كيف تجذب انتباه الصحافة وتحصل على دعاية لعملك؟ إليك 5 خطوات

من السّهلِ فهمُ أهميّة العلاقاتِ العامّةِ وقيمتها الكبيرةِ، فعندما يمتدحكَ موقعٌ إلكترونيٌّ، أو يتمّ الاقتباس منكَ كخبيرٍ في قصّةٍ صحفيّةٍ، أو يظهرُ منتجكَ الجديدُ في تقريرٍ إخباريٍّ تلفزيونيٍّ، فإنّك تحصلُ على نوعٍ من الاهتمامِ الّذي لا يُمكن شراؤه. الإعلانُ له مزاياه، ولكنّه محدودٌ، وغالباً ما يتم تجاهلهُ، ويقتصرُ على إيصالِ رسالتكَ بأنّ عملكَ يستحقُّ الاهتمامَ، أمّا الدعاية، فهي شهادةٌ من طرفٍ ثالثٍ مُستقلٍّ تُخبر العالمَ بأنّ عملكَ مختلفٌ وأفضل، ولهذا السّبب، هي ذات قيمةٍ عاليةٍ. ^[1]  

لكن السّؤال الّذي يطرحُ نفسهُ هنا: كيف تجذبُ انتباه الصّحافة، وتجعلهم يكتبون عن عملكَ؟ بصفتي كاتباً مُختصّاً في مجالِ الأعمالِ الصّغيرةِ لصالحِ منصّاتٍ إخباريّةٍ كبيرةٍ مثل Inc. لسنواتٍ عديدةٍ، أعتقدُ أنّني أستطيعُ أن أُقدّم لكَ منظوراً فريداً حول ما تبحثُ عنهُ وسائل الإعلام، وكيف يُمكنكَ استخدام العلاقاتِ العامّةِ لصالحِ عملكَ. فإليك 5 خطواتٍ للحصولِ على الدّعاية لعملكَ:

ابتكر قصّةً فريدةً أو زاويةً جديدةً

وسائل الإعلام ليست معنيّةً بكتابة قصصٍ عن مدى روعة عملكَ، بل تبحثُ عن محتوىً فريدٍ وجديدٍ ومثيرٍ للاهتمام، كما يُقال: "عضة كلبٍ لرجلٍ ليست خبراً، ولكن عضّ الرّجل للكلبِ هو خبرٌ".

وإليك مثالاً: متجرٌ للغوصِ في Florida Keys أراد جذبَ الاهتمامِ الإعلاميّ، فنظّمَ غوصاً لاستكشافِ سفينةٍ غارقةٍ قديمةٍ كان يُعتقدُ منذُ زمنٍ طويلٍ أنّها سفينة قراصنةٍ، فأخبرَ المتجرُ الصّحافةَ المحليّةَ عن الغوصِ ونواياه في البحثِ عن كنزٍ غارقٍ، جلبت هذه اللّمسةُ الفريدةُ له الكثيرَ من الدعاية.

إذاً، ما الّذي يُميّزُ عملكَ؟ ماذا ُيمكنكَ أن تفعلَ ليكون مثيراً للاهتمام؟ ربّما يُمكنكَ إنشاء مسابقةٍ، أو رعاية حدثٍ مجتمعيٍّ.

حدّد الشّخص المناسب

بعد أن تعرفَ ما تريدُ تقديمهِ للصّحافةِ، يجبُ عليكَ تحديد الشّخص أو الأشخاص المناسبين الّذين يغطّون ما تريدُ تقديمهُ. فعندما يُرسلُ لي أحدهم قصّةً فريدةً عن الأعمال الصّغيرة، أهتمُّ بها، ولكن عندما أتلقّى قصّةً عن الرّعاية الصّحيّة لمجرّد أن اسمي وُجد في قائمةِ الكتّاب، أحذفها فوراً.

قدّم العرض

في السّابقِ، كان يُطلبُ من النّاس إنشاء بيانٍ صحفيٍّ يُغطّي الأساسيّات: من، ماذا، أين، متى، ولماذا. ولكن، لا تفعل ذلكَ، فالبياناتُ الصّحفيّةُ غالباً لا تُقرأ. وبدلاً من ذلكَ، اكتب بريداً إلكترونيّاً قصيراً وجذّاباً للشّخصِ المُناسبِ، واجعله شخصيّاً، فربّما تبدأ بمدح قصّةٍ حديثةٍ كتبها ذلكَ الشّخص، ثم قُل لهُ أنّكَ تعتقدُ أنّ لديكَ قصّةً تناسبهُ تماماً، وقدّم قصّتكَ الفريدةَ واشكرهُ.

تابع

الجميعُ مشغولون هذه الأيّام، وقد لا يتواصلُ معكَ الشّخصُ بسرعةٍ؛ لذلك قد يكونُ تذكيرُ متابعةٍ لطيفٍ مقبولاً تماماً، بل ومهمّاً أيضاً.

استعدّ

من المدهشِ أنّ هذا هو المكان الّذي يفشلُ فيه الكثيرون، فإذا كُنتَ محظوظاً بما يكفي لجذب اهتمام أحد الصّحفيين بقصّتكَ، فعليكَ أن تكونَ مُستعدّاً عندما يتواصلُ معكَ، وهذا يعني معرفةَ ما تُريدُ توصيلهُ وتحويلهُ إلى نقاطٍ رئيسيّةٍ، والتّدريب على تقديمها بشكلٍ سلسٍ، والتّأكّد من تذكّرها عند إجراءِ المُقابلة. كما يعني أيضاً أن تكونَ مُستعدّاً لأيّ تأثيراتٍ بعد نشر القصّةِ. أعرفُ مطعمَ بيتزا عملَ بجدٍّ لجذبِ اهتمامِ ناقدِ المطاعمِ المحليّ، وأخيراً، حضرَ النّاقدُ وأحبَّ المكانَ.

ولكن، هل عاشَ المطعمُ بسعادةٍ دائمةٍ؟ للأسفِ لا، إذ لم يكن مُستعدّاً للتّعامل مع تدفّق الزّبائن الكبير بعدَ التّقييم الإيجابيّ، ممّا أدّى إلى نقصٍ في الموظّفين ونفاد العجينة، وفي النّهاية، خسارة الكثير من المالِ؛ لذا نعم، يُمكن أن تكونَ العلاقاتُ العامّةُ سيفاً ذا حّدين. ولكن، إذا قمت بها بشكلٍ صحيحٍ، ستجدُ نفسكَ تجني ثمارَ الجهدِ المُبذولِ.