5 خطوات لتعزيز الإنتاجية واحترام التنوع الديني في رمضان
استراتيجيات فعّالة لتُحافظ الشركات على مستويات الإنتاجية مع توفير بيئة عمل تحترم الفوارق الدينية في شهر الصيام
مع حلول شهر رمضان، الشَّهر الفضيل للمسلمين حول العالم، يبرز التَّحدِّي أمام القادة في الحفاظ على مستويَّات الإنتاجيّة مع ضرورة توفير بيئة عملٍ تحترم وتتقبَّل الاختلافات الدِّينيَّة، ففي عالمٍ يضمُّ أكثر من ملياريّ مسلمٍ، يحرص الكثيرون منهم على الصيام في رمضان، وأصبح من الضَّروريّ إيجاد بيئة عملٍ تجمع بين الرَّاحة والكفاءة، كخطوةٍ أساسيَّةٍ نحو كسب ولاء الموظَّفين وجعل مكان العمل مرحّباً بالتَّنوُّع حقَّاً.
ويقول دهاء زهير، المدرِّب الحياتيُّ في مصر لـ عربية.Inc: "يلاحظ عالميَّاً أنَّ هناك توجُّهاً متزايداً نحو إنشاء بيئات عملٍ شاملةٍ وإيجابيَّةٍ، حيث بدأت الشَّركات بشكلٍ واضحٍ في الاعتراف بالفوائد المترتبة على تطوير ثقافة عملٍ تحتفل بالتَّنوُّع وتدعم الموظَّفين، ممّا يسهم في النَّجاح طويل الأمد للمؤسَّسة".
من جانبها، تشدِّد ياسمين خليفة، مدرِّبة الحياة في دبي، على أنّ التَّنوُّع والشُّمول لهما تأثيرٌ إيجابيٌّ على الشَّركات من خلال تحسين الإنتاجية، وجذب المواهب، وتعزيز تبادل المعرفة ، وتوضّح خليفة: "من واقع تجربتي، الشُّموليَّة مهمَّةٌ ليس فقط لإنتاجيَّة المنظَّمة، بل أيضاً لكلِّ فردٍ ضمنها، وتُحفِّز الشُّموليَّة على تطوير مهارات الموظَّفين وتعزِّز ولاءهم لوظائفهم ولبيئة العمل بشكلٍ عامٍّ".
إليكم بعض النَّصائح لتعزيز التَّنوُّع والشُّموليَّة مع الاحترام للأديان المختلفة خلال شهر رمضان:
1. ثقِّف نفسك وفريقك
من المهمِّ توسيع آفاق المعرفة حول رمضان، وأهميَّته، وكيفيَّة الاحتفال به، ويُشجِّع على الحوار حول العادات الثَّقافيَّة والدِّينيَّة، وتعزيز التَّفاهم والاحترام المتبادل بين أعضاء الفريق، ويجب مراعاة احتياجات المسلمين الصَّائمين، سواءً في توقيت الاجتماعات التي تتزامن مع وجبات الطَّعام أو في تنظيم الفعاليَّات.
وتذكر سلمى الشرفاء، الميسرة في القيادة والمدربة التَّنفيذيَّة: "يفضِّل بعض الصَّائمين الابتعاد عن الطَّعام خلال ساعات النَّهار، بينما لا يمانع آخرون، كما أنّ توفير مساحاتٍ مخصَّصةٍ للموظَّفين غير الصَّائمين لتناول الطَّعام أو تعديل أوقات الوجبات المشتركة يُمكن أن يكون لفتةً تقديريَّةً".
2. وفّر أوقات عملٍ مرنةٍ
التَّوافق العام بين الخبراء يؤكِّد على أهميَّة تبنِّي أنظمة العمل المرنة لرفع الإنتاجيَّة والرِّبحيَّة، خاصَّة خلال رمضان، ويقول حسام عبد الغفار، المدير التنفيذي لشركة Transcend: "أظهرت تجربتي أنَّ العملَ المرن أفضل بثلاث مرَّاتٍ من النّظام التَّقليديّ"، مشدِّداً على ضرورة دمج هذا النّظام في سياسة الشَّركة طوال العام أو على الأقل خلال رمضان.
وتضيف الشُّرفاء: "بتعديل ساعات العمل وتوفير أماكنٍ للصَّلاة والرَّاحة، تدعم الشَّركات صحَّة ورفاهيَّة الموظَّفين الصَّائمين، ممّا يعزِّز رضاهم الوظيفيَّ من خلال احترام ودعم احتيَّاجاتهم الدِّينيَّة".
من خلال مراعاة احتياجات الموظَّفين، تُظهر الشَّركات التزامها بالتَّنوُّع والشُّمول، وتعزِّز التَّماسك الجماعيَّ وجذب المواهب والاحتفاظ بها، إلى جانب تحسين صورتها بشكلٍ عامٍّ.
شاهد أيضاً: لماذا شهر رمضان مناسب لتعثر على وظيفة أحلامك؟
3. ثق في فريقك
مَنحُ الفريق الحريَّة في إدارة وقتهم والثِّقة في قدرتهم على القيام بمهامهم بمسؤوليَّة يعد أساساً لتحقيق الأهداف وضمان الحسابيَّة، وينصح عبد الغفار: "إذا كنت لا تثق بأفراد فريقك، ربما يكون من الأفضل الاستغناء عن خدماتهم. ولكن، إذا كانت الثقة موجودة، فوكّل إليهم المهام وقيّم أدائهم بناءً على النّتائج وليس عدد الساعات التي يقضونها في العمل".
4. تعاطف مع مراعاة الحدود
الإحساس بالتَّعاطُّف وفهم الثَّقافات المتنوِّعة يعتبران مفتاحاً للتَّسامح والشُّمول، وتروي خليفة: "تحت إدارة مديرٍ فرنسيٍّ، كانت دهشته بالغةً عندما علم بأنَّ الصيام يشمل الامتناع عن شرب الماء، وحاول تجربة الصِّيام بنفسه ولم يستطع إكمال يومٍ واحدٍ، ممّا زاد من تقديره ودعمه للصَّائمين خلال رمضان".
تشدِّد الشُّرفاء على أهميَّة التَّواصل بين الاستجابة لاحتياجات الأفراد من مختلف الدِّيانات وتقديرهم، والفهم بأنَّ الأشخاص يعبِّرون عن إيمانهم بطرقٍ متعدِّدة، وتؤكد الشرفاء: "من المستحسن إظهار الاهتمام برمضان، وطرح الأسئلة بطريقةٍ محترمةٍ، ولكن من الضَّروري أيضاً احترام الخصوصيَّة، وتجنُّب الافتراضات أو التَّدخل في الممارسات الدِّينيَّة الخاصَّة بالأفراد".
شاهد أيضاً: لزيادة الإنتاجية: تغلّب على مشكلة اضطراب النوم في رمضان
5. تغذية الذكاء الثقافي عبر التأهيل
تقديم برامج تدريبيَّة تُسلِّط الضَّوء على أهميَّة التَّنوُّع والشُّمول في بيئة العمل يعزِّز من الوعي بالقيم الجوهريَّة، وتستشهد خليفة بتطوِّر دبي من مدينة كانت تفرض قيوداً على تناول الطَّعام والشُّرب في الأماكن العامَّة إلى مدينةٍ تحتفي بثقافة رمضان دون فرض تلك القيود، وتقول خلفة: "عندما وصلت إلى دبي، كان ممنوعاً تناول الطَّعام أو الشُّرب في الأماكن العامة خلال النَّهار، والآن هناك احتفال بأجواء رمضان وثقافته بدلاً من التَّقيُّد بقواعد صارمةٍ".
تُظهر الشرفاء كيف أسهم الذَّكاء الثَّقافيُّ في إنشاء بيئات عملٍ متنوِّعةٍ في الدُّول العربيَّة، والمجتمعات ذات الأغلبيَّة المسلمة وغيرها، مع الحفاظ على احترام الأبعاد الدّينيَّة والثَّقافيَّة لأوقاتٍ مقدَّسةٍ مثل رمضان، وتؤكد الشرفاء: "هذه التَّغييرات تبرز أهميَّة الذَّكاء الثَّقافي في التَّنقل بين التَّحولات الاجتماعيَّة، والحفاظ على احترام التَّقاليد مع الانفتاح على الآخر".
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.