مفاتيح للحصول على أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي
يُنفَقُ الكثير من المال على هذه التكنولوجيا الناشئة، ولكن كيف يمكنك الإنفاق بحكمة؟!
بقلم بيتر كوهان Peter Cohan، مؤسس شركة بيتر كوهان وشركاه Peter S. Cohan & Associates
لقد فوجئتُ أثناءَ كتابتي لكتابي الأخيرِ "اندفاعُ الدّماغ - Brain Rush" بالمقدارِ الهائلِ الذي استثمرتْه شركاتُ الاستشارةِ الكُبرى لتزويدِ ما توقّعتْ أن يكون طلباً شديداً من الشّركات لمساعدتها في تطويرِ تطبيقاتِ ذكاء اصطناعيّ توليديّ ذاتِ مردود عالٍ. فمثلاً، تستثمر شركةُ أكسنتشر Accenture ثلاثة مليارات دولار من أجل الارتقاءِ لتلبيةِ مثل هذا الطّلبِ، وتنفقُ شركاتٌ أخرى أكثرَ من مليار دولار لإضافةِ المواردِ التّكنولوجية التي سيحتاجونها لخدمةِ العملاءِ. [1]
من بين جميع المؤسساتِ التي تساعدُ الشّركاتِ على استخدامِ تطبيقاتِ الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT وغيرها، أجدُ أن الوحيدةَ التي تقدم أكثرَ الأفكارِ المثيرة للاهتمامِ هي مكينزي McKinsey. وفي مقالةٍ في مكينزي ديجيتال McKinsey Digital بعنوان "ما الذي ينبغي أن يعرفَه كلُّ مديرٍ تنفيذي عن الذكاء الاصطناعي التوليدي"، أوْردتْ 7 رؤىً مفيدة:
-
نظم أمورك من أجل الذكاء الاصطناعي التوليدي
نصحتْ مكينزي المدراءَ التّنفيذيين أن يجمعوا فِرَقاً متداخلةَ المهامِ، يختلف تكوينُها تبْعاً لتطبيقِ الذكاء الاصطناعي التوليدي. على سبيل المثال، أوصت المؤسسة أن يجمعَ العملاءُ الفِرَقَ من وظائفَ، مثل: علم البيانات، والهندسة، والقانون، والأمن السيبراني، والتّسويق، والتّصميم كي تُنشِئ تطبيقاتِ ذكاء اصطناعي توليدي لتخصيصِ رسائل التّسويقِ.
-
قم بعصف ذهني لإيجاد طرق جديدة لأداء العمليات الأساسية
تحثُّ مكينزي المدراءَ التّنفيذيين على استخدامِ الذكاء الاصطناعي التوليدي لإحداث تحسيناتٍ كبيرةٍ في الطّريقةِ التي تؤدّي بها الشركةُ وظائفَ العملِ الأساسيّةِ لإنشاءِِ طرقٍ جديدةٍ في العملِ سواء داخلِ الشّركةِ أو مع حاملي الأسهمِ مثل الشّركاء والعملاءِ.
شاهد أيضاً: لا تقع في فخ الوعود الزائفة للذكاء الاصطناعي
-
فعِّلْ حزمة كبيرة من التكنولوجيا محملة بالكامل
علّقت مكينزي أنّه ينبغي أن يكلِّفَ المدراءُ التّنفيذيون مدراءَ التكنولوجيا التّنفيذيين لديهم ببناءِ القدراتِ التّقنيّةِ أو التّعاونِ مع مؤسساتٍ خارجيٌةٍ لنشرها، وهي قدراتٌ، مثل: موارد الحوسبة، ونُظُم البيانات، وعمليات الأمن، ومراقبة البيانات، والأدوات، والوصول إلى النّماذج. هذه القدراتُ مطلوبةٌ لنشرِ تطبيقاتِ الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي سيحسِّن أداءَ الشّركةِ.
-
ابْنِ منارة
تنصحُ مكينزي المدراءَ التّنفيذيين بتجريبِ تطبيقاتِ ذكاء اصطناعي تُضيفُ قيمةً بسرعةٍ، وذلك لتوليدِ الحماسةِ وتحفيزِ الإبداعِ. لنأخذ مثالاً عن ذلك "خبيراً افتراضيّاً" يسمحُ للعاملين بتقديمِ أفضلِ محتوىً ملائمٍ للعملاءِ. مثلُ هذه "المكاسب المبكّرة" تُساعدُ على تمهيدِ الطّريقِ لتطبيقاتٍ تكنولوجيّةٍ أكثر أهميّةً.
-
وازن بين الخطورة وبين خلق القيمة
نصحتْ مكينزي المدراءَ التّنفيذيين أن يباشروا بدايةً بتنفيذِ تطبيقاتِ ذكاءٍ اصطناعي توليدي يمكن أن تقدّمَ قيمةً أقلّ. تهدفُ هذه الطّريقة إلى مساعدةِ القادةِ على تطويرِ الإجراءاتِ وإتقانها، مثل الحاجةِ للبشرِ لمراجعةِ محتوى الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك لمنعِ الأوهامِ والتّحيُّزاتِ في بياناتِ تدريبِ نموذجِ اللّغة الكبيرِ من الوصولِ للعملاءِ.
-
تعاون للحصول على القدرات المطلوبة
أشارتْ مكينزي أن قادةَ الأعمالِ ينبغي أن يحقّقوا وصولاً للقدراتِ التي تفتقرُ فيها الشّركةُ للخبرةِ الكافيةِ أو يتعاونوا مع مزوّدي الخدماتِ ليحققوه. على سبيل المثال، نصحتْ المؤسّسة مدراءَ تنفيذيين أن "يتعاونوا كفريقٍ مع مزودي النّماذجِ لتعديلِ النمّاذجِ، بحيث تناسبُ قطّاعاً معيَّناً، أو يتشاركوا مع مزودي خدماتِ حوسبةٍ سحابيّةٍ cloud قابلةٍ للتّطويرِ".
-
طور موهبة وأضف مهارات
أخيراً نصحت مكينزي المدراءَ التّنفيذيين أنّهم ينبغي أن يُدرِّبوا موظّفيهم على الهندسةِ الفوريّةِ (هندسة الأوامر)، ويطوِّروا إرشاداٍت واضحةٍ للحدِّ من استخدامِ بياناتِ الشّركةِ السّريةِ، وذلك لتحصيلِ أكبرِ استفادةٍ ممكنةٍ من الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما يجب أن يأخذَ القادةُ بعينِ الاعتبارِ توظيفَ أشخاصٍ فنيّين جُدد في مجالاتٍ، مثل: الهندسة، والبيانات، والتّصميم، والمخاطر، والمنتج.
اتّبع هذه النّصائح وستحصلِ على استفادةٍ أكبر من استثماركِ في الذكاء الاصطناعي التوليدي.