5 خطوات فعّالة لتحويل عملك إلى دخل سلبي
استراتيجياتٌ مدروسةٌ للتحرّر من قيود العمليّات اليوميّة وابتكار عملٍ يُدير نفسهُ بنفسهِ
الرؤيةُ في بدايةِ رحلةِ ريادة الأعمال هي الحريّةُ! ستدركُ في يومٍ من الأيّامِ أنّك عملتَ بجدٍّ لسنواتٍ، وتوليّتَ جميعَ أنواعِ المهامِّ، لوقتٍ مُتأخّرٍ من اللّيل وفي الصّباح الباكرِ، كما وتعاملتَ مع الأزماتِ المُستمرّةِ، وكان هدفكَ هو الحريّةُ، ولكنّكَ الآن مقيّدٌ بالعملِ.
- أريدكُ أن تُصدّقني، لقد حصلَ معي ذلكَ.
المشكلةُ الّتي كُنتُ أتصارعُ معها منذُ عقدٍ من الزّمن هي كيفيّة تحويل العمل النّشط إلى آلة دخلٍ سلبيّةٍ. وبعبارةٍ أُخرى، مع إدارةِ عملكَ التّجاريّ بنفسكَ، ستكون حرّاً في متابعةِ شغفكَ أو السّفر حولَ العالمِ أو ببساطةٍ الاستمتاع بنمطِ حياةٍ خالٍ من العملِ.
تحويل الأعمال النشطة إلى دخل سلبي
على مدارِ العقدِ الماضي، طورتُ منهجيّةً أسميتها "مُخطّط الحريّة الماليّة"؛ إنّها عمليّةٌ بسيطةٌ من ثلاثِ خطواتٍ:
- استثمر في شركةٍ صغيرةٍ، أو شغّلها لتوليدِ عوائدَ عاليّةٍ.
- تحويل العوائد إلى دخلٍ سلبيٍّ.
- إنشاءُ محفظةٍ من الدّخل السّلبيّ؛ لتقليل المخاطر مع توليد العوائد العاليةِ.
لقد نجحتُ في تحويلِ العديدِ من الأعمال التجارية إلى تدفّقات دخلٍ سلبيٍّ باتّباع هذه الخطواتِ، وها أنا سأوضّحُ لكم كيفيّة القيام بذلك.
الخطوة 1: الرقيب - التوثيق والتنسيق
إنّ أساسَ الأعمالِ المُدارةِ ذاتيّاً هو عمليّةٌ موثّقةٌ ومنسّقةٌ جيّداً. والآن هو الوقتُ المُناسبُ لتصبحَ صانع ساعاتٍ، وتبني نظاماً، يعملُ بسلاسةٍ حتّى في غيابكَ.
ابدأ بإنشاءِ إجراءاتِ تشغيلٍ قياسيّة لجميع جوانبِ العملِ، إذ إنّ تفويض السّلطةِ هو المفتاحُ، كذلك أنشِئ ثقافةً يستخدمُ فيها الموظّفون هواتفهم المحمولةَ أو أجهزة Loom؛ لتسجيلِ مقاطع الفيديو التّعليميّة بدلاً من الملفّاتِ القديمةِ.
بعد ذلكَ، قم بإنشاءِ "سجلّ قراراتٍ" يُوثّقُ أسبابَ القراراتِ الرّئيسيّةِ، إذ سيؤدّي ذلكَ إلى تحسينِ إطارِ العملِ وتمكينِ فريقكَ من اتّخاذ قراراتٍ مُتّسقةٍ في غيابكَ، ممّا يُحافظُ على رؤيتكَ للحريّةِ الماليّةِ.
الخطوة 2: الأشخاص المناسبون في المكان المناسب
لا يُمكنُ لأيّ شركةٍ أن تنجحَ بدون فريق عملٍ كُفءِ وموثوقٍ به، يُشارككَ رؤيتكَ وقيمكَ وأخلاقيّات العملِ؛ لذا امنحهم سلطةَ اتّخاذ القرارِ والأدوارِ، وحدّد المناصب الرّئيسيّة، وخاصّةً الدّور الرّئيسيّ "الموصل"، فهذا هو الشّخصُ الّذي يربطُ بين جميعِ النّقاطِ، ويُحافظ على سير الآليّة بسلاسةٍ على أساسٍ يوميٍّ، ويٌمكّنك من أن تظلَّ قائداً صاحب رؤيةٍ.
فكّر في استعانةِ والت ديزني بأخيهِ روي لتحقيقِ أحلامهِ، أو في شراكةِ هنري فورد مع جيمس كوزنز. إذاً، اعثر على "روابطكَ" وشاهد عملكَ ينمو.
الخطوة 3: تبنّي التّوسّع والتّجريب
لإنشاءِ تدفّق دخلٍ سلبيٍّ، يجبُ أن ينمو عملكَ دون تدخّلك المُستمرّ؛ لذا طوّر منتجاتٍ وخدماتٍ وعمليّاتٍ، يُمكن تكرارها بسهولةٍ وتوسيع نطاقها بدونكَ.
