5 مهارات شخصية لتعزيز إنتاجيتك في العام الجديد
من التّفويض والتّواصل إلى إدارة الوقت وترتيب الأولويات، تعلّم كيف تحقّق أفضل استثمارٍ في ذاتك
إذا كُنتَ تسعى لتحسين إنتاجيّتك في العام الجديد، فركّز على تطوير مهاراتك الشّخصيّة، إذ أدركت من خلال خبرتي كاستشاريّةٍ إنتاجيّةٍ ومدرّبةٍ، أنّ العديد من العملاء يحتاجون إلى المساعدة في التّعرّف على هذه المهارات والعمل على تحسينها، حيث تسهم المهارات الشّخصيّة ليس فقط في تعزيز العلاقات المهنيّة، بل أيضاً في رفع مستوى إنتاجيّتك على المدى الطّويل. وإليك 5 مهاراتٍ إنتاجيّةٍ عليك تحسينها في العام الجديد:
1. التّفويض
لتصبح رائد أعمالٍ ناجحاً، عليك أن تتقنَ مهارة تفويض المهامّ للآخرين، إذ لا يعني تفويض المهامّ أنّك ضعيفٌ أو فاقدٌ للسّيطرة، بل يعبّر عن أنّك قائدٌ مسؤولٌ يتّخذ قراراتٍ مدروسةً لصالح عمله.
طوّر قدرتك على التّفويض عبر إسناد المهامّ الإداريّة والرّوتينيّة إلى مساعدك التّنفيذيّ أو الشّخص المناسب، فحدّد المهامّ أو المشاريع الّتي لم تجد الوقت أو الطّاقة الكافية للتّعامل معها خلال الأشهر الماضية، وانقلها إلى مدراء أكفّاء أو أعضاء فريقك. مثالٌ على ذلك: حدّد مجموعةً من المهامّ الّتي يُمكن إنجازها من قبل الآخرين، وفوّضها للأشخاص المناسبين لضمان توزيع العمل بشكلٍ أكثر كفاءةً.
2. تحديد الأولويّات
يعدّ تحديد الأولويّات من المهارات الشّخصيّة الّتي قد تجعل حتّى أكثر روّاد الأعمال التزاماً يتردّدون، إذ عليك أن تميّز بين ما هو عاجلٌ ومهمٌّ فعلاً في عملك الآن، وما يمكن تأجيله إلى وقتٍ لاحقٍ، فاسأل نفسك:
- ما المهامّ الّتي يجب إنجازها اليوم أو غداً بشكلٍ ضروريٍّ؟
- ما المهامّ الّتي يمكن تأجيلها ليومين أو أكثر؟
يتطلّب إتقان تحديد الأولويّات إدراك أنّ أهمّيّة المهامّ ودرجة إلحاحها تتغيّر باستمرارٍ على مدار اليوم أو الأسبوع أو الشّهر أو السّنة، فخصّص وقتاً يوميّاً في جدولك لتقييم المهامّ، وفكّر جيّداً في الرّوابط بين المهامّ، وعندما تُحدّد أولويّاتك، ابدأ في تنفيذها فوراً. على سبيل المثال، رتّب مجموعةً من المهامّ بناءً على مدى إلحاحها وأهمّيّتها، وابدأ بتنفيذ الأكثر أهمّيّةً وتأثيراً على تحقيق أهدافك.
3. التّواصل
تعدّ مهارة التّواصل من أهمّ المهارات الشّخصيّة. ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على إيصال الرّسالة فقط، إذ عليك أن تفكّر في الجوانب المتعدّدة للتّواصل، فاختر الطّريقة المناسبة للاتّصال بناءً على احتياجاتك ومحتوى الرّسالة. قد تفضّل الاجتماعات الشّخصيّة أو المكالمات الهاتفيّة أو مكالمات الفيديو أو الرّسائل النّصّيّة أو البريد الإلكترونيّ أو الرّسائل المباشرة أو حتّى البريد الصّوتيّ أو العاديّ.
وضّح نواياك وأسئلتك واهتماماتك بوضوحٍ عند اختيار طريقة الاتّصال، واسأل نفسك: هل المعلومات الّتي أقدّمها واضحةٌ وموجزةٌ وسهلة الفهم؟ طوّر مهاراتك عبر التّركيز على الاستماع الجيّد، وتوضيح أفكارك جيّداً، والتّفاعل مع الطّلبات بطريقةٍ مناسبةٍ وفي الوقت المحدّد.
4. التّفكير النّقديّ
يساعدك التّفكير النّقديّ على تحسين كفاءتك وفاعليّتك في العمل، فتخيّل أنّ مهامّك وواجباتك كأنّها قطع أحجيةٍ مترابطةٌ، وفكّر في تأثير أيّ إجراءٍ تتّخذه على عبء العمل الحاليّ ومستويات طاقتك. على سبيل المثال:
- هل تساعدك إضافة الاجتماعات إلى جدولك على إتمام أعمالٍ أخرى؟
- هل يساهم تفويض المهامّ الرّوتينيّة في توفير وقتك؟
- هل تؤثّر المكالمات غير الضّروريّة على تركيزك؟
- هل ينبغي أن تعمل على مهامٍّ غير عاجلةٍ اليوم، رغم وجود موعدٍ نهائيٍّ قريبٍ غداً؟
5. إدارة الوقت
لا تقتصر إدارة الوقت على مراقبة السّاعة، بل تشمل توقّع التّحدّيات المرتبطة بالجدولة والتّعامل معها عند ظهورها، إذ يمكن لإدارة الوقت الفعّالة أن تخفّف من التّهديدات المحتملة لجدولك، ولكن ذلك يعتمد على وعيك الكامل بما يحدث، فكُن واعياً ومدركاً لكيفيّة قضاء وقتك خلال اليوم، وركّز على الحاضر دون تشتيت ذهنك، وقيّم بصدقٍ إذا كانت الأنشطة الّتي تقوم بها تساهم في تحقيق أهدافك، فاسأل نفسك باستمرارٍ:
- كيف تقضي وقتك حالياً؟
- هل تساعدك جهودك على دفع عملك للأمام؟
- ما الحقائق أو الأوهام الّتي تخبر بها نفسك عن جدولك الزّمنيّ؟
في الختام، يتّضح أنّ تحقيق الإنتاجيّة العالية في العمل لا يعتمد فقط على الأدوات التّقنيّة أو التّخطيط الجيّد، بل يتطلّب تطوير مجموعةٍ من المهارات الشّخصيّة الّتي تـمكّنك من التّعامل بفعّاليّةٍ مع التّحدّيات اليوميّة، فعبر التّركيز على التّفويض، وتحديد الأولويّات، والتّواصل، والتّفكير النّقديّ، وإدارة الوقت، يمكنك بناء أساسٍ قويٍّ يضمن استمراريّة نجاحك المهنيّ والشّخصيّ، وتذكّر دائماً أنّ الإنتاجيّة ليست مجرّد هدفٍ، بل هي رحلةٌ مستمرّةٌ تحتاج إلى وعيٍ وإصرارٍ لتحقيق أفضل النّتائج.