كيف تبني علامتك الشخصية؟ إليك 5 عادات أساسية للترويج الذاتي
لا يُمكن للنّاس قراءة أفكارك، لذا لا تتوقّع من مديرك أو زملائك أن يدركوا أهميّة عملك بدون توضيحٍ منك
في بيئة العمل الحاليّة، لا يكفي أن تكون جيّداً في عملك فحسب، بل يجب أيضاً أن تكون قادراً على إيصال قيمتك للآخرين، فالكثير منّا يتردّد في التّرويج لأنفسهم، إمّا خوفاً من أن يُنظر إلى ذلك كتفاخرٍ أو بسبب عدم معرفة كيفيّة القيام بذلك بفعاليّةٍ. ولكن الحقيقة هي أنّ الترويج الذاتي ليس مجرّد أداةٍ لرفع مستوى الوعي حول إنجازاتك، بل هو جزءٌ أساسيٌّ من بناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ قويةٍ تساعد على تعزيز مسارك المهنيّ. وفي هذا السّياق، يشارك بيتر إيكونومي، الخبير في القيادة والكاتب في منصة "بيزرايتر" (Bizzwriter)، خمس عاداتٍ أساسيَّةٍ يمكن أن تساعدك في بناء هذه العلامة والترويج لذاتك بطريقةٍ فعّالةٍ.
إبراز إنجازاتك
لا يستطيع النّاس قراءة أفكارك، وبالتّالي من الخطأ أن تتوّقع من رئيسك أو زملائك في العمل أن يعرفوا حجم مساهماتك أو مدى أهميّة عملك. لذا، يجب عليك توصيل هذه المساهمات بوضوحٍ، سواء عبر تحديثاتٍ منتظمةٍ للفريق أو من خلال تقارير موجّهةٍ لرئيسك، فالشّفافيّة والتّواصل الواضح هما مفتاح التّأكّد من أنّ جهودك لا تمرّ مرور الكرام.
التّركيز على القيمة المُقدّمة، وليس الشّخصيّة
لا يعني الترويج الذاتي التّفاخر أو التباهي؛ إنّه يتعلّق بإظهار القيمة الفعليّة الّتي تضيفها للشّركة وللفريق الّذي تعمل معه، فبدلاً من الحديث عن نفسك فقط، ركّز على كيف أنَّ عملك يساهم في تحقيق أهداف الفريق أو الشركة، مع دعم هذه الادعاءات بأمثلةٍ وبياناتٍ ملموسةٍ، ممّا سيساعد على جعل حديثك أكثر تأثيراً ومصداقيّةً.
توثيق إنجازاتك
يعدّ توثيق إنجازاتك وسيلةً مهمةً لتعزيز علامتك الشخصيّة، فسواء كانت إنجازاتٍ صغيرةً أو كبيرةً، سيساعدك هذا السّجل عندما يحين وقت مراجعة الأداء أو عند التّقدّم لوظيفةٍ جديدةٍ. ومن المفيد أن تتمكّن من قياس إنجازاتك. على سبيل المثال، بدلاً من القول إنّك قمت بزيادة المبيعات، حدّد النّسبة المئويّة الّتي زادت بها المبيعات، وكيف أسهمت في تحقيق هذه النّتيجة، فهذا النّوع من التّوثيق يمنحك ميّزةً في المحادثات المهنيّة.
طلب التّغذية الرّاجعة وبناء العلاقات
لا يقتصر التّواصل الفعّال فقط على الحديث عن إنجازاتك، بل يجب أيضاً أن تطلب التّغذية الرّاجعة من زملائك ومشرفيك وحتّى من العملاء، إذ يُمكن للتّغذية الرّاجعة الإيجابيّة أن تكون وسيلةً قويةً لتعزيز علامتك الشّخصيّة. بالإضافة إلى ذلك، عليك بناء علاقاتٍ قويّةٍ مع زملائك وأصحاب المصلحة الأساسيّين في الشّركة، كما يمكن أن يساعدك حضور المؤتمرات المهنيّة والانضمام إلى المنظمات ذات الصلة بمجالك على توسيع شبكة علاقاتك المهنيّة وتعزيز حضورك.
تصميم الرّسائل المناسبة لجمهورك
عند الترويج لذاتك، من الضّروريّ أن تكون الرّسالة موجّهةً للجمهور المُستهدف، إذ لا يكفي الحديث عن الإنجازات بشكلٍ عامٍ، بل عليك تخصيص رسالتك بما يتناسب مع اهتمامات رئيسك أو الفريق، فإذا كُنت تتحدّث مع رئيسك، ركّز على كيف أنَّ عملك يساهم في تحقيق أهداف الشّركة، أمّا مع زملائك، فتحدّث عن كيف أنَّ جهودك تساعد الفريق بشكلٍ عامٍ، فكلّما كُنت قادراً على التّواصل بوضوحٍ وباختصارٍ، كانت رسالتك أكثر فعاليّةً.
يعتمد بناء علامةٍ تجاريّةٍ شخصيّةٍ -بشكلٍ أساسيٍّ- على القدرة على الترويج الذاتي بفعّاليةٍ، إذ يجب أن يكون هذا التّرويج مرتبطاً بالقيمة الحقيقيّة الّتي تقدّمها للفريق أو المؤسّسة، وليس فقط رغبةً في الظّهور أو الشّهرة، فالترويج الذاتي ليس عملاً من أعمال الغطرسة، بل هو وسيلةٌ للتّواصل الفعّال، وهي مهارةٌ أساسيّةٌ لكلّ من يسعى إلى تحقيق النّجاح المهنيّ.