يتطلّبُ التّوسعُ: التّجريبَ المُستمرَّ، واختبارَ الأفكارِ الجديدةِ، وإيجادَ طُرقٍ لتحسينِ وتبسيطِ العمليّات، وبالتّالي حاول تطبيقَ التكنولوجيا لتقليلِ القوى العاملةِ وتوفيرِ الوقتِ لفريقكَ بغية التّركيز على مهامٍ أكثر أهميّةً. وركّز على المشاريع الّتي يُمكن تسليمها للفريقِ في غضونِ ثلاثة إلى ستّة أشهرٍ، وتجنّب المبادرات التي تتطلّبُ مراقبةً مستمرّةً على المدى الطويل، فالهدفُ هو تعظيمُ العائدِ على الجهدِ المُبذولِ.
الخطوة 4: التفويض، التفويض، التفويض
تفويض السّلطةِ هو المفتاحُ لتحريرِ نفسكَ من المشهدِ التّشغيليّ؛ إنّها عمليّةٌ استراتيجيّةٌ لتصنيفِ المهامِّ وعزلها وتصفيّتها وتسليمها. إذاً، ابدأ بتسجيلِ وقتكَ وتصنيفِ المهامِّ، ثمّ قم بإزالةِ أو تبسيطِ ما هو غير ضروريٍّ قدرَ الإمكانِ، كذلك تخلّص من المهامِّ الّتي لا تتماشى مع رؤيتكَ وأهدافكَ. وأخيراً، وزّع المسؤوليّات على الفريقِ بناءً على مهاراتهم وخبراتهم.
ومن الأدواتِ المُفيدة سلّم التفويض، الّذي يتكوّن ممّا يلي:
- المهمّة: تدريبُ الفريقِ على كيفيّة القيامِ بالمهامِّ الفرديّةِ.
- المسؤوليّة: ثم تفويض المسؤوليّة الكاملة وإبعاد نفسكَ عن التّواصلِ بشأن المهامِّ الفرديّةِ.
- النّتائج: بعد ذلكَ، تفويض النّتائج من خلال تتبّع المؤشّراتِ وتعديلِ الحوافزِ.
- العمليّة: قم بتفويض العمليّة بأكملها، مع السّماح لأعضاءِ الفريقِ بالتّخصيصِ واتّخاذ القراراتِ وتحديدِ المقاييس الّتي توافقُ عليها.
- الإشراف: وأخيراً، قم بتفويض الإشرافِ من خلال عمليّات التّدقيقِ وتولّي دور المُشرفِ.
الخطوة 5: التحسين والتطوير المستمر
تحويلُ عملكَ إلى مصدر دخل سلبي هو عمليّةٌ مستمرّةٌ يجبُ تفويضها؛ لذلك اجعل أحد أعضاءِ الفريق ِيُراجعُ العمليّات، والتّشغيل، وأداء الفريق باستمرارٍ، ممّا يضمنُ التّحسّن المُستمرَّ.
شجّع ملاحظاتِ واقتراحاتِ الفريقِ من خلالِ سجلّ المُشكلاتِ، الذي يُراجع في اجتماعاتِ القادة، ممّا يسمحُ لأيّ شخصٍ بتقديمِ المُشكلاتِ الّتي تحتاجُ إلى حلٍّ؛ يجب أن يقودَ فريقكَ اجتماعاتِ القادة، وليس أنت، فالهدفُ هو إنشاءُ عملٍ يُديرُ نفسهُ.
شاهد أيضاً: هل سمعت بتأثير ايكيا؟ ما علاقته بالتفويض؟
مخطط الدخل السلبي
يستغرقُ تحويلُ نشاطكَ التّجاري النّشط إلى دخلٍ سلبيٍّ بعضَ الوقتِ، ولكنّهُ يستحقُّ العناءَ. إذ بمجرّد تأسيسِ العملِ التّجاريّ بشكلٍ جيّدٍ، ستتاحُ لك فرصٌ جديدةٌ.
في هذه المرحلةِ، من المهمّ تقليلُ المخاطرِ؛ لذا أوصي بمسارِ الاستثمارِ الرّياديّ، إذ يُتيحُ لكَ ذلكَ تنويعَ محفظةِ دخلكَ السّلبيّ من خلالِ احتضانِ الاستثماراتِ في الشّركاتِ الصّغيرةِ. وهذه العمليّةِ، التي نُسمّيها نحتَ المحفظةِ الاستثماريّة، تعملُ على تقليل مخاطرِ العوائدِ المرتفعةِ من استثماراتِ الشّركاتِ الصّغيرةِ.
لذا سَيطر على دخلكَ، وحوّلهُ إلى دخلٍ سلبيٍّ وعش حياتكَ بشروطكَ الخاصّةِ؛ ربّما ستكونُ حينها على شاطئٍ ما مع مشروبِ بينا كولادا في يدكَ.