الرئيسية التنمية 7 عوامل لبناء مشروع ناجح في قطاع الأغذية بالشرق الأوسط

7 عوامل لبناء مشروع ناجح في قطاع الأغذية بالشرق الأوسط

لإنشاء مشروعٍ ناجحٍ في قطاع الأغذية والمشروبات، عليك أن تسأل نفسك: "ما الّذي يبحث عنه العميل اليوم؟"

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يجيب رائد الأعمال والمستثمر في قطاع الأغذية والمشروبات، سامح السّادات، أحد أعضاء لجنة التّحكيم في البرنامج الواقعيّ "مليون باوند منيو مصر" (Million Pound Menu Egypt)، على سؤال: ما العوامل الّتي تساهم في بناء مشروعٍ ناجحٍ في قطاع الأغذية والمشروبات في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ 

شهد قطاع الأغذية والمشروبات في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا موجاتٍ متعدّدةً من التّطوّر خلال العشرين عاماً الماضية. وبين مصر، والسّعوديّة، ودبيّ، وقطر، والكويت، اكتسبت العلامات التّجاريّة المحلّيّة زخماً كبيراً، ممّا ساعد العديد من الشّركات على منافسة العلامات التّجاريّة العالميّة، بل وحتّى اقتطاع حصّةٍ سوقيّةٍ منها. 

أمّا أنا، فأستخدم البرغر والقهوة كمؤشّرين لقياس وضع السّوق، لأنّهما من أكبر الفئات. على سبيل المثال، عندما يتعلّق الأمر بالقهوة، رأينا صعود متاجر القهوة المتخصّصة المحلّيّة الّتي استحوذت على حصّةٍ من السّوق من علاماتٍ عالميّةٍ مثل ستاربكس (Starbucks) وكوستا (Costa). إذ بدأت هذه المشاريع النّاشئة بمحلٍّ أو اثنين، ثمّ توسّعت لتصبح سلاسل قويّةً. 

وبالمثل، إذا نظرنا إلى البرغر، نجد مثالاً جيّداً في برغريزر (Burgerizzr) في السّعوديّة، والّذي ينافس علاماتٍ عالميّةً مثل ماكدونالدز (McDonald's) داخل السّوق السّعوديّ، كما أصبح شركةً عامّةً بعد طرحه للاكتتاب العامّ العام الماضي. بناءً على ذلك، وبسبب هذه النّجاحات جزئيّاً، إلى جانب تطوّر أذواق المستهلكين، أصبح من الأكثر تشجيعاً للنّاس بدء مشاريعهم الخاصّة في قطاع الأغذية والمشروبات. وأعتقد أنّ الأسباب الّتي مكّنت هذه العلامات من النّموّ والتّوسّع متعدّدةٌ. إليك الأساسيّات: 

1. ابذل جهداً ميدانيّاً (أو ما يسمّى "رحلات استكشاف الطّعام") 

تعرّفت على مفهوم رحلات استكشاف الطّعام من أستاذي في ستانفورد، الدّكتور هايجريف راو (Hayagreeva Rao)، وهو أمرٌ أواصل القيام به بانتظامٍ كرائد أعمالٍ ومستثمرٍ في قطاع الأغذية والمشروبات. عليك الخروج ومشاهدة المفاهيم الّتي تجذب الشّباب اليوم. راقب كيف يتمّ تصميمها، تفحّص قوائم الطّعام، المواقع، ترتيبات الجلوس، وغير ذلك. البحث المكتبيّ ليس كافياً؛ عليك القيام بأبحاثٍ سوقيّةٍ ميدانيّةٍ لفهم التّوجّهات الثّقافيّة واكتشاف كيفيّة تطوّر العادات والأذواق المحلّيّة. أقوم بهذه الخطوات سيراً على الأقدام، ولهذا أسمّيها "الجهد الميدانيّ". أتنقّل بين الأسواق، أراقب المفاهيم الجديدة، وأرسم خريطةً للمواقع الرّائجة. هذه الخطوة مهمّةٌ؛ لأنّها تمنحك مؤشّراً عن الاتّجاه الّذي يسير فيه السّوق. 

2. بناء القائمة علمٌ بحدّ ذاته 

هناك اتّجاهٌ عالميٌّ في تطوير القوائم الآن، وهو تبسيطها بالاكتفاء بعددٍ قليلٍ من الأصناف بدلاً من تقديم خياراتٍ لا نهائيّةٍ. أصبحت بعض الأمور عالميّةً؛ لذا عليك الآن تقديم خياراتٍ خاليةٍ من الغلوتين أو نباتيّةٍ، على سبيل المثال. لكن في جوهر الأمر، أصبح تطوير القوائم علماً دقيقاً، بدءاً من اختيار الأصناف الّتي تدرجها في قائمتك، وكيفيّة تسعيرها لتلبية احتياجات شرائح مختلفةٍ من المستهلكين، وصولاً إلى ترتيب العناصر داخل القائمة نفسها. من الضّروريّ أن يفهم روّاد الأعمال في قطاع الأغذية والمشروبات هذا الأمر إذا كانوا يطمحون إلى النّجاح في هذه الصّناعة. 

3. كوّن فريقاً يعمل بتناغمٍ 

من الأمور الّتي يتمّ إغفالها كثيراً أهمّيّة وجود فريقٍ قويٍّ يعمل بشكلٍ متناغمٍ. إذا تمكّنت من تشكيل فريقٍ لديه سجلٌّ سابقٌ من العمل معاً، فسيكون ذلك رائعاً، وإن لم يكن لديك ذلك، فستحتاج إلى بناء الفريق من الصّفر. تتطلّب مشاريع الأغذية والمشروبات تنسيقاً جيّداً وتواصلاً فعّالاً، ووجود الفريق المناسب سيساعدك على تحقيق نتائج أفضل. 

4. راقب سلسلة التّوريد وطرق توفير الموارد 

هذا عاملٌ مهمٌّ جدّاً، خصوصاً في منطقتنا. شهدنا اضطراباتٍ خلال السّنوات القليلة الماضية أثّرت على توفّر وجودة الموادّ الخام الّتي نحصل عليها. هذا يمثّل غالباً حاجزاً أمام الشّركات العالميّة الّتي ترغب في دخول أسواقٍ مثل مصر، حيث قد لا تكون الإمدادات مستقرّةً.  

الميزة الّتي تمتلكها العلامات المحلّيّة هي قدرتها على البحث والتّطوير والمرونة في التّعامل مع مورّدي سلسلة التّوريد المحلّيّة لتحسين الأداء والتّنافس مع اللّاعبين العالميّين.  

في ذا بيكري شوب (The Bakery Shop)، الّذي أسّسته عام 2008، اضطررنا للتّعامل مع العديد من مشكلات سلسلة التّوريد خلال السّنوات القليلة الماضية، سواءً من حيث نقص المكوّنات الأساسيّة أو تسعير الموادّ الخامّ بطريقةٍ غير منطقيّةٍ. 

وفي بلدٍ مثل مصر، الّذي يعدّ السّوق الأكبر في المنطقة بعدد سكّانٍ يبلغ 110 ملايين نسمةٍ، لا تتوفّر الموادّ الخامّ بضغطة زرٍّ. لذا، يعدّ تأمين الإمدادات وإدارة سلسلة التّوريد عنصراً أساسيّاً، وإتقانه يمكن أن يمنح روّاد الأعمال المحلّيّين ميزةً لا تتوفّر للعلامات العالميّة. 

5. استخدم التّكنولوجيا لتشكيل رؤىً استراتيجيّةٍ 

اليوم، يتمّ دمج التّكنولوجيا في كلّ جانبٍ من جوانب الأعمال الغذائيّة، بدءاً من الواجهة الأماميّة وحتّى العمليّات الخلفيّة. يمكن أن تساعد التّكنولوجيا في جمع البيانات وتحليلها، ممّا يمكن أن يساهم في تحسين الهوامش الرّبحيّة، ورفع الكفاءة التّشغيليّة، وجعل العلامة التّجاريّة أكثر تنافسيّةً. 

على صعيد العمليّات الخلفيّة، يمكن أن تساعد في تحسين معالجة الإمدادات وتحسين كفاءة التّشغيل. 

أمّا على صعيد تجربة العملاء، فيمكن أن تساعد البيانات في فهم تفضيلات المستهلكين وتعزيز التّجربة العامّة، بينما توفّر أدوات التّنبّؤ رؤًى حول من يشتري ماذا ومتى، ممّا يساعدك على تعديل قائمتك لتحقيق أقصى عائدٍ. 

6. الفطنة الماليّة أمرٌ ضروريٌّ 

إدارة التّكلفات هي المفتاح. يمكنك اتّباع كلّ ما سبق، لكن إن لم يكن المشروع مجدياً من النّاحية الماليّة، فلن يتمكّن من النّموّ. لذا، تأكّد من أنّ لديك فريقاً ماليّاً قويّاً لضمان تحقيق التّوازن بين تقديم قيمةٍ للعملاء وضمان استدامة المشروع. 

7. العميل يأتي أوّلاً 

لإنشاء مشروعٍ ناجحٍ في قطاع الأغذية والمشروبات، عليك أن تسأل نفسك: "ما الّذي يبحث عنه العميل اليوم؟". قدّم ستاربكس نموذجاً سريعاً ومريحاً، في حين أدركت العلامات المحلّيّة أنّ العديد من المستهلكين اليوم يريدون تجربةً يدويّةً أكثر لصنع القهوة، حيث يمكنهم رؤية وشم رائحة مزج القهوة أثناء تحضيرها. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: