8 أخطاء شائعة تقع فيها الشركات الناشئة وتهدر مواردها الثمينة
استراتيجيات لتوجيه مشروعك نحو النجاح والابتعاد عن الفخاخ الشائعة التي تهدر الموارد
كلُّ صاحب عملٍ أعرفه يكابدُ شُحَّ الموارد الأساسيَّة: الوقت، والمال، والخبرات اللَّازمة، إذ آخر ما يستطيعون تحمُّله هو تبديد أيّ من هذه الموارد، لكنّي في إطار عملي كمرشدٍ ومدرِّبٍ، أُلاحظ حدوث هذا التَّبديد بكثرةٍ. ففي أيّ نشاطٍ تجاريٍّ، يعدُّ التَّبديد أيَّ عملٍ يستنزف الموارد دون أن يولِّدَ قيمةً أو أن يُسهمَ في بناء ميزةٍ تنافسيَّةٍ من وجهة نظر العملاء.
لقد تمَّ تناول هذا الموضوعِ على نطاقٍ واسعٍ في عالم الصّناعةِ، ويعود الفضل في ذلك بشكلٍ أساسيٍّ إلى أعمال تاييتشي أونو في التّسعينيَّات والتي عُرفت بنظام إنتاج تويوتا "الإنتاج الرشيق"، وقد تمَّ مؤخَّراً تطبيق هذه المفاهيم على الإدارة العامَّة للأعمال في كتابٍ بارزٍ لـ"المحترف المعتمد في إدارة الأزمات" توماس إتش. غراي بعنوان "تقنيَّات الأعمال لتحقيق النُّموّ".
على الرَّغم من أنَّ هذا الكتاب يتجاوز مجرَّد التَّركيز على السَّيطرة على الهدر كعاملٍ أساسيٍّ للنُّموِّ والنَّجاح، فإنّني وجدت أنَّ النِّقاط التي عالجها متعلِّقةٌ بالهدر وتمتلك صلةً عميقةً بكلِّ مشروعٍ جديدٍ وكلُّ عملٍ صغيرٍ. وبناءً عليه، أودُّ أن أعرضَ هنا تلخيصاً للنّقاط الرَّئيسيَّة، مع إيلاء اهتمامٍ خاصٍّ لأولئك الرُّوَّاد الَّذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم المشاريع الناشئة، والذين قد لا يرون أنفسهم ضمن إطارٍ صناعيٍّ كصناعة السَّيَّارات:
1. تقديم الكثير من المنتجات والخدمات بشكلٍ متزامنٍ
في زمن الأعمال الحديث، يُنظر غالباً إلى هذه الممارسة على أنَّها دليلٌ على نقص التَّركيز، فالسَّعي للقيام بأكثر من اللَّازم باستخدام موارد محدودةٍ يؤدِّي عادةً إلى عدم تميز العمل الجديد في أيِّ مجالٍ، ممَّا يجعله عرضةً للفشل في مواجهة المنافسة، وهذا النَّوع من الهدر لا يمكن تحمُّل عواقِبه؛ لذا نصيحتي هي التَّمسُّك بالبساطة والسَّعي للتَّميُّز فيما تقوم به.
2. إضافة المخزون والميزات مبكّراً جداً
المخزون هو عبارةٌ عن رأس مالٍ معطَّلٍ، لا يُضيف أيَّ قيمةٍ، وبالنِّسبة للمنتجات التي تهدف إلى تغيير قواعد السُّوق، يُفضِّل أولاً بناء منتجٍ قابلٍ للتَّطبيق بأقلِّ تكلفةٍ ممكنةٍ، وتجنُّب إنتاج السّلع للبيع قبل الحصول على طلبيَّات شراءٍ فعليَّةٍ، وإضافة المزيد من الميِّزات والمخزون في وقتٍ مبكِّرٍ سيؤدِّي إلى الهدر، خاصَّةً وأنَّه قد يتعيَّن عليك تعديل مسارك للتَّكيُّف مع السُّوق.
3. العوائق أمام إنتاجيَّة الفريق
عدم كفاءة استغلال الوقت يُعدُّ هدراً للوقت نفسه، وضمان عدم كونك العائق أمام فريقك أمرٌ بالغُ الأهميَّة، وكثيرٌ من قادة الأعمال يصرِّون على اتِّخاذ كافَّة القرارات بأنفسهم، ويقضون وقتاً طويلاً في العمل داخلِ الشَّركة على حسابِ التَّخطيط لتطويرها، ممَّا ينتجُ عنه انخفاضاً في الإنتاجيَّة العامَّة، ومن الضَّروريّ الاستعانة بمساعدةٍ حقيقيَّةٍ وإتقان فنِّ التفويض.
4. ضعف التَّواصل
الاتصال يُعدُّ الشَّريان الحيويّ الذي يُنظِّم تدفُّق عمليَّات الأعمال، والتَّأخير في الاتِّصال أو قصوره من جانب الإدارة العُليا يؤدِّي إلى تبديد الوقت والجهد دون إضافة أيّ قيمةٍ حقيقيَّةٍ للعمل، وبوصفك صاحبَ عملٍ جديدٍ، من الضَّروريّ أن تمتلك خطَّةَ عملٍ واضحةٍ، وأن تنظِّمَ اجتماعاتٍ أسبوعيَّةٍ مع فريقك لضمان أنَّ الجميع على درايةٍ تامَّةٍ بالتَّحدِّيات الرَّاهنة والأهداف الواجب تحقيقُها.
5. العمليات التجارية الضعيفة أو المتعددة بشكلٍ مفرطٍ
تُعدُّ العمليَّات التّجاريَّة إمَّا أكبر مصادر الإنقاذ للوقتِ أو أكبر عوامل الهدر فيه، والعمليَّات الفعَّالة تنطلق من خطَّةٍ محكمةٍ، وتختَتمُ بتقييماتٍ تقيس القيمة المُضافة، وعلى مدراء الأعمال الجدد إيجاد التَّوازن الصَّحيح بين استقبال الإبداع والتَّغيير والقدرة على التَّحرُّك بسرعةٍ مع فرقٍ مدرَّبةٍ قادرةٍ على تنفيذ عمليَّاتٍ يُمكن تكرارها بكفاءةٍ.
6. التركيز على الأنشطة بدلاً من النتائج
العديد من روَّاد الأعمال المتحمِّسين يقعون في فخِّ التَّمييز بين النَّشاط والزَّخم والإنجازات الحقيقيَّة، ومن الضَّروري التَّركيز على ذلك الجزء الذي يُمثِّل 20% من المهامّ لكنَّه يُسهم في تحقيق 80% من الإنجازات، مُطبّقين مبدأ باريتو بحكمةٍ وفعاليَّةٍ، وينبغي دوماً أن يكون قياس النَّجاح مبنيَّاً على النَّتائج التي يُقدّرها العملاء، لا على حجم الجهد المبذول.
7. المنتجات والخدمات المعيبة
تقديم منتجات ذات جودةٍ متدنيةٍ أو تقديم خدمة عملاء ضعيفة يُمثل هدراً مضاعفاً ومدمراً. فأنت لا تفقد فقط العميل الذي استثمرت مواردك لجذبه، بل إن العميل غير الراضي سينشر تجربته السّلبية، ممّا يُنفر العملاء المحتملين الآخرين الذين كنت تسعى لاستقطابهم بجهود التسويق، وجهود استعادة هؤلاء العملاء غالباً ما تُعدّ إهداراً للموارد ونادراً ما تكلّل بالنّجاح.
8. عدم استغلال مهارات الأشخاص بشكلٍ كاملٍ
عندما يكون بمقدور الأفراد القيام بأكثر ممَّا يُطلب منهم أو يُحفِّزون للقيام به، يُعدُّ الإنفاق على آخرين لأداء تلك المهام إهداراً للموارد، والحلُّ يكمن في تحقيق الاستفادة القصوى من إنتاجيَّة فريق العمل الموجود بالفعل، ومن المهمِّ تقدير ومكافأة الأفراد المتميّزين، وتوفير فرص التَّدريب لهم، وتحفيز الفريق بأكمله على ابتكار طرقٍ جديدةٍ لإحداث التَّغيير الجوهريّ.
شاهد أيضاً: تجنب هذه الأخطاء الشائعة من أجل عام مالي سعيد
القادة النَّاجحون والشَّركات الصَّغيرة ينشطون دائماً على حافَّة الهاوية، حيث لا مجال للخطأ أو الإسراف، وفي هذا السِّياق، يُصبح الإهدار بمثابة الزَّوال؛ فهل أنت -كمالكٍ للمشروع- مستعدُّ حقَّاً لمواجهة التَّحدّيات التي تجلبها التُّكنولوجيا الجديدة، والتَّشريعات الجديدة، وقوَّة عملٍ مُعدَّة في عصر الرقمنة؟ كم من الوقت خُصَّصت لتعلُّم استخدام التِّقنيَّات العمليَّة والأدوات الجديدة المتاحة؟ استثمارك في تعزيز مهاراتك ومواردك في هذه المجالات لن يُعدَّ أبداً إهداراً للموارد.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.