الرئيسية التنمية 9 كتب في علم النفس الإيجابي لحياة أكثر سعادة وصحة في 2025

9 كتب في علم النفس الإيجابي لحياة أكثر سعادة وصحة في 2025

بعد عامٍ مليء بالتّحديّات، يمكن لكتب علم النّفس الإيجابيّ أن تكون مفتاحك لبداية العام الجديد بالتّفاؤل، التّوازن، واكتشاف طرقٍ جديدةٍ للسّعادة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

كيف كان عام 2024؟ إذا استندنا إلى الكلمات الّتي اختارتها القواميس باعتبارها تفسير "كلمة العام"، يمكننا أن نفهم طبيعة الكلمة من خلالها، حيث تعكس هذه الكلمات أهمّ الأحداث أو الاتّجاهات أو المشاعر الّتي سادت خلال العام، مثل "تعفّن الدّماغ" (Brain Rot)، و"الاستقطاب" (Polarization)، و"التّدهور" (Enshittification).

عانى العالم خلال هذا العام من انتخاباتٍ حادّةٍ، وفوضى على الإنترنت، وأحوالٍ جوّيّةٍ غير مستقرّةٍ، وصراعاتٍ دوليّةٍ، بالإضافة إلى وضعٍ اقتصاديٍّ غامضٍ، ممّا أثقل عقولنا، وزاد من توتّرنا. لهذا السّبب، أصبح من الضّروريّ العمل على جعل عام 2025 عاماً أكثر سعادةً وصحّةً وأقلّ توتّراً.

وفي هذا السّياق، يقدّم علم النّفس الإيجابيّ الحلول لتحقيق ذلك. وكما يحدث كلّ عامٍ، جمع خبراء "مركز العلوم الكبرى للخير" (Greater Good Science Center) في "جامعة كاليفورنيا في بيركلي" (UC Berkeley) قائمةً بأفضل كتب علم النّفس الإيجابيّ للعام. وقد عملت هذا العام، كما في السّنين الماضية، بتنقيح القائمة لتجنّب العناوين التّخصّصيّة، وأضفت روابط لمقتطفاتٍ ومعلوماتٍ إضافيّةٍ لتسهيل الاختيار. فإذا كنت تسعى لبداية عامك الجديد بمزيدٍ من الهدوء والأمل، فكّر في قراءة أحد هذه الكتب خلال فترة العطلات".

الشّجار بالطّريقة الصّحيحة" (Fight Right)

لا يمكن تجنّب الشّجارات حتّى في أسعد العلاقات، ولكنّ الأزواج الأقوى هم من يجيدون التّعامل معها بذكاءٍ. فكيف يبدو ذلك عمليّاً؟

يقدّم الإجابة عن هذا السّؤال جولي وجون غوتمن، وهما من أبرز المتخصّصين في علاج العلاقات الزّوجيّة ومؤسّسا "معهد غوتمن" (Gottman Institute)، إضافةً إلى كونهما متزوّجين منذ أكثر من 35 عاماً.

يعرض كتابهما الجديد "الشّجار بالطّريقة الصّحيحةأبحاثهما التي تهدف إلى تعليم الأزواج كيفيّة مواجهة التّحدّيات المختلفة، من الخلافات اليوميّة البسيطة إلى المشكلات الكبرى التي قد تهدّد العلاقة. يوضّح موقع "غريتر غود" (Greater Good) إنّ الكتاب يساعد على تحويل الشّجارات إلى فرصةٍ لتعزيز التّفاهم بدلاً من هدم العلاقة. (إليك هنا مقتطفاً صغيراً من الحكمة التي يحتويها الكتاب): "إذا كنت أنت أو شريكك تطمحان إلى عام 2025 مليئاً بالسّلام والتّفاهم، فإنّ هذا الكتاب قد يكون الدّليل المثاليّ لكما".

"الأمل للمتشائمين" (Hope for Cynics)

بعد عامٍ مثل 2024، يمكن أن يتسلّل التّشاؤم إلى النّفوس بسهولةٍ. ولكنّ الدّراسات العلميّة تؤكّد أنّ الّذين يتوقّعون الأسوأ من الآخرين يعانون غالباً من الاكتئاب، والإدمان، والوحدة، وأمراض القلب، كما يواجهون صعوبةً في تحقيق النّجاح المهنيّ.

يرى عالم النّفس جميل زاكي في كتابه "الأمل للمتشائمين" أنّ التّشاؤم ليس رؤيةً جريئةً للعالم، بل أداةٌ تدعم استمراريّة الوضع الرّاهن، ممّا يجعل النّاس أكثر عرضةً للتّلاعب والسّيطرة. يدعو زاكي إلى تبنّي نظرة أملٍ واقعيّةٍ، تقرّ بالصّعوبات، ولكنّها تؤمن بقدرتنا على بناء عالمٍ أفضل.

