الرئيسية الريادة 7 استراتيجيات للقيادة الفعالة خلال الركود الاقتصادي

7 استراتيجيات للقيادة الفعالة خلال الركود الاقتصادي

النّموّ وسط العواصف الاقتصاديّة ليس مستحيلاً، بل فرصة لإعادة الهيكلة وتعزيز الكفاءة واستثمار الفرص غير المستغلًّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تريسي مارلو، عضوٌ في منظّمة روّاد الأعمال (EO) بمدينة ساكرامنتو في كاليفورنيا، والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "كرييتف نوغن" (Creative Noggin) المتخصّصة في العلامات التّجاريّة والتّسويق والاتّصالات، تشتهر شركتها بحصولها على جوائز في مجالها، كما تخصّص 5% من أرباحها السّنويّة لدعم القضايا الّتي تخدم النّساء. وفي ظلّ احتماليّة دخول معظم الدّول في ركودٍ اقتصاديٍّ خلال عام 2025، تشارك مارلو استراتيجيّتها الّتي ساعدتها على النّجاح في أوقاتٍ متماثلةٍ سابقاً.

هل هناك ركود قادم؟

الخبراء الاقتصاديّون منقسمون حول احتمال حدوث ركودٍ في عام 2025، ولكن المؤشّرات لا تبشّر بالخير: تضخّمٌ مرتفعٌ، وسوق عملٍ متقلّبٌ، وتأثيراتٌ متزايدةٌ للتّعريفات الجمركيّة. سواء حدث الرّكود أم لا، فإنّ الكثير من الشّركات بدأت تلاحظ تراجعاً في وتيرة السّوق وتدنّياً في ثقة المستهلكين.

مارلو ليست جديدةً على الأزمات الاقتصاديّة؛ فقد أطلقت وكالتها التّسويقيّة في عام 2008، وهو عامٌ شهد واحدةً من أكبر الأزمات الماليّة عالميّاً. ورغم الظّروف الصّعبة، نجحت في تنمية شركتها بمعدّلٍ مذهلٍ بلغ 265% سنويّاً بين 2008 و2011. وما يجعل هذه القصّة أكثر إبهاراً هو أنّ التّسويق غالباً ما يكون أوّل ما يتم الاستغناء عنه عند تقليل النّفقات، ومع ذلك، نمت شركتها بشكلٍ استثنائيٍّ في هذا المجال بالتّحديدفما السّرّ؟ كيف استطاعت تحقيق هذا النّجاح في وقتٍ بدا فيه كلّ شيءٍ ضدّها؟ إليك استراتيجيّاتها السّبع:

1. تخلَّ عن الخوف عند الباب

يبدأ النّجاح في الأوقات الصّعبة من داخلك؛ فالمواقف الّتي تتّبعها كقائدٍ تحدّد مسار شركتك. في الأزمات، تميل معظم الشّركات للانكماش والانسحاب، ولكن مارلو تنصّح بعكس ذلك: انظر للأزمة كفرصةٍ، لا كعقبةٍ، إذ عليك أن تؤمن بأنّك ستنجح؛ فإن لم تؤمن بذلك، لن تفعل. كلّ الشّركات، حتّى الأكثر نجاحاً، تمرّ بفترات صعودٍ وهبوطٍ.

استعدّ لمواجهة الانخفاضات عبر بناء احتياطاتٍ ماليّةٍ واستراتيجيّاتٍ لمواجهة الانكماش، ولا تنسَ أنّ فريقك ينظر إليك ويتّبعك. فإن كنت واثقاً، سينعكس ذلك عليهم. التّفاؤل والتّركيز هما أهمّ أصولك في الأوقات العصيبة، والأهمّ: من يتمكّن من اقتناص الفرص وقت الرّكود، لا يخرج فقط سالماً، بل غالباً ما يخرج متفوّقاً.

2. ركّز على الكفاءة، لا فقط على خفض التكاليف

من الخطير أن تتعامل مع الرّكود كفرصةٍ للتّقشّف فقط؛ فتقليل الميزانيّات بشكلٍ عشوائيٍّ -خصوصاً ميزانيّة التّسويق- قد يكلّفك الكثير لاحقاًابدأ بتقليل النّفقات غير الأساسيّة، لا الاستراتيجيّة، وأعد تقييم رحلات العمل، والاشتراكات، والمصاريف المتكرّرة؛ فتخلّص من كلّ ما لا يخدم أهدافك مباشرةًثمّ، دقّق في العمليّات الدّاخليّة، واسأل نفسك:

  • ما هي المهامّ الّتي تستهلك وقتاً كبيراً؟
  • هل يمكن أتمتة بعض الخطوات اليدويّة؟
  • هل يمكنك توظيف خدماتٍ خارجيّةٍ بتكلفةٍ أقلّ دون المساس بالجودة؟

الكفاءة هي الاستثمار الذّكيّ الّذي سيظهر نتائجه بمجرّد عودة السّوق للانتعاش.

3. تمسّك بتميزك

في أوقات الاضطراب، تذكّر لماذا يختارك عملاؤك: ما الّذي يجعلك مختلفاً؟ لماذا يعود النّاس إليك مرّةً بعد مرّةٍ؟ أعد هذه الأسئلة إلى فريقك، وثبّت هويّتك في أذهان الجميع، وحلّل عملاءك الأفضل: ما الّذي يحبّونه في خدمتك؟ اطلب منهم توصياتٍ وشهاداتٍ مكتوبةٍ، مع ترشيحك للآخرين؛ فالإحالات هي من أقوى وأرخص أدوات التّسويقاستخدم هذه المميّزات في حملاتك الإعلانيّة. فحتّى في الأزمات، سيبحث النّاس عن الجودة والموثوقيّة.

4. استكشف أسواقاً أو منتجات جديدة

من السّهل أن تقع في فخّ الرّغبة في جذب الجميع، ولكن التّوسّع الأعمى قد يكون مكلّفاً على المدى الطّويل، خاصّةً إن كان على حساب الجودة أو هويّة علامتك التّجاريّةبدلاً من تخفيض الأسعار أو قبول عملاء لا يتناسبون معك، فكّر في تقديم خدماتٍ جديدةٍ بأسعار دخولٍ منخفضةٍ، تكون بوّابةً للتّعرّف على علامتك التّجاريّة؛ فقد تتحوّل هذه العلاقات الأوّليّة إلى شراكاتٍ طويلة الأمد بمجرّد تحسّن السّوق.

5. راقب منافسيك ولا تتراجع عن التسوق

يعتبر الرّكود فرصةً ذهبيّةً لأخذ الحصّة السّوقيّة من منافسيك؛ فبينما يقلّص الآخرون إنفاقهم على التّسويق، يكون من الذّكاء أن تبقى نشطاً، أو حتّى تزيد من تواجّدك التّسويقيّ؛ فاستمر على الأقلّ بنفس مستوى إنفاق منافسيك على التّسويق. قد لا تعود سريعاً هذه الفترة، لذلك استفد منهاصحيحٌ أنّ وتيرة المبيعات قد تكون أبطأ، لكنّ الأثر التّراكميّ للإعلانات، والعلاقات الجديدة الّتي تبنيها، ستترجم إلى فرصٍ هائلةٍ بمجرّد تعافي السّوق.

6. استثمر في تطوير عملك الداخلي

ما هي المشروعات الّتي كنت تؤجّلها دائماً بحجّة الانشغال؟ الآن هو الوقت المناسب لتنفيذها؛ فابدأ بمشروعات تحسين العمليّات، مثل:

  • أتمتة مراحل البيع.
  • تصميم موقعٍ إلكترونيٍّ حديثٍ يركّز على تجربة المستخدم.
  • اعتماد أنظمةٍ وبرامج توفّر المال والجهد على المدى الطّويل.

ستجعل هذه التّحسينات شركتك أكثر استعداداً للنّموّ عندما تعود عجلة الاقتصاد للدّوران.

7. استثمر في نفسك

هل هناك مهاراتٌ قياديّةٌ تحتاج إلى تقويتها؟ لا تهمل تطويرك الشّخصيّ. خلال آخر أزمةٍ مرّت بها شركتها، التحقت مارلو بدورةٍ تنفيذيّةٍ في الماليّة كانت نقطة تحوّلٍ غيّرت طريقة إدارتها تماماًقد تشعر أنّ الوقت لا يسمح لك بمغادرة عملك، لكن تجاهل نقاط ضعفك قد يكون مكلّفاً؛ فابحث عن ورش عملٍ أو كتبٍ أو مرشدين يساعدونك على سدّ الثّغرات في مهاراتك القياديّة.

وأهمّ نقطةٍ: لا تهمل صحّتك النّفسيّة والجسديّة؛ فلا تعمل 18 ساعةً يوميّاً، بل خذ استراحاتٍ، وامشِ، ومارس التّأمّل أو الرّياضة. فكما تقول الحكمة: "لن تتمكن من إنقاذ من حولك إن لم تبدأ بإنقاذ نفسك أولاً". أي إن لم تكن في أفضل حالاتك، فلن تتمكّن من قيادة شركتك وسط العواصف.

الرّكود ليس نهاية الطّريق، بل يمكن أن يكون بدايته الجديدة. وباتّباع هذه الاستراتيجيّات السّبع، يمكنك تحويل التّحدّيات إلى فرصٍ، والبقاء ليس فقط على قيد الحياة، بل التّقدّم بثقةٍ وسط العاصفة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: