6 فروقات رئيسية بين النمو والتنمية المستدامة
مفهومان مترابطان، كل منهما له مساره الخاص في تطوير البشرية.
يرتبط مفهوما النمو والتنمية المستدامة مع بعضهما البعض، إلا أن هناك اختلافاً واضحاً فيما بينهم، فالنّمو جزء من التّنمية، إضافةً لكونه يتوقّف في مرحلة معيّنة، بخلاف الاستدامة، التّي تعني الاستمراريّة.
النمو
يعرّف النمو بأنه التّغيير في الجوانب الماديّة، كما أنّه يتوقّف عند مرحلة تحقيق الاكتفاء منه، وله عدّة أنواع، أبرزها النمو الاقتصادي والنمو البشري.
النمو الاقتصادي
يعبّر النمو الاقتصادي عن الزّيادة في النّاتج القوميّ للبلدان، والذّي يأتي غالباً من المشاريع الاقتصاديّة وتطوير الموارد المحليّة، كما يمكن أن يعبّر عن زيادة قيمة مختلف أنواع السّلع التّي تقدّمها القطاعات الصّناعية والزراعيّة.
وبالإمكان قياس النمو الاقتصادي من خلال زيادة النّاتج المحليّ الكلّي للبلدان؛ طبعاً في حال كان هناك زيادة في النّاتج القوميّ، فهذا يعني زيادة في النمو، وفي حال كان النًاتج صغيراً، تُصنّف الدّولة على أنّها من الدّول النّامية.
النمو البشري
يرتبط مفهوم النمو البشري بكافة التّغييرات البيولوجيّة التّي يمرّ بها جسد الإنسان، مثل نمو جسده بشكل صحيٍّ وطبيعيٍّ خلال مراحل طفولته الأولى، حين يحصل على كافّة العناصر الغذائيّة، وهذا يختلف عن النمو السكاني، الذي يعني الزيادة في عدد السّكان.
باختصار بالإمكان القول إن مفهوم النمو يعني الزّيادة في الكميّة مع الزّمن، وكما أسلفنا ينتهي بعد تحقيق الاكتفاء منه، كأن تصل البلدان لأعلى ناتج قوميٍّ ممكن من خلال مواردها، أو أن ينتهي نمو الجسد مع الوصول إلى مرحلة الشباب.
التنمية المستدامة
بخلاف النمو الذّي ينتهي في زمن محدد، فإن التنمية المستدامة تعني استمرار تطوير وتحديث وتحسين المفردات من حولنا، والعمل على الحفاظ على كل الموارد المتاحة حالياً لتكون متاحة للأجيال القادمة، كما أنّها تعمل أساساً على تحقيق النمو الاجتماعيّ والنّفسيّ لأفراد المجتمع.
الفكرة الأساسية الأخرى، أن التنمية البشرية تعمل على توفير الرّفاهية للسّكان من خلال تحقيق النمو الاقتصادي عبر تحسين مستوى المعيشة، وهي مثل النمو بالإمكان قياسها، إنما بأدوات مختلفة، مثل: الإحصاءات، والبيانات التي تخبرنا عن معدلات التّعليم، وكل ما يؤثر في الإنتاجيّة.
وتعتبر التنمية المستدامة مصطلحاً اقتصاديّاً اجتماعيّاً، تهدف بشكل أساسيّ إلى تحسين الظّروف المعيشيّة للمجتمعات، والعمل على تطوير الإنتاج ووسائله، مع الحرص على إدارة الموارد بطريقة لا تؤدي إلى استنزافها مستقبلاً، وحرمان الأجيال القادمة منها.
ما الفرق بين النمو وبين التنمية المستدامة؟
رغم الارتباط الوثيق بين المفهومين، إلا أن هناك ستة فروقات أساسيّة لا يمكن تجاهلها، والتي تكمن فيما يلي:
- يؤدّي النمو إلى تغيير في الشّكل، بينما تعبر التنمية المستدامة عن التغيير الهيكلي، والتّقدم الوظيفيّ.
- يعتبر النمو تغييراً في جوانب الأفراد والمجتمعات الماديّة، بينما تعتبر التّنمية المستدامة عبارة عن تغييرات تدريجية مستدامة سواء للفرد أم للمجتمع ككل.
- بخلاف النمو الذي لا بدّ أنه سيتوقف في مرحلة معيّنة بعد تحقيق الاكتفاء منه، فإن التّنمية المُستدامة عمليّة مستمرّة في جوهرها.
- لا يمكن قياس التّنمية بدقّة على الأقل حتى الآن، بينما يمكن قياس النمو بطريقة دقيقة عبر الاعتماد على الإحصاءات والبيانات.
- يمتلك النمو أنواعاً كميّة ونوعيّة، لكن لا أنواع شاملة للتنمية المستدامة التّي تشمل كل شيء موجود في حياتنا.
- من الممكن حدوث التنمية المستدامة بدون نمو، كذلك حدوث النمو بدون التنمية المستدامة، لكن بالعديد من الظّروف، يتطلب النمو التنمية، ليصل إلى الهدف المنشود منه.
باختصار، فإن مفهومي التنمية المستدامة والنمو، يعتبران حاسمين لجهة الوصول إلى مجتمع عادل، فالاستدامة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعيّة والرّفاه وحماية البيئة، وبدوره يهدف النمو إلى إلغاء التّمييز وإحلال مبدأ المساواة بين الجميع، والقضاء على الفقر، وخلق فرص العمل الجيدة لكل أفراد المجتمع، وهو مثل التّنمية مرتبط بسياسات وممارسات البلدان، سواء الاقتصاديّة أو السّياسية.