5 دروس عن المال لم تتعلمها في المدرسة
يصف مؤلف الكتب الأكثر مبيعاً ريان هوليداي ما تعلمه عن المال، والأهم من ذلك، علاقة المال بالنجاح ضمن أساليبٍ محددةٍ، أثبتت فاعليتها في تجربته.
وجد استطلاعٍ للرّأي أجرته مؤسسة هاريس أنّ 6 من كلِّ 10 أشخاصٍ يقولون إنّهم يرغبون في أن يصبحوا من أصحاب المليارات، بينما يوجد 4 من كل 10 يقولون إنّهم يحتقرون أصحاب المليارات، ولا توجد منطقةٌ رماديةٌ هنا. ومن المثير للاهتمام أنّ 44% من المشاركين قالوا إن لديهم "الأدوات المتاحة" ليصبحوا من أصحاب المليارات. وعلى الرّغم من ذلك، كتب ريان هوليداي:
"من الأشياء التّي لا أتذكّر أنّني تعلّمت عنها على الإطلاق؟ المال."
حتّى مع كلّ الضّغوط للدّراسة في الجامعة، لم تُقدِّم المدرسة لي سوى نقاشاتٍ محدودة جداً حول نوع المِهن التي يُدفع لها الأجر، وكيفيّة العيش في حدود إمكانيّات الفرد، مهما كانت تلك المهنة، ناهيك عن كيفيّة إنشاء الفرد أعماله التّجاريّة الخاصّة والعمل لنفسه. وهذا أمرٌ محزنٌ وغريبٌ، ولا يكاد يكون نادراً، نترك الأمر للأطفال الذين يصبحون بالغين، ويصبح لديهم أطفال بعد ذلك ليكتشفوا الأمر بأنفسهم.
ومن الواضح أن هوليداي اكتشف كيفيّة كتابة كُتبٍ رائعةٍ، تُحقّق أعلى المبيعات حول مواضيع لا يكتب عنها عادةً، مثل: كيفية إنتاج بودكاست مشهورٍ للغاية؛ كيفيّة إطلاق وتشغيل مكتبة مستقلة. وقد اكتشف عدّة أشياء تتعلّق بالمال، كما نوّه إلى ذلك في مقالته الأخيرة بعنوان 31 درساً تعلمتها عن المال. ويمكن ذكر بعضٍ من أكثر الدّروس التي أحببتها، وكيف يمكنك تطبيقها فيما يلي:
1.لن تحصل أبداً على الرقم الذي تريده
عندما تسأل النّاس، يجيبك كل شخصٍ تقريباً بأنّ لديه رقماً محدداً، إذ إن أغلب الأشخاص يردّدون جملةَ "سأكون راضياً، إذا كان لدي هذا المبلغ المعيّن من المال". ولكن لا يبدو أنّ أحداً قد وصل إلى ذلك المبلغ على الإطلاق، فهم يرفعون سقف تطلُّعاتهم دوماً، كما كتب هوليداي.
لنأخذ على سبيل المثال ذاك الرّجل الذي أعرفه، والذي دفع مبلغاً ضخماً قدره 450 ألفاً لشراء سيارة لكزس LFA مع حزمة إكسسوارات نوربورغرينغ، سيّارته اليوميّة هي بورش 911 توربو إس.
أنا أعرف أنّه ثريٌّ، ولكنّه أخبرني أن أكثر ما يريده في الحياة هو سيارة بوجاتي فيرون، أي سيحتاج إلى إنفاق ما يزيد عن مليون دولار للحصول على واحدةٍ منها. قال لي: "لدي المال، ولكن ليس ذلك المبلغ الكبير من المال". إنّها فكرةٌ تزعجه وتُراوده طوال الوقت.
على الرّغم من أنّه غنيٌّ بأيّ معيارٍ موضوعيّ، إلّا أنّه لا يشعر بالغنى. إذًا ما هو النّهج الأفضل؟
توقّف عن التّفكير في الرّقم الذي تريد الحصول عليه -وهو الرّقم الذي كلّما اقتربت منه، سيزداد حتماً- وابدأ في التّفكير في الحياة التي تريد أن تعيشها، كيف تريد أن تقضي وقتك؟ من تريد قضاء وقتك معه؟ فكّر في التّأثير الذي تريد إحداثه، خاصّةً في الأشخاص الذين تهتمّ بهم، واعمل على تحقيق ذلك.
2. اختر دوماً الأهداف التي تستطيع تحقيقها
من أحد الأمثلة: اضطّر هوليداي إلى تذكير الموظّفين بالتّسجيل في خطّة التقاعد 401 (ك) في شركته، هذه أحد الأهداف سهلة التّحقيق. أيَّ شخصٍ لا يحقّق ذلك الحدٌ الأقصى من الخطّة، سيكون قد هدر أمواله.
إذا أعددت خطّة تقاعدٍ عاديةً 401 (ك)، فيجب عليك تقديم نفس مزايا الخطّة لموظّفيك كما تتلّقاها، لذلك قد لا ترغب في وضع خطّةٍ ذات سقفٍ مرتفعٍ. ولكن إذا كنت الموظّف الوحيد في شركتك، فلا تتردّد في تحقيق السّقف الذي تطمح له ويتوافق مع موارد عملك.
هذا ما أفعله، فقد أعددت خطّتي لأحقّق 100% من مساهمات الموظّفين لدي، مما يعني أنّني أحقّق 100% من مساهماتي، وبما أنّ عمري يزيد عن 50 عاماً، ويمكنني تقديم مساهماتٍ تعويضيّةٍ، أستطيع هذا العام المساهمة بمبلغٍ يصل إلى 30 ألف دولار سنوياً كموظفٍ (إذا كان عمرك أقل من 50 عاماً، فإن الحدّ السّنوي هو 22,500 دولار)، ويمكن لصاحب العمل (أنا) أن يطابق ذلك هذا المبلغ. وبما أنّ إجمالي المبلغ المسموح به هو 66,000 دولار، فيمكن لصاحب العمل (أنا) أن يضيف مبلغاً إضافياً قدره 6,000 دولار من خلال مشاركة الأرباح.
على الرغم من أنّ هذه ليست أموالاً مجانية -فمن الواضح أن شركتي يجب أن تكسب هذا القدر من المال على الأقلّ- فهي أموالٌ مؤجلّةٌ من الضّرائب، وهي هدفٌ يمكن تحقيقه.
تأكّد من تحقيق الأهداف الميسورة الخاصة بك. اتصل بشركة خدمات الاتصال الخاصة بك، وأخبرهم أنّك تفكّر في فسخ العقد معهم، وانتظر الحصول على الخصومات التي يقدمونها. أخبر وكيل التأمين الخاص بك أنّك تفكّر في تغييره، ابحث عن الأشياء التي تنفق المال عليها بدافع العادة، وليس الضّرورة. كما يقول هوليداي:
" قم دائماً بالأشياء السّهلة أولاً."
3. تفضيل الاستثمارات التي يمكن الاعتماد عليها
كتب هوليداي أيضاً:
"لقد استثمرنا أنا وزوجتي كثيراً في ممتلكاتٍ عقاريّةٍ مختلفةٍ على مرّ السّنين، وكانت الفكرة هي تحقيق دخلٍ سنويٍّ كافٍ، يُمكّننا في النّهاية من أن نكون مستقلّين عن قراراتي الإبداعيّة/الرّيادية/الفنيّة. هذه الاستراتيجية ليست للجميع، لكنّها نجحت بالنّسبة لنا. يُمكنني أن أتوقّف عن الكتابة غداً، وأعلم أنّني لن أُفلس."
أنا وزوجتي لدينا نهجٌ مماثلٌ، كما أتذكّر من المحادثة التي دارت بيننا، كان هوليداي يُفضّل تقديم قروضٍ عقاريّةٍ، تَدرٌ دفعاتٍ شهريّةً (سيخبرني إذا كنت مخطئاً). وفي حالتنا، نحن نمتلك عقاراتٍ مستأجرةً، تدرّ دخلاً شهريّاً. ولا يمكننا التّوقف عن العمل غداً -ولا نريد التّوقف عن العمل غداً- ولكن إذا فعلنا ذلك، فلن تتوقّف عقاراتنا عن جني الأرباح.
4. إذا كان لديك مشكلة يمكن حلها بالمال، فليس لديك مشكلة
غالباً ما يكون تخفيف التّوتر مسألةً بسيطةً من منظورٍ معيّنٍ. إذا تعطّلت سيّارتك ولديك المال لإصلاحها، فقد يكون الحلّ مؤلماً، ولكنّها لن تكون مشكلةً بالنّسبة لك. لن يصبح لديك وسيلة نقلٍ للوصول إلى العمل في المستقبل المنظور؟ هذه مشكلة.
ويُنطبق الشّيء نفسه على الأعمال التّجاريّة، إذا انخفضت المبيعات هذا الشّهر، ولكن لديك احتياطياً كبيراً يمكنك الاعتماد عليه، فإنّ المشكلة تتحوّل من القلق بشأن إعداد كشوف المرتبات -وهو أمرٌ مرهقٌ للغاية - إلى إيجاد طرقٍ جديدةٍ لزيادة المبيعات.
يمكن للمال أن يفعل الكثير من الأشياء، ولكن يمكن القول إنّ الشّيء الأكثر أهميّة هو خلق الخيارات.
5. إذا جعلك العمل شخصاً أسوأ، فهذا ليس عملاً ناجحاً
يقول ريان:
"إذا كانت المباشرةُ بمشروعٍ تجاريٍّ تجعلك شخصاً أسوأ -إذا كان المشروع يضغط عليك، إذا كان يُمزّق علاقاتك، أو يجعلك تشعر بالمرارة أو الإحباط تجاه الناس- فلا يهمّ مقدار المال الذي يجنيه مشروعك أو الثّناء الذي تتلقّاه لأجله." حيث إنّه مشروعٌ غير ناجح.
عندما تُخطّط لمشروعٍ تجاريٍّ أو تبدأ في مسارٍ وظيفيٍّ جديد،ٍ خذ الوقت الكافي لتقرّر ما يعنيه النّجاح حقاً بالنٌسبة لك. إذا كان هدفك هو أن تصبح ثرياً، فقد تُحمِّلكَ متُطلبات ذلك القطّاع من العمل مستوىً من الجهد والالتزام، قد تجعلك تشعر بالتّعاسة وعدم الرضا. لذلك تأكّد من أنّ ما تريده حقّاً يعكس ما صمّمتَ عملك وحياتك، لتحقيقه.