِ وضعِ تطبيقاتِ القراءةِ فقط على شاشته الأولى. وبالنّسبةِ لي، هذا يعني "وداعاً لوسائل التّواصل الاجتماعيّ".
- أوقف تشغيل الإشعارات: كم مرّةً كنت مركّزاً في عملٍ ما أو تستمتعُ بوقتكَ مع الأصدقاءِ أو العائلةِ، وفجأةً ظهرَ إشعارٌ قطع عليك اللّحظةَ؟ يحدثُ هذا باستمرارٍ، أليس كذلك؟ أفضل طريقةٍ للحفاظِ على تركيزك على ما هو مهمٌّ لك هي إيقافُ جميعِ الإشعاراتِ على هاتفك (أو حتى جهاز الكمبيوتر). ويمكنك الاحتفاظُ بالمنبّهاتِ، وتذكيراتُ الاجتماعاتِ، لأنّها ضروريةٌ. ولكن، ما لم تكن تعملُ في مجالِ التّسويقِ عبرَ وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، هل تحتاجُ حقّاً لمعرفةِ إذا ما قام أحدهم بالإعجابِ بمنشورك؟
- إخفاء العرض الذّاتيّ في مكالمات الفيديو: هل تعلمُ ما يشتتُ انتباهك أيضاً؟ وجهك، لأنّه جذابٌ للغايةِ. وفقاً للدكتورِ يوسف ولوكاس ميلر، فإنّ النافذةَ الصّغيرةَ الّتي تعرضُ صورتنا في مكالماتِ الفيديو تشتّتُ انتباهنا في نهايةِ المطافِ. بإخفاءِ "العرض الذاتيّ" في هذه المكالماتِ (سواءً على الهاتفِ أو الكمبيوتر)، تستردّ نحو 20% من قدرتك العقليّةِ للتّركيزِ على الآخرين وعلى مهمّتك. وستلاحظ أنّ مكالماتِ الفيديو أصبحت أقلّ إرهاقاً لعقلك.
- نم مع دميةِ دبٍّ، وليس مع هاتفك: صدّقني، هل تحتاجُ حقّاً إلى قضاءِ وقتِ النّومِ مع هاتفك؟ فكّر في الأمرِ: ما هو أوّل شيءٍ تفعله في الصّباحِ أو آخر شيءٍ في اللّيلِ؟ أو حتى عندما تستيقظُ في منتصفِ اللّيلِ؟ إذا كانت الإجابةُ "النّظرُ إلى هاتفي"، فأنتَ بحاجةٍ إلى وضعِ بعضِ الحدودِ الجادّةِ، وربّما الحصولُ على دميّةِ دبٍّ. الهواتفُ مناسبةٌ للاستخدامِ خلال ساعاتِ النّهارِ، ولكن إذا كنت تسعى للحصولِ على قسطٍ من الرّاحةِ والاسترخاءِ، فمن الأفضلِ وضعُ هاتفكِ في غرفةٍ أخرى.
شاهد أيضاً: حسّن مهاراتك في التّواصل بالعمل بهذه النّصائح وراقب إنتاجيتك تحلّق
نصيحةٌ إضافيّةٌ: هذهِ ليست نصيحة تقنيّة، بل هي طريقةٌ فعّالةٌ لتجنّبِ الانحرافاتِ. ينصحُ جيمس كلير بأن نقولَ "لا" أكثر. قد يبدو هذا مخالفاً لما يروّجه خبراءُ التّحفيزِ والنّجاحِ، الذين يحثّون على قول "نعم" للفرصِ، ولكن إذا كنت ترغبُ حقاً في تحسينِ حالك، فأنت بحاجةٍ أيضاً إلى وضعِ حدودٍ وقول "لا" للأشياءِ التي لا تخدمُ هدفك. قولُ "لا" سيمنحكَ الوقتَ للاسترخاءِ والتّخلصِ من التّوترِ والتّركيزِ على ما هو أكثر أهميّة بالنسبةِ لك.
إذا كنتَ تطمحُ لتحسينِ صحّتكَ، فحاول أن تجعلَ عاداتكَ السّيئةَ المتعلّقةَ بالهاتفِ أصعب في القيام بها، وعاداتكَ الجيّدةَ أسهل. أنصحك بأن تقومَ بما أقوم به: جعلُ الهاتفِ أقلّ جاذبيةٍ، وإخفاءُ التّطبيقاتِ المشتّتةِ للانتباهِ، وإيقافُ تشغيلِ الإشعاراتِ، وإخفاءُ العرضِ الذّاتيّ في مكالماتِ الفيديو، ووضعُ هاتفك بعيداً عن سريرك. ستجدُ أنّ حياتك ستصبحُ أفضلَ وأكثرَ تركيزاً.