يعدّ هذا الكتاب دفعةً نفسيّةً ضروريّةً للكثيرين، خاصّةً لمن يتطلّعون إلى بدايةٍ جديدةٍ مليئةٍ بالإيجابيّة في العام القادم. إنّه فرصةٌ للتّخلّص من التّشاؤم وفتح صفحةٍ من الأمل الواقعيّ".

أعد النّظر" (Look Again)

طرح عالم الأعصاب تالي شروت وأستاذ القانون في جامعة هارفارد كاس سنستين في كتابهما "أعد النّظر" مفهوم "التّكيّف اللّذّيّ" (Hedonic Adaptation)، الّذي يوضّح تأثيره العميق على سعادتنا.

أوضح المؤلّفان أنّ "التّكيّف التّلذذيّ" يضعف من قدرتنا على الشّعور بالسّعادة. فعلى سبيل المثال، الأشياء الجميلة في حياتنا—مثل الطّعام الشّهيّ، أو العلاقات المميّزة، أو السّيّارات الفاخرة، قد تنتج شعوراً بالبهجة إذا مررنا بها بين الحين والآخر، ولكن عند تكرارها تفقد بريقها وتأثيرها الإيجابيّ.

قدّم الكتاب استراتيجياتٍ عمليّةً تساعد على تقدير النّعم الّتي تحيط بنا، مع تجنّب الانغماس في الأخبار السّلبيّة أو التّحدّيات. إذا كنت تبحث عن طريقةٍ لتحسين شعورك بالرّضا واستمتاعك بالحياة، فإنّ هذا الكتاب يمثّل دليلاً مثاليّاً".

الممكن" (Possible)

سلّط الوسيط الخبير ويليام يوري الضّوء في كتابه "الممكن" على كيفيّة التّعامل مع الاستقطاب السّياسيّ والصّراعات بفعاليّةٍ، مستنداً إلى خبراته الواسعة في التّفاوض لحلّ نزاعاتٍ معقّدةٍ على المستوى العالميّ، مثل صراع أيرلندا الشّماليّة والحرب الأهليّة في كولومبيا.

شارك يوري الدّروس الّتي تعلّمها من هذه التّجارب، موضّحاً كيفيّة تطبيقها على الانقسامات والتّحدّيات اليوميّة الّتي تواجه مجتمعنا في هذا العصر. وأكّد يوري في كتابه: "إذا تمكّنّا من تقبّل صراعاتنا والعمل على تحويلها، فسنتعلّم كيف نعيش ونعمل معاً". حيث يضع الكتاب أدواتٍ عمليّةً تساعد على بناء التّفاهم والتّعايش رغم الخلافات، ليصبح وسيلةً فعّالةً لتحقيق الأمل في عالمٍ أكثر انسجاماً".

الفنّ المثير للاهتمام" (The Art of the Interesting)

يربط معظم النّاس "الحياة الجيّدة" بالسّعادة، والمتعة، والإنجازات. ولكن كشفت الأبحاث الحديثة، الّتي تناولها موقع Inc.com، عن طريقٍ مختلفٍ لتحقيق حياةٍ ذات معنًى أعمق، يتمثّل في "الغنى النّفسيّ". يعتمد هذا الغنى على خوض تجارب جديدةٍ ومثيرةٍ، وأحياناً مرهقةٍ، تعلّمنا عن أنفسنا وعن العالم من حولنا، وتصبح لاحقاً محطّاتٍ فارقةً في مسار حياتنا.

استعرضت لورين بيسر في كتابها "الفنّ المثير للاهتمام" خطواتٍ عمليّةً لتطبيق هذا المفهوم من خلال تعزيز الفضول والانفتاح على التّجارب المميّزة الّتي تثري حياتنا. وأكّدت بيسر: "يمكنك الوصول إلى أفضل نسخةٍ من حياتك عندما تستكشف شغفك، وتحدّد ما يلامس روحك وبأيّ درجةٍ، وتعرف ما تحتاجه لتحسين حياتك والوقت المناسب لذلك". كما يدعو الكتاب إلى مواجهة الحياة بشجاعةٍ ووعيٍ، وتحويلها إلى رحلةٍ مليئةٍ بالتّجارب المثيرة والمثرية".

جيل القلق" (The Anxious Generation)

سلّط جوناثان هايت الضّوء في كتابه "جيل القلق" على الضّرر النّفسيّ الّذي يعاني منه الأطفال والشّباب نتيجة الإفراط في الرّقابة والاستخدام المستمرّ للهواتف الذّكيّة. أشعل الكتاب جدلاً واسعاً ونقاشاتٍ حادّةً منذ صدوره هذا العام، ممّا يجعله قراءةً أساسيّةً لمن يواجهون هذا التّحدّي، أو يتأثّرون به، خاصّةً مع اقتراب موسم العطلات.

وأوضح هايت أنّ "طفولة اليوم الّتي تهيمن عليها الهواتف الذّكيّة استبدلت اللّعب الحرّ والتّفاعل الطّبيعيّ والنّماذج الاجتماعيّة المحلّيّة بوقت الشّاشة، والتّواصل غير المباشر، وتأثير المؤثّرين الّذين تحدّدهم الخوارزميّات".

لكن هايت لم يكتف بتشخيص المشكلة، بل وضع حلولاً عمليّةً لمساعدة الآباء، ومقدّمي الرّعاية، وصنّاع القرار على مواجهة هذه التّحدّيات واستعادة التّوازن في حياة الجيل الجديد. يعدّ الكتاب دليلاً شاملاً لفهم المشكلات النّفسيّة والاجتماعيّة الّتي تواجه الأطفال اليوم، مع تقديم خطواتٍ ملموسةٍ للتّعامل معها بفعاليّةٍ".

العلاقات الأخرى المهمّة" (The Other Significant Others)

سلّطت رينا كوهين الضّوء في كتابها "العلاقات الأخرى المهمّة" على أزمة الصّداقة الّتي يعيشها معظم النّاس اليوم، مستندةً إلى بيانات استطلاعاتٍ متعدّدةٍ. أظهر استطلاع "المنظورات الأمريكيّة" (American Perspectives Survey) لعام 2021 أنّ 12% من الأمريكيّين أفادوا بعدم وجود أصدقاء لديهم، مقارنةً بأقلّ من 3% في التّسعينيّات. كما كشف مسح "استخدام الوقت في أمريكا" (American Time Use Survey) إنّ الوقت الّذي نقضيه مع الأصدقاء والعائلة انخفض من 15 ساعةً أسبوعيّاً قبل عام 2013 إلى النّصف بحلول عام 2021.

كما روت كوهين في كتابها قصص أشخاصٍ وضعوا الصّداقات العميقة والمستدامة في صلب حياتهم، كوسيلةٍ لمواجهة التّراجع الكبير في العلاقات الاجتماعيّةووصف موقع غريتر غود الكتاب بأنّه "منعشٌ وملهمٌ"، مشيراً إلى أنّه في ظلّ وباء الوحدة الحاليّ وارتفاع نسب الطّلاق، تقدّم قصص هؤلاء الأشخاص رؤيةً بديلةً لتلبية احتياجات العلاقة الوثيقة. حيث دعا الكتاب إلى إعادة التّفكير في أهمّيّة الصّداقة، مشدّداً على ضرورة إحياء الرّوابط الاجتماعيّة في عالمٍ يزداد عزلةً".

اللّايقين" (Uncertain)

طرحت الصّحفيّة ماجي جاكسون في كتابها "اللّايقين" فكرةً مدهشةً: أنّ أفضل مؤشّرٍ على الذّكاء العقليّ والذّكاء العاطفيّ، وفقاً لجيف بيزوس والأبحاث العلميّة، ليس اليقين التّامّ بمعتقداتك ومعرفتك، بل قبول احتمال الخطأ والاستعداد لتغيير الرّأي. ترى جاكسون أنّ اللّايقين ليس ضعفاً، بل قوّةٌ خارقةٌ يمكن استثمارها.

أكّدت جاكسون أنّ "امتلاك أداة اللّايقين الإدراكيّ لا يشير إلى نقصٍ أو ضعفٍ، بل يميّز المفاوض الأكثر إقناعاً، والطّالب الأذكى، والطّبيب والمريض الأكثر مرونةً، والقائد التّنفيذيّ الأكثر حيويّةً". كما يدعو الكتاب إلى استغلال اللّايقين كأداةٍ قويّةٍ للتّطوّر الشّخصيّ والمهنيّ، ويشجّع على اعتماد التّفكير المرن في مواجهة عالمٍ مليءٍ بالتّغيّرات السّريعة. إنّه دليلٌ عمليٌّ لإعادة صياغة علاقتنا مع المعرفة واليقين".

لماذا نتذكّر" (Why We Remember)

ناقش عالم الأعصاب شاران رانغانات في كتابه "لماذا نتذكّر" القلق الّذي يشعر به الكثير منّا تجاه ضعف الذّاكرة في عصرٍ مليءٍ بالمعلومات المتسارعة. أوضح رانغانات أنّ أدمغتنا ليست مصمّمةً لتخزين كلّ شيءٍ، وأنّ النّسيان ليس علامةً على خللٍ، بل وظيفةٌ طبيعيّةٌ تساهم في إدارة المعلومات بشكلٍ أفضل.

استند رانغانات إلى أحدث الأبحاث ليشرح كيف تعمل الذّاكرة البشريّة ولماذا ننسى أحياناً. كما قدّم استراتيجيّاتٍ عمليّةً لمساعدتنا على تقليل القلق بشأن ذاكرتنا والاستفادة منها بفعاليّةٍ. وأكّد المؤلّف أنّ "اعتقادنا بضرورة تذكّر كلّ شيءٍ خطأٌ شائعٌ، فدماغ الإنسان مهيّأٌ للنّسيان بقدر ما هو مهيّأٌ للتّذكّر". يوفّر الكتاب نصائح واقعيّةً لفهم طبيعة الذّاكرة واستخدامها بالشّكل الأمثل. إذا كنت تسعى لبداