6 خطوات بسيطة لتطوير استراتيجيتك عبر وسائل التواصل الاجتماعي
إذا كانت وسائل التواصل مجرد وسيلة للتفاعل بالنسبة لشركتك، فأنت تخسر نصف المعركة. حان الوقت لتتعلّم كيف تجعلها سلاحاً سريّاً لنمو شركتك والسيّطرة على منافسيك!
تعدُّ وسائل التواصل الاجتماعيّ اليوم من أهمّ الأدوات التي يمكنُ استخدامها لبناء وتنمية الأعمال التجاريَّة، سواءً كانت ناشئةً أو صغيرةً. ومع تزايد استخدام العملاء والمنافسين لهذه المنصات، من الضروريّ للشركات أن تطوِّر استراتيجياتِها في التعامل معها. لا يكفي فقط أن تختار الشّركة منصةً واحدةً مثل "فيسبوك" (Facebook) أو "تيك توك" (TikTok) أو "إنستغرام" (Instagram)، بل عليها تحديد المنصة المناسبة لأهدافِها واستراتيجيتِها التسويقيَّة.
6 خطوات أساسيَّةٌ لبناء استراتيجيَّة تواصلٍ اجتماعيٍّ فعَّالةٍ
لاختيار أفضل منصّةٍ للشّركة، يجب مراعاة عدَّة عواملٍ. يُقدِّمُ مارتن زويلينج، المؤسِّسُ والرئيسُ التنفيذيُّ لشركة "ستارتاب بروفيشنالز" (Startup Professionals)، في مقالته، ستة عناصر أساسيَّةٌ لبناء استراتيجيَّة تواصلٍ اجتماعيٍّ فعَّالةٍ للشركات. وهي كالتالي:
إدارة السّمعة
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعيّ اليوم مرآةً تعكس سمعة الشّركات. على سبيل المثال، يضمّ فيسبوك وحده أكثر من 3 مليارات مستخدمٍ نشطٍ شهريّاً، ويمكنك استغلال هذا العدد الهائل من المستخدمين للتّرويج لشركتك بطريقةٍ أو بأخرى. لكن، من الضروريِّ متابعة ما يتمُّ تداوله عن الشّركة على المنصّات المختلفة مثل "تويتر" (Twitter)، "لينكد إن" (LinkedIn) وغيرها، وذلك لحماية العلامة التجاريَّة وتعزيزها. فالمبادرة الاستباقيُّة هنا تعني بناء سمعةٍ قويَّةٍ قبل ظهور أيّ انتقاداتٍ سلبيّةٍ.
بناء العلامة التّجاريَّة
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعيّ وسيلةً منخفضة التّكلفة لتعزيز الوعي بالعلامة التّجاريَّة وزيادةِ الظهور في السّوق. من خلال التّدوين والنّشر المنتظم، يمكن للشّركة أن تصبح مصدراً موثوقاً للمعلومات في مجالِها. عندما يثق الجمهور بصوت الشّركة، ويعتبرُها خبيراً في مجالِها، تصبح هي الوجهة الأولى التي يلجأُ إليها العملاء.
زيادة عدد العملاء المحتملين
تشير الإحصاءات إلى أنَّ أكثر من 60% من سكان العالم يستخدمون وسائل التّواصل الاجتماعي، وحوالي 30% منهم يطّلعون على الملفات الشّخصيَّة للشركات قبل اتّخاذ قرار الشّراء. وحوالي 70% من هؤلاء العملاء يُفضِّلون عدم التّعامل مع الشّركات التي لا تتواجد على وسائل التّواصل. هذا يعني أنَّ التواجد القويَّ على وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيِّ ليس مجرّد خيارٍ، بل ضرورةً.
زيادة معدّل الاحتفاظ بالعملاء
يعدّ الاحتفاظ بالعملاء الحاليِّين من أولويَّات الشّركات، حيث يُعتَبر جذب عملاءٍ جددٍ أكثر تكلفةً من الحفاظ على العملاء الموجودين. من خلال تقديم عروضٍ مخصَّصةٍ والتّواصل المستمرّ مع العملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، يمكن للشّركات تعزيز الولاء لدى عملائِها وزيادة معدل الاحتفاظ بهم.
خدمة العملاء الاستباقيَّة
عوضاً عن الانتظار، حتى يتّصل العملاء بالشّركة لحلّ مشكلاتِهم، يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ لتقديم خدمة عملاءٍ استباقيَّةٍ. يمكن للشّركات مراقبة ما يقوله العملاء والمستهلكون عن منتجاتِها وخدماتِها على المنصّات المختلفة، والتّدخل لحلّ المشكلات قبل تفاقمِها. تسهم هذه الطريقة في تحسين الصّورة العامّة للشّركة وتعزيز رضا العملاء.
مواكبة المنافسة
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أكبر قنوات الإعلان الرقميّ اليوم. حيث حقّق فيسبوك وحده إيراداتٍ إعلانيَّةً تجاوزت 130 مليار دولاراً في العام الماضي. تجاهل ما يفعله المنافسون على هذه المنصّات قد يكون مُكلفاً للشّركات الّتي ترغب في البقاء في السّوق. مراقبة تحركات المنافسين واستراتيجياتِهم على وسائل التّواصل قد تساعدُ في تحديد الفرص الجديدة وتحسين الأداء التّسويقيّ للشركة.
اختيار المنصّة المناسبة
بالنّسبة للشّركات الصّغيرة، تُعدُّ منصاتٌ مثل لينكد إن وفيسبوك وإنستقرام من أهمِّ القنوات التي يمكن البدءُ بها. وفقاً لدراسةٍ حديثةٍ، أظهر لينكد إن تفوقاً بين الشّركات الصغيرة بنسبة 58% من المستخدمين، يليه فيسبوك بنسبةِ 18%، ثم إنستغرام بنسبةِ 12%.
لكن لا يكفي الاعتماد فقط على منصّات التواصل الاجتماعيّ التقليديَّة. من المهمِّ تجربة المنصّات الجديدة وتحديد مدى ملاءمتِها للسوق المستهدف. يمكن البدء بتجربة منصّاتٍ جديدةٍ لفترةٍ تجريبيَّةٍ مدتها 30 يوماً، ومراقبة النّتائج. إذا كانت النّتائج إيجابيَّةً، يمكن تعزيز الجهود وتقديم المزيد من المحتوى. وإذا لم تكن النّتائجُ مُرضية، يمكن تجربة منصاتٍ أخرى.
التّوازن في الاستراتيجيَّة التسويقيَّة
لا توجد منصةٌ سحريَّةٌ تصلح لجميع الشّركات، كما أنَّه لا توجد قناةٌ تسويقيَّةٌ واحدةٌ يمكنُ الاعتماد عليها بشكلٍ كاملٍ. لتحقيق نجاحٍ مستدامٍ، يجب على الشّركات استخدام استراتيجياتٍ تسويقيَّةٍ متنوعة، تجمع بين وسائل الإعلام التقليديَّة مثل الإعلانات المطبوعة والمرئيَّة، وجهود التواصل الاجتماعيّ الحديثة. على الشّركات أن تتجنب الاعتماد الكامل على قناةٍ واحدةٍ، وتحرص على توزيع جهودِها بينَ قنواتٍ متعددةٍ لتحقيق أفضل النّتائج.