7 دوافع مقنعة لرفض الترقية الوظيفية دون الشعور بالذنب
استراتيجيات لتقييم العروض الوظيفية بناءً على التأثير المادي والنفسي، وكيفية التعامل مع هذه العروض دون التأثير سلباً على مستقبلك المهني
رفض الترقية في عملك ليس من الأمور الشَّائعة، فمن الطَّبيعيّ أن يسعى الجميع للتَّطور الوظيفيّ، ولكنَّ هذا الرَّفض في الوقت ذاته قد يكون أمراً شديد الضَّرورة سواءً لحياتك الشَّخصيَّة أو العمليَّة والمهنيَّة أيضاً، فكيف تُحدِّد ما إذا كان عليك قبول التَّرقيَّة والفرح بها أو رفضها تماماً دون ندمٍ؟ والأهمُّ من ذلك كيف تقوم بهذا دون أن تخسرَ وظيفتك الحاليَّة في الأساس، وهذا لأنّ رفض الترقية قد لا يكون مقبولاً من المشرفين عليك أو قد يتسبّب في تغيير موقعك الحالي الذي تحرص عليه؛ لذا سنتعرف معاً على أهمّ الأسباب التي تجعلكَ ترفض الترقية دون ندمٍ أو تردّدٍ.
عدم الرغبة في تحمُّل مسؤولية عمل فريق متكامل
أن تكون مسؤولاً فقط عن عملكَ وتقسيم وقتكَ والتَّغلُّب على ظروفك الشَّخصيَّة للحاق بالمواعيد النِّهائيَّة وإظهار مهاراتك شيء، وأن تضطرَّ لمراقبة عمل كلّ شخصٍ وتقسيم المهام وتحمُّل التَّأخير ومراعاة الظُّروف الشَّخصيَّة لكلّ فردٍ وطبيعته وطريقة التَّحفيز والعقاب شيءٌ آخر تماماً، ففي الواقع يجد الكثيرون صعوبةً في السَّيطرة على فريقٍ من عدَّة أشخاصٍ، وكلَّما كانت المسؤوليَّة كبيرةً، كان العائق أكبر خصوصاً أنَّ أيَّ خطأٍ لأيّ فردٍ هو مسؤوليَّتك مباشرةً؛ لذا إذا لم تكن قادراً على إدارة الموظَّفين ولديك مهاراتُ تواصلٍ جيدةٍ بحيث تدرك نقاطَ قوَّةِ وضعفِ كلِّ فردٍ في الفريق وتوظُّفها لصالحك، فهنا يكون من الملائم للغاية رفض الترقية.
أن تأتي الترقية بالمزيد من ساعات العمل الإضافيَّة
في الكثير من الأحيان تأتي الترقية بساعاتِ عملٍ إضافيَّةٍ، والتي قد تكون بأكملها داخل المكتب أو تكون عبارةً عن مهام خارجيَّةٍ واتصالاتٍ هاتفيَّةٍ أو كتابة تقاريرٍ أو تلقِّي استفساراتٍ وشكاوى طوال الوقت. وهذا يتعارض مع الحفاظ على توازن بين العمل والحياة الشخصية، وهو أمرٌ بالغ الأهميّة للجميع، خاصّةً لمن لديهم أطفال أو يعتنون بوالديهم، أو لديهم التزامات شخصيّة أخرى. ولكن سواءً كان لديك أسرةٌ وأبناءٌ أم لا فلا يجب أن تدور حياة أيّ شخصٍ حول عمله فقط.
ولكن في بعض الأحيان قد تكون ساعات العمل الإضافيَّة في البداية فقط حتَّى تضع القواعد التي يسير عليها الجميع أو تعتاد على طبيعة المهام، فتكون الأمور أكثر سهولةً؛ لذا لا ترفض لمجرّد هذا السَّبب قبل التَّأكُّد من طبيعة العمل والسَّاعات المطلوبة لإنجازه. [1]
شاهد أيضاً: كيف تقول لا لمديرك دون التأثير سلباً على علاقتكما الوظيفية؟
تكره الأعمال الإدارية وتحبُّ الجانب العملي
وهو من الأسباب الشَّائعة للغاية لرفض الترقية، فغالباً ما تأتي بالمزيد من التَّقارير والاجتماعات وتلقِّي الاستفسارات وإلقاء الأوامر دون أن تعملَ بيديك في مهنتك كما تحبُّ، ولكن قبل الرَّفض لهذا السَّبب تأكَّد فقط من قدرتك على البقاء في منصبك الحاليّ لأجلٍ غير مسمَّى أو حين تُقرِّر أنَّك مستعدٌّ للانتقال للخطوة التَّالية، فمن المتاح في بعض الوظائف أن تظلَّ في مكانك وتجيد مهامك مهما تقدَّم بك العُمر، ولكنَّه قد لا يكون مقبولاً أو متاحاً في وظائف أُخرى.
ليس هناك حافزٌ ماديٌّ كافياً
في حين يرغب الكثيرون في التَّرقية لزيادة الدَّخل أو أن يكون الرَّاتب ثابتاً أكثر، إلَّا أنَّه في بعض الأحيان لا تكون الزيادة الماديَّة تستحقُّ العناء الإضافيّ أو تكون مصحوبةً بتنقُّلاتٍ أكبر ومصاريفَ أكثر وتشتُّتٍ للأسرة، وبالتَّالي لا تترك شيئاً إلَّا الإرهاق الذَّهنيَّ والبدنيَّ الإضافيَّ دون تعويضٍ نفسيٍّ وماديٍّ حقيقيٍّ سواءً على مستوى العمل أو على مستوى الحياة الشَّخصيَّة، وهنا عند الرَّفض لهذا السَّبب عليك التَّأكُّد أنَّ هذا لن يُفقدك وظيفتك الحاليَّة في الأساس أو أنَّها ليست البديل الوحيد لها أو أنَّ ليس هناك دمجٌ في الشَّركة وتخلّي عن بعض الوظائف حتَّى لا تخسر كلَّ شيءٍ. [2]
ستخسر وظيفتك الأخرى بسبب الترقية
عندما تتمتَّع في وظيفتك الحاليَّة بساعات عملٍ مرنةٍ تتيح لك الالتحاق بوظيفةٍ أُخرى أو إطلاق مشروعك الخاصِّ قد يكون من الصَّعب للغاية قبول الترقية إذا كانت ستفرض عليك الالتزام بمواعيد محدّدة أو تلتهم أيَّ وقتٍ إضافيٍّ لوظيفتك الأُخرى، ومع اضطراب سوق العمل الشَّديد وإمكانيَّة التَّخلُّص من الموظَّفين مهما كانت كفاءتهم، فإنَّ وجود بديلٍ آخر للدَّخل ضروريٌّ للغاية؛ لذا إذا كانت الترقية لن تضمن لك الأمان الوظيفيَّ وتجعلك تتخلَّى عن أحلامٍ أُخرى فمن الشَّائع رفضها في هذا الوقت.
ستؤثّر على فرصك المستقبلية
في حين أنَّ الترقية عموماً تعني أنَّك من الأكفأ والأكثر مهارةً، إلَّا أنَّها في بعض الشَّركات قد تكون مرهونةً بعقد احتكارٍ لعدَّة سنواتٍ أو شروطٍ جزائيَّةٍ كبيرةٍ عند المغادرة أو قد تفرض عليك التَّعرُّض للمراقبة طوال الوقت أو المزيد من القيود، ممَّا يؤثّر على قبولك لأيّ فرصٍ مستقبليَّةٍ أفضل تُعرض عليك. [3]
لا تشعر أنك تستحق الترقية
وهذا السَّبب إذا كان هو الدَّافع بالفعل فعليك التَّفكير في الأمر جيّداً ولفترةٍ طويلةٍ، فصحيح أنَّه من الجيد للغاية أن يشعرَ المشرفون عليك بالثّقة في قدراتك لمنحك ترقيةً، لكن من الضَّروري أن تشعرَ أنت نفسك بهذا الاستحقاق وأنَّ لديك المهارات والخبرة اللَّازمة لممارسة المهام الجديدة بكفاءةٍ، ولكن تأكَّد فقط من قدراتك الحقيقيَّة في البداية وقبل الرَّفض لهذا السَّبب، وإذا كانت هناك فرصةٌ للتَّجربة والتَّدريب على الوظيفة الجديدة فلا تتردَّد في قبولها، ففي الكثير من الأحيان قد لا ندرك قدراتنا ومهاراتنا حتَّى يُشير لها آخرون.
شاهد أيضاً: برنامج الظل الوظيفي: أن ترتدي حذاء من سبقوك قبل الالتزام الكامل
كيف ترفض الترقية بطريقة مهذبة؟
مهما كان سبب رفضك للترقية وإذا كنت متأكِّداً تماماً أنَّ هذا هو القرار الصَّحيح والملائم لك، وبعد تفكيرٍ جيدٍ للغاية، فلا بدَّ أن تتّبعَ أقصى درجاتِ اللَّياقة والتَّهذيب في الرَّفض، وسيكون الأمر سهلاً إذا كانت الترقية تشمل الانتقال لمكانٍ آخر لست مستعدَّاً له أو يتعارض مع خططك الشَّخصيَّة، ولكن إذا كان يتعلَّق بمسؤوليَّاتٍ إضافيةٍ دون حافزٍ ماديٍّ قويٍّ، فلا داعي لذكر هذا السَّبب والتزم برواية أنَّك تشعر براحةٍ أكبر عندما تكون مسؤولاً عن عملك فقط مع عرض المساعدة على الفريق وعلى المدير كلَّما سنحت لك الفرصة، مع إظهار التَّقدير الكبير والامتنان لعرض الترقية وأنَّك ملتزم تماماً تجاه تحقيق أهداف الفريق. [4]
وفي كلِّ الأحوال لا ترفض الترقية قبل أن تدرك تماماً طبيعة الوظيفة الجديدة والآثار المترتبة على الرَّفض، مع تقييمٍ كاملٍ للمنصب كما تفعل مع أيّ وظيفةٍ جديدةٍ، والتَّفكير في مدى ملاءمتها لحياتك وخططك المستقبليَّة.