5 علامات تدل على عدم جاهزية شركتك الناشئة للتغطية الإعلامية
يمكن أن تكون التغطية الإعلامية أداة فعالة للشركات الناشئة، حيث تساهم في جذب العملاء والمستثمرين والشركاء. ومع ذلك، فهي ليست حلاً سحرياً، إذ تنجح الدعاية فقط عند التعامل معها بحذر وتخطيط جيد
سوق الشركات الناشئة هو بيئةٌ ديناميكيّةٌ وسريعة الوتيرة، تتطلّب من المؤسّسين التّحرك بسرعةٍ للتفوّق على المنافسة وتحقيق نموٍّ سريعٍ. ومع ذلك، قد تؤدّي القرارات المُتسرّعة إلى نتائج غير مرغوبةٍ للمؤسّسين والمستثمرين على حدٍّ سواء.
وفيما يخصّ التغطية الإعلامية، غالباً ما يعتقدُ مؤسّسو الشّركات النّاشئة أنّ الحصولَ عليها بأسرع وقتٍ ممكنٍ هو الأفضل. وهذا الفهم شائعٌ، حيث يُمكن للدّعاية، عند تنفيذها بشكلٍ صحيحٍ، أن تجلبَ عملاء جدداً، ومستثمرين، وشركاء، ومواهب. بعبارةٍ أخرى، يُمكن أن تكونَ وسيلةً فعّالةً لدعم النّموّ.
لكن التغطية الإعلامية تكون في أفضل حالاتها عندما تُقدَّم في الوقت المناسب وبالظّروف المناسبة. وفي بعض الأحيان، قد لا تكون الشّركة النّاشئة جاهزةً لهذا النّوع من التّغطية. فالفكرة المبتكرة أو الاختراع الجديد وحدهما لا يضمنان اهتماماً إعلاميّاً إيجابيّاً، إذ يتطلّب تقديم شركتك النّاشئة للصحفيين والمدونين تحضيراً جيّداً.
إليك خمس علامات تُشير إلى أنّ شركتكَ تحتاج إلى المزيد من العمل قبل الوصول إلى الإعلام:
1. عدم اكتمال تطوير المنتج أو الخدمة
إذا قرّر الصّحفيون والمدوّنون تغطية منتجكَ أو خدمتكَ، فمن المحتمل أن يجرّبوها أوّلاً. وغالباً ما يقومون بذلك بدقّةٍ، فتجربة المنتج وجودته ستُحدّد ما سيكتبون عنه. كلّما كان المنتج خالياً من العيوب، كان ذلك أفضل.
إذا لم يكن منتجكَ مصقولاً، فإنّ الوقت لا يزال مبكّراً للسّعي إلى الاهتمام الإعلاميّ، فنقصُ الميّزات الرّئيسيّة، والمشاكل غير المحلولة، وتجربة المستخدم المُربكة قد تؤدّي إلى دعايةٍ سلبيّةٍ.
لا تُعلن عن منتجكَ إلّا إذا كنت تستطيع ضمان تجربة رائعة للمستخدمين والصّحفيين، فقبل إطلاق حملة العلاقات العامة، اختبر جميع الميّزات الرّئيسيّة وتأكّد من أنّها تعملُ بسلاسةٍ.
2. التحقق غير الكافي من السوق
إذا لم تختبر منتجكَ أو خدمتكَ بشكلٍ كاملٍ في السّوق، فإنّ الوقت لا يزال مُبكّراً للوصول إلى الإعلام، إذ هناك العديد من الأسباب التي تجعلُ نقص التّحقق من السّوق يردع العملاء المحتملين.
عند التّخطيط لحملة دعائية، تحتاج إلى معرفة من تريد الوصول إليه. واختيار الوسائل الإعلاميّة المناسبة، والكلمات، والرّسائل يعتمد على ذلك. فإذا لم تعرف من هم عملاؤك بعد، فإنّ التغطية الإعلامية غير الموجّهة قد تأتي بنتائج عكسيّة.
تذكّر، كلّما كان هدفكَ أضيق، كان من الأسهل تحقيقه. لذا، فإنّ التّصويب على جمهورٍ واسعٍ قد يؤدّي إلى نتائج مخيّبةٍ للآمال. وقد يستنتج عملاؤك المحتملون أنّ منتجكَ ليس لهم، إذا شعروا أنّك لا تُخاطبهم في تغطيتكَ.
3. ضعف هوية العلامة التجارية والرسائل التسويقية
العلامة التجارية تهدفُ إلى تمييز منتجكَ عن المنافسين، وإعطائه شخصيّة، وجعله لا يُنسى، إذ يُمكن أن يُتركَ ضعف العلامة التجارية والرّسائل غير الواضحة شركتكَ النّاشئة غير ملحوظةٍ أو حتّى غير جذّابةٍ للوسائل الإعلاميّة.
العلامة التجارية القويّة والرّسالة المُقنعة ضروريّةٌ لجذب اهتمام الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، كما هو الحال مع الأشخاص، نحن ننجذبُ إلى الشّركات ذات الشّخصيّة المُميّزة. استخدم هذا الجانب من علم النفس البشريّ لصالحكَ. يمرّ الصّحفيّون يوميّاً بعشراتٍ، إن لم يكن مئاتٍ، من عروض الشّركات النّاشئة، ويُمكن للعلامة التجارية المدروسة أن تساعدكَ في التّميّز.
4. محدودية الموارد وكفاءة الفريق
إذا كانتَ شركتكَ النّاشئة تفتقر إلى الخبرة أو الموارد الماليّة لإدارة الاهتمام الإعلاميّ بشكلٍ فعّالٍ، فمن الأفضل الانتظار حتّى تكون مُجهّزاً بشكلٍ أفضل. المشكلة مع العلاقات العامّة هي أنّها تبدو سهلةً للجميع، إلّا لأولئك الذين لم يجرّبوا القيام بها من قبل.
في الواقع، تحتاج إلى القيام بالكثير من العمل لجذب اهتمام الإعلام وإدارته. يتضمّن ذلك البحث في المشهد الإعلاميّ والصّحفيين، ومحاولة اكتشاف كيفيّة جذب اهتمامهم، وكتابة العروض، وتكيّيف المحتوى مع مختلف الصّحفيين والمحرّرين، وهذا مجرّد البداية. بعد الانتهاء من ذلك، هناك المزيد من العمل المطلوب لنشر المواد.
تحتاج أيضاً إلى الاستعداد للإجابة على استفسارات الصّحفيين والتّعامل مع الأزمات الإعلاميّة. باختصارٍ، العمل على دعاية الشّركة النّاشئة لا يُمكن أن يكونَ وظيفةً بعد ساعات العمل؛ يجب أن تكونَ وظيفةً أساسيّةً.
5. افتقار القصة إلى الإقناع والتأثير
مرّة أخرى، شركتك الناشئة تتنافس مع مئات الشّركات الأخرى عندما تحاول جذب اهتمام الصّحفيين، والمحرّرين، والمدونين، لذا يجب أن تتميّزَ. القصّة المقنعة ضروريّةٌ لجذب اهتمام الإعلام والجمهور.
بدون قصّةٍ مثيرةٍ وفريدةٍ لمشاركتها، قد تفشل التغطية الإعلامية في تحقيق الهدف. هذا صحيحٌ بشكلٍ خاصٍّ في الوقت الحالي عندما يكون النّاس قد سمعوا الكثير من قصص الشّركات النّاشئة، ولم يعودوا يتأثّرون بسرد الحقائق فقط.
باختصارٍ، يُمكن أن تكونَ التغطية الإعلامية أداةً فعّالةً للشّركة النّاشئة؛ لأنّها تساعد في جذب العملاء، والمستثمرين، والشّركاء. ومع ذلك، فهي ليست حلّاً سحريّاً، والدّعاية تعمل بشكلٍ جيّدٍ فقط إذا تم التّعامل معها بذكاءٍ. يجب أن تكون الشّركة النّاشئة مستعدّةً للتّنافس على اهتمام الإعلام لتحقيق أفضل النّتائج.
نبذة عن الكاتبة: كاترينا أنتونوفا، مؤسّسة ومديرة تنفيذيّة لشركة Aeris PR، هي مستشارة علاقاتٍ عامّةٍ عالميّة، تتمتّع بأكثر من عقدٍ من الخبرة. تتخصّص في مساعدة الشركات الناشئة من الإمارات ورابطة الدول المستقلّة وأوروبا في دخول السّوق الأمريكيّة، مع التّركيز على العلاقات العامّة وتعزيز الوعي بعلاماتهم التّجاريّة على المستوى الدّوليّ.