6 حيل نمو بسيطة للشركات الناشئة
إنّ بناء عمل جديد مسألة صعبة ومُتطلِّبة، لذلك إليك هذه النصائح السّتّة لمساعدة شركتك الناشئة على النجاح دون الحاجة إلى استثمار ضخم.
كما يعلمُ العديدُ من قرّائي، فأنا عادةً أكتبُ عن الاستراتيجيّةِ، والابتكارِ، والقيادةِ. لكنّي كثيراً ما قد سُئلت مؤخّراً كيف ساعدتُ في تأسيسِ Praxie.com كموقعٍ مقصدٍ لمئاتٍ من أدواتٍ وقوالبٍ رقميّةٍ باعتمادِ استراتيجيّاتِ تعزيزِ النّموّ. ذاك لأنّه من الصّعبِ بصورةٍ لا تصدّق الخوضَ في التحدّياتِ، وخلقَ علامةٍ تجاريّةٍ جديدةٍ، والحضورَ بموقعٍ إلكترونيٍّ، ونموذجِ عملٍ في عالمٍ متزايدِ التّنافسِ والاكتظاظِ. [1]
لذا، إليكَ هنا ما عملناه لبناءِ اسمٍ تجاريٍّ جديدٍ، وقيادةِ عشراتِ الآلافِ من المستثمرين إلى موقعنا كلّ شهرٍ، وكلّ ذلك بمعزلٍ عن أيّ استثمارٍ تسويقيٍّ جدّيٍّ؛ لا تستغرب! إذ بمقدورِ أيّ امرئٍ ذي تركيزٍ، ومنهجيّةٍ، واستعدادٍ لبذلِ الوقتِ أن يفعلها.
1. أنشئ محتوى اختصاصيّاً
المحتوى هو الملكُ، إذ بإمكانكَ صُنعه بنفسكَ أو توفير منصّةٍ تحفّزُ المستخدمين على المساهمةِ بالمحتوى كجزءٍ من نموذجِ عملكَ. حيث يدفعُ المحتوى بالاسمِ التّجاريّ، ويشجّعُ انخراطَ الزّبائنِ، إضافةً لهذا، تعمدُ Google ومحرّكات البحثِ الأخرى إلى فهرسةِ وتفضيلِ الصّفحاتِ ذات المحتوى القويّ؛ أي أنّ مجموعةَ صفحاتِ ويبٍ محدّدة لديك بمحتوىً جديرٍ بالملاحظةِ، ستحظى بدفعةٍ في تصنيفاتِ تحسينِ محرّكات البحثِ، وستشهدُ زيادةً في حركةِ الزّوّارِ مع الوقتِ. كما يأتي المحتوى في عدّةِ هيئات: مقالات، ومنشورات مدوّنة، ومقالات قوائم، وأوراق بيضاء، وقوالب، وفيديوهات.
2. انشر المحتوى لتنمي روابط خلفية
إنّ الرّوابطَ الخلفيّةَ هي شريانُ الحياةِ لتحسينِ محرّكاتِ البحثِ. إذ كلّما ازدادَ الرّبط الخلفيّ لموقعكَ (أو الصّفحاتِ الفرعيّةِ من موقعك) من المواقعِ حسنةِ السّمعةِ، ارتقت المرتبةُ الّتي ستُصنَّفُ فيها ضمنَ محرّكاتِ البحثِ. وكلّما ارتفعَ ترتيبكَ، تلقّيتَ زوّاراً طبيعيّين أكثر. أيّاً يكنْ ما تفعلهُ أو تقدّمه كجزءٍ من عملكَ، ضع نفسكَ مرتبةَ الخبيرِ، وكن منبعَ المعرفة والرّؤية للصّحافةِ، أجرِ مقابلاتِ بودكاست، واكتب مقالاتٍ لمواقعَ أخرى أو افعل أيّ شيءٍ آخر يحشرُ اسمك (ورابطك الخلفيّ) هنالك خارجاً على الشّبكةِ؛ هذه الاستراتيجيّةُ كذلك تبني اسمكَ التّجاريّ.
شاهد أيضاً: قليل من نجاح شركة ناشئة قد يكون معضلة جمّة
3. كن نجم فيديو
ليس المحتوى بالكلمةِ المكتوبةِ اليوم فحسب؛ فها هو YouTube محرّكُ البحثِ الثّاني عالميّاً، تماماً خلفَ Google. إذ يسلّطُ محتوى الفيديو الضّوءَ على خبرتكَ خاضعاً للمشاركةِ جالباً الزّوّارَ إلى موقعك، ممّا قد يؤولُ إلى تسجيلاتٍ في نشرةٍ بريديّةٍ، واشتراكاتٍ، وعمليّاتِ شراءٍ لمنتَجٍ. ولكن احرص على تضمينِ عباراتٍ مفتاحيّةٍ في العناوينِ، والأوصافِ لفيديوهاتك. ضمّن أيضاً إشارةً في نهايةِ الفيديو حيث يُمكن للمشاهدِ أن يتعرّفَ أكثر (على موقعك، مثلاً). وأعد استغلالَ فيديوهاتك على وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، وضمّن فيديوهاتٍ على موقعكَ لتزيدَ تدعيمَ خبرتكَ في المحتوى.
4. ابنِ صلاتٍ بالبريد الإلكتروني
في حين أنّ كلَّ صندوقِ بريدٍ إلكترونيٍّ واردٍ تقريباً مُتخَمٌ بالرّسائلِ المُهمَلةِ هذه الأيّام، فعندما يمنحكَ أحدهم عنوانَ بريدهِ الإلكترونيّ، فهو في الجوهرِ يُعطيك الإذنَ (قبولُ الانضمامِ) للاتّصالِ معه. وفي الوقتِ الذي ينسحبُ فيه المبدأ عينهُ على وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، يبقى البريدُ الإلكترونيّ أُنموذجاً فريداً ذا لمسلة أكثرَ تفاعلاً لبناءِ الاتّصالِ. وبالمقارنةِ مع وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ، فإنّ البريدَ الإلكترونيّ أشبهُ بتعليقِ نشرةٍ على البابِ الأماميّ لأحدهم في مقابل أملٍ بأن يشاهدَ أخرى قد أُلصِقَت على عمودِ الهاتفِ في الزّاويةِ بينما هو مارٌّ إزاءها. لذا، عليكَ بإنشاءِ سُبُلٍ مُيَسَّرَةٍ للنّاسِ للتّسجيلِ في النّشراتِ البريديّةِ، وقد يكون ما يلي مفيداً:
- أقم صلاتٍ مع الآخرين على LinkedIn، حيث تحوي معظمُ ملفّاتِ المستخدمين على عناوينَ بريدٍ إلكترونيّ.
- وركّز على بناءِ قائمةٍ، وتوفيرِ اتّصالاتٍ عاليةِ القيمةِ، تستخدمُ المحتوى الأكثرَ خبرةً للاتّصالِ مع جمهوركَ في مقابلِ مجرّدِ محاولةِ بيعهم منتجَك.
- وبمقدورك الشّروعُ في ذلك بواسطةِ العديدِ من الأدواتِ المجّانيّةِ أو الرّخيصةِ، مثل: Mailchimp وConstant Contact.
شاهد أيضاً: كيف يمكن للتفكير كمؤسس شركةٍ ناشئةٍ أن يُحسِّنَ زواجك
5. قس كل شيء مستعملاً لوحات المعلومات
إنّ الطّريقةَ الوحيدةَ لتقييمِ التّقدّمِ هي قياسهُ؛ لذلك استخدم Google Analytics لتتبّعِ مؤشّراتك الأكثرَ أهميّةً، مثل: تعدادُ الزّوّارِ، وصفحاتُ الهبوطِ، ونسبُ التّحويلِ لنشراتكَ البريديّةِ، وعملياتُ الشّراءِ، والمزيدُ. كما يُمكن أن تستعملَ أدواتٍ مجانيّةٍ كتلكَ المقدّمةِ من قبل Moz وSimilarweb لتقييمِ ما لديك مرجعيّاً في مواجهةِ المنافسةِ. بعد ذلك اربطْ مقاييسَ وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيّ والإعلاناتِ إلى لوحةِ معلوماتٍ، تقدّمُ صورةً متكاملةً عن سيرِ العملِ. لكن، لا تقضي كثيراً من الوقتِ جامعاً للبياناتِ رُقَعاً على غير هدايةٍ. أبقِ الأمرَ بسيطاً بحيث يمكن لك الحصولَ على قراءةٍ فاحصةٍ على مجرى عملك في حين تستغرقُ جلّ وقتك في فعلِ الأشياءِ التّي تُنمّي عملك.
6. اختبر، وعاود الاختبار، واختبر مجدّداً
قدّمت Google مؤخّراً أداةً رائعةً اسمها Optimize. إذ تسمحُ لك Optimize بالإجراءِ السّريعِ للاختباراتِ على موقعكَ أو صفحاتِ ويب فرادى من خلالِ إنشاءِ فحوصاتِ A/B ، تعرضُ عناوينَ صفحاتٍ مختلفةٍ، وأسعار منتَجٍ، وألوانِ أزرارٍ، وما إلى ذلك، بإمكانك اقتباسُ تصوّرٍ حيال ما تعملهُ هذه الأداةُ وما خلافُ ذلك استناداً إلى ما تحاولُ تحقيقه.
كما من الضّروري أن تراقبَ أيّاً من بياناتِ تموضعِ السّوقِ أفضت إلى عُظمى تسجيلاتِ النّشرةِ البريديّةِ، أو أيّ نموذجٍ سعريّ أعطى أضخمَ الرّبحِ. مع العلمِ ينبغي أن يكون إجراءُ الاختباراتِ نشاطاً مستمرّاً، ومعنى ذلك بالأساسِ أنّك تقتبسُ الصّيغةَ الرّابحةَ من اختبارِ A/B، تجريه ومن ثمّ تنظّمُ اختبارَ A/B آخر مستخدماً ذاك كنقطةِ تأسيسٍ. وأخيراً لا بدَّ أن تصلَ اختباراتك تلك مع تحليلاتِ البياناتِ خاصّتك؛ لتتقصّى ما الذي يعملُ لديك (وما لا يعمل) بمرورِ الوقتِ.
ليس بحوزةِ معظمِ الشّركاتِ النّاشئةِ الصّغيرةِ تمويلٌ كبيرٌ، ممّا يجعل من حيلِ النّموّ ذات أهميّةٍ طائلةٍ. بناءً على ذلك، عليك بقليلٍ من الكدِّ والجدِّ، مقرونين باستراتيجيّاتٍ حاذقةٍ لاستقطابِ الزّبونِ؛ لتشييدِ لبنةِ الانتشارِ في السّوقِ، ولربّما تضطرُّ لمنحِ الأمرِ قليلاً من الوقتِ قبل أن يسفرَ عن نتائج، لكنّ ذلك هو المطلوبُ أيضاً لخلقِ عملٍ مترسّخٍ.