تحدّي جوتسمان لإحياء علاقتك: 7 خطوات لتعزيز الحب
تمارينٌ بسيطةٌ يوميّة تساعدك على تقوية علاقتك العاطفيّة وزيادة التّفاهم مع شريك حياتك

هذا الأسبوع يصادف يوم الفالنتاين، ممّا يجعله الوقت الأمثل لتقديم نصائح تقوّي علاقتك بشريك حياتك. هذا العام، اكتشفتُ تحدّياً فريداً يسمّى "تحدي الحب"؛ وهو عبارةٌ عن سبع خطواتٍ بسيطةٍ تهدف إلى تحويل علاقتك، وقد صمّمها على الأرجح أشهر معالجي الأزواج في العالم، جولي وجون جوتسمان.
ليس من الخفايا أنّ روّاد الأعمال وأصحاب الشّركات غالباً ما يعانون من اختلال التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وربّما يكون إعادة إحياء علاقتك هو ما تحتاجه تماماً لإصلاح الأمور مع أهمّ شخصٍ في حياتك.
تحدّي الحبّ السّباعيّ لجوتسمان
لننتقل إلى التّفاصيل: ما هي الطّريقة الأمثل لتعزيز علاقتك بحيث تجلب لك السّعادة، وتساعدك على تحقيق كلّ ما تحلم به في الحياة؟ في حلقةٍ حديثةٍ من بودكاست علم السّعادة، "لمركز العلوم للخير الأكبر" (The Greater Good Science Center)، تمّ تقديم برنامج جوتسمان السّباعيّ لإعادة تنشيط علاقتك وإعادة الاتّصال بشريك حياتك على مستوى عميقٍ مرّةً أخرى. يقترح جوتسمان تمريناً بسيطاً لكلّ يومٍ، لا يستغرق سوى بضع دقائق من وقتك، ولكنّه قادرٌ على إحداث تغييرٍ جذريٍّ في علاقتك.
اليوم الأوّل: فقط تحقّق من الحال
عندما تعيش مع شخصٍ يوميّاً، من الطّبيعيّ أن تظنّ أنّك تدرك ما يشعر به ويفكّر فيه. ولكن، تُظهر الأبحاث أنّ الشّركاء غالباً ما يواجهون صعوبةً في قراءة عواطف بعضهم البعض، وخصوصاً المشاعر السّلبيّة مثل الحزن. لذلك، المهمّة الأوّلى في تحدّي الحبّ لجوتسمان هي تخصيص 10 دقائق للاطمئنان على شريكك وسؤاله عن حاله، حيث يقول جولي جوتسمان: "استمع ببساطةٍ دون تقديم نصائح أو نقدٍ، بهدف التّواصل الحقيقيّ مع شريكك".
اليوم الثّاني: اطرح سؤالاً مفتوحاً
كما أثبتت الظّاهرة الفيروسيّة المتمثلة في "36 سؤالاً تؤدّي إلى الحبّ" (يمكنك الاطّلاع عليها إذا لم تسمع بها بعد)، فإنّ الحوار العميق والصّادق يزيد من التّقارب والحميميّة. ولذلك، فإنّ مهمّة اليوم الثّاني هي طرح سؤالٍ مفتوحٍ وكبيرٍ تختاره بنفسك لشريكك.
قد يكون السّؤال حول تصوّرهم للمستقبل المثاليّ، أو ربّما حول الأمور الّتي تقلقهم قبل النّوم ليلاً أو يمكنك تجربة السّؤال المفضّل لجولي جوتسمان: "هل لديك حلمٌ بفعل شيءٍ ما، أو قائمة أمانٍ، أو تجربةٌ لم تخبرني عنها من قبل؟" الخيارات متعدّدةٌ (ويمكنك الاستعانة ببعض الأفكار لتحفيز خيالك)، ولكنّ الهدف الأساسيّ هو فتح حوارٍ جديدٍ ورؤية شريكك بعيونٍ متجدّدةٍ.
اليوم الثّالث: عبّر عن الامتنان
أظهرت العديد من الدّراسات أنّ التّعبير عن الامتنان يعود بفوائد عظيمةٍ على الصحة النفسية للشّخص الّذي يحصي نعمة. كما أنّ خبراء العلاقات يؤكّدون أنّ إظهار الامتنان لشريكك يساهم بشكلٍ كبيرٍ في تحسين العلاقة، وتشير أبحاثٌ حديثةٌ إلى أنّ هذا السّلوك قد يساعد أيضاً شريكك على أن يكون قائداً أفضل في حياته المهنيّة.
لذلك، في اليوم الثّالث من تحدّي الحبّ السّباعيّ، خصّص لحظةً لتخبر شريكك كم تقدّره ولتوضّح الأسباب الّتي تجعلك تشعر بذلك. قد تكون نتائج هذه المهمّة أعمق من مجرّد تأثير حبٍّ مؤقّتٍ، فقد وجدت دراساتٌ من "جامعة ميشيغان" (University of Michigan) أنّ الأزواج الّذين يعبّرون عن شكرها لبعضهم البعض بشكلٍ متكرّرٍ هم أكثر عرضةً للبقاء معاً على المدى الطّويل.
اليوم الرّابع: قدّم مديحاً صادقاً
يميل الدّماغ البشريّ بطبيعته إلى التّركيز على السّلبيّات؛ وهو ما كان يساهم في بقاء البشر على قيد الحياة عندما كان الخطر موجوداً في كلّ مكانٍ، مثل وجود أسدٍ مختبئٍ خلف شجيرةٍ. ولكنّ هذا السّلوك قد يكون مدمّراً للعلاقات في الزّمان الحاضر. في بداية مسيرته، وثّق جون جوتسمان أنّ الأزواج غير السّعداء يقضون ما يقارب ساعةً ونصف يومٍ في نقد بعضهم البعض.
لذلك، في اليوم الرّابع، قرّر بوعيٍ أن تغمر شريكك بمدائح صادقةٍ، إذ سيساهم هذا التّصرّف في إعادة توازن العلاقة نحو جانبٍ إيجابيٍّ أكثر. إذا وجدت صعوبةً في إيجاد كلماتٍ مناسبةٍ، تقترح جولي جوتسمان تجربةً فكريّةً جذريّةً: تخيّل أنّ شريكك قد توفّى، ثمّ تساءل: "ما الّذي تفتقده في شريكك؟" فإنّ ما تفتقده هو أساس المديح الرّائع الّذي يمكنك تقديمه.
اليوم الخامس: اطلب ما تحتاج إليه
في بودكاست "علم السّعادة"، تحدّث كيلتنر مع زوجين جرّبا هذا التّحدّي، وأفادا أنّ اليوم الخامس كان الأكثر تحدّياً. فهما أشارا إلى صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة للتّعبير عن احتياجاتهم بشكلٍ يركّز على مشاعرهم ورغباتهم، بدلاً من التّركيز على نقائص شريكهم. لدى جوتسمان بعض النّصائح لتسهيل هذه المهمّة. ويضيف الزّوجان: "لقد بدأنا بالفعل في ممارسةٍ أفضل؛ لأنّه أثار نقاشاً بنّاءً. إنّه يعمل بشكلٍ جيّدٍ، ويعدّ دفعةً إيجابيّةً لعلاقتنا".
اليوم السّادس: مارس اللّمسة الصّغيرة
يقول كيلتنر: "لقد قمت بالعديد من الأبحاث حول اللّمس، والاحتضان، والتّربيت، والأحضان، والعناق، والمصارعة الوديّة؛ فهي أساسيّةٌ للتّواصل الإنسانيّ. إذ أثبت الأبحاث أنّها تخفّض مستويات الكورتيزول، وترفع مستويات الأوكسيتوسين، كما يمكنها تنشيط العصب المبهم، وتساعد في تقليل التّوتّر".
في اليوم السّادس من التّحدّي، احرص على الاقتراب جسديّاً من شريكك لتعزيز الرّوابط بينكما، سواءً كان ذلك عبر حضنٍ قبل النّوم، أو عرضٍ لتدليك كتفٍ مشدّدٍ، أو حتّى عناقٍ سريعٍ قبل مغادرتك للعمل صباحاً.
اليوم السّابع: حان وقت ليلة الموعد
وسط زحام الحياة من تربية الأطفال وإدارة الأعمال وضغوط الحياة اليوميّة، يصعب على الأزواج إيجاد وقتٍ لليلةٍ خاصّةٍ لهما. لذلك، اعتبر اليوم السّابع من تحدّي الحبّ دفعةً أخيرةً لتحقيق ذلك. ويقدّم جوتسمان بعض القواعد البسيطة لليلة:
- التّأكّد من اتّفاقكما التّامّ على الخطط.
- أن تكون اللّيلة مخصّصةً لكما فقط.
- الابتعاد عن الشّاشات.
- تجنّب الإفراط في الإنفاق.
يَعدّ جون جوتسمان أنّ الجهد المبذول سيكون مجدياً، فهو يقول: "أكبر دراسةٍ أُجريت حول ما يجعل الحياة العاطفيّة رائعةً شملت 70,000 شخصٍ من 24 دولةً، وقد تبيّن أنّ الأشخاص الّذين يعبّرون عن رضاهم عن حياتهم العاطفيّة يحظون بليلة موعدٍ منتظمةٍ".
لدى جوتسمان كتابٌ كاملٌ يشرح تفاصيل تحدّي الحبّ السّباعيّ، ولكنّ المبادئ الأساسيّة بسيطةٌ جدّاً. تؤكّد الأبحاث والعلماء المرموقون أنّ هذه التّمارين فعّالةٌ حقّاً في تحسين العلاقات. لذلك، في يوم الفالنتاين هذا، بدلاً من تقديم الزّهور فقط، اقترح بدء التّحدّي، وشاهد بنفسك كيف يمكنه أن يقوّي علاقتك بشريك حياتك.