6 استراتيجيات تمكنك من تركيز تفكيرك على القضايا الهامة
يفشل كثيرٌ من محترفي مجال الأعمال في تعديل طريقة تفكيرهم عندما يباشرون أدوارهم الجديدة، مما يتطلّب طريقةً تعيد التوازن إليهم
بقلم مارتن زويلنغ Martin Zwilling، مؤسس Startup Professionals ورئيسها التنفيذي
تغرقُ الشَّركات ومالِكوها الجدد في الحمل الزَّائد للمعلوماتِ الحاليَّة، إنَّ حجمَ البيانات التي يتمُّ إنشاؤها يشبهُ مكتبة الكونجرس الجديدة كلَّ 15 دقيقة، وهذا يخلق فجوةً كبيرةً بين البيانات والمعنى، ويجعل اتِّخاذ القرارات والإجراءات السَّريعة أكثر صعوبةً من أيٍّ وقتٍ مضى، نحن جميعاً بحاجةٍ إلى أن نأخذ المزيد من الوقت للتَّفكير. [1]
في المقابل؛ يبالغ بعضُ النَّاس في التَّفكير في الأمور إلى حدِّ التَّقاعس عن العملِ، والتَّصرُّف بدون تفكيرٍ والتَّفكير بدون عملٍ كلاهما مهلكٌ لأيّ شركةٍ مهما كان حجمها، ويتمثَّل التَّحدي في إيجاد التَّوازن الصّحيح، وعدم اتِّخاذ القرارات إلَّا بعد تفكيرٍ عميق وتأمّليٍّ.
في كتابه الكلاسيكي "فكّر: تسخير قوَّة التَّفكير التَّأمليّ في مؤسَّستك"، يتحدَّث دانييل باتريك فوريستر Daniel Patrick Forrester عن بعض قادةِ الأعمال النَّاجحين، مثل: بيل جيتس، الرَّئيس التَّنفيذي السَّابق لشركة مايكروسوفت، وكيف أنَّهم يفرضون وقتاً للتَّفكير في جدول أعمالهم من خلال التَّخلي عن المكتب والذَّهاب إلى مقصورةٍ في الغابة كلَّ بضعة أشهرٍ للقيام ببعض التَّفكير والتَّأمل، ويخصصُّ آخرون ببساطةٍ ساعةً كلَّ صباحٍ للتَّفكير الخاصِّ، على الرَّغم من جدول أعمالهم المزدحمِ.
شاهد أيضاً: يخبرك ستيف جوبز أن نجاحك الكلي قد يتعلق بهذه العادة القوية في التفكير
ما هي القضايا والأسئلة التي يفكِّر فيها هؤلاء القادة النَّاجحون داخل مؤسَّساتهم، وفيما يخصُّ سلوكهم؟ فيما يلي بعض المجالات الرَّئيسيَّة للتَّفكير التَّأمليّ، من وجهة نظري، بناءً على البحث الذي أجراه فوريستر.
1. فكِّر قبل أن تثبت سيطرتك
في حينَ لا يستطيعُ أيٌّ منّا إيقاف تدفُّق البيانات وصنع المحتوى الذي يحوم حولنا، يُمكننا التَّحكُّم في كيفيَّة تنظيم الأوقات الهامَّة التي تنشأ واستجاباتنا، إذ باعتبارنا قادة أعمالٍ، فإنَّ التَّحكُّم الذي نثبته في حلِّ المشكلات يحدّد الأسلوبَ الذي ستّتبعه المؤسِّسة بأكملها.
2. أعط الاهتمام الكامل بشكلٍ انتقائيٍّ للغاية
نحن الآن نعملُ في حالةٍ من الاهتمام الجزئيّ المستمرِّ بالقضايا المطروحة أمامنا، في حين أنَّه ليست كلُّ الأمور تتطلَّب تفكيراً عميقاً، إلَّا أنَّنا نجد أنَّ الأمورَ التي تتطلَّب ذلك تُعطى اهتماماً متساوياً مع تلك التي لا تتطلَّبه؛ لذلك يجبُ أن نتعلَّمَ كيف ندركَ العواقب المترتّبة على إعطاء اهتمامٍ جزئيٍّ فقط للمبادرات الكبرى.
3. حدِّد طرق التَّواصل بعناية
إذا كان البريد الإلكتروني أو الرَّسائل النَّصيَّة هي الطَّريقة الافتراضيَّة التي تتفاعل بها؛ فهذا يعني أنَّك قد أعلنت بالفعل عن موقعها في التَّسلسل الهرمي الخاصِّ بك، على الرَّغم من أنَّ التُّكنولوجيا تسمح بالسِّرعة والفوريَّة، إلَّا أنَّها لا تنقل عادةً طبيعة وتعاطف التَّفاعل وجهاً لوجه الذي يعدُّ أساسيَّاً للعديد من القضايا المهمَّة.
4. تعرَّف على القيمة المحدودة للحوارات القصيرة غير المترابطة
لقد تطوَّر حلُّ المشكلات بشتَّى الطُّرق إلى سلسلةٍ من الحوارات التي تتمُّ عبر عمليَّات الإرسال الرَّقميَّة مع تفاعلاتٍ قليلةٍ تتمُّ وجهاً لوجه، إنَّ الفشلَ في التَّفكير بعمقٍ في الأحداث التي تستشرفُ المستقبلَ وفي الأفكار الكبيرة سيكون له ثمنهُ.
5. احجز وقتاً لتكوين أفكارك
ومع الارتباط بالتُّكنولوجيا الذي يحدث لنا طوال اليوم، فمن الواضح أنَّنا نتعاملُ مع الوقتِ في أفكارنا كأولويَّةٍ منخفضة المستوى، حتَّى لو لم تتمكَّن من حجز أسبوعٍ تكون فيه بعيداً للتَّفكير؛ فليس من الصَّعب حجز اجتماعٍ مع نفسكَ، عندما يكون ليس بإمكانكَ الولوج إلى أيِّ مكانٍ سوى أفكاركَ.
6. فكِّر جيداً قبل تسليم الرسائل
عندما يطالبكَ النَّاس بشيءٍ فوريٍّ أو عاجلٍ، هل تفكِّر في كيفيَّة استقبال الأشخاص على الطَّرف الآخر لرسالتكَ، قبل أن تكتبَها في عجالةٍ؟ في بعض الأحيان، تكون هناك حاجةٌ إلى تكرار الصِّياغة والتَّحرير عدَّة مرَّاتٍ عندما تفكِّر في التَّداعيات، هل الرّسالة الإلكترونيَّة هي الحلُّ المناسب؟
وقت التَّفكير والتَّأمل لا يحدثُ فقط عندما نكون بمفردنا، سوف يشاركُ محترفو الأعمال حتماً في الخطاب والحوار من خلال الاجتماعات، أنت بحاجةٍ إلى ضمانٍ حديثٍ فعَّال في الاجتماعات (التَّفكير بصوتٍ عالٍ) من خلال التَّأكد من عدم وجود عواقب سلبيَّة على المعارضة والنِّقاش، وإلَّا فإنَّ الأشخاصَ المهمِّين سوف ينظرون إلى الاجتماعات على أنَّها مضيعةٌ للوقت.
شاهد أيضاً: نمطان من التفكير يُحددان قوة إرادتك: أيّهما ينطبق عليك؟
في حين تتيحُ لك التُّكنولوجيا والإنترنت التَّصرف والرَّدَّ بسرعةٍ أكبر من أيٍّ وقتٍ مضى، فإنَّك تحتاج أكثر من أيٍّ وقتٍ مضى إلى التَّفكير في القرارات قبل اتِّخاذها، بالإضافة إلى حلِّ المشكلات بالطَّريقة الصَّحيحة، تأكَّد من أنَّك تحلَّ المشكلات الصَّحيحة.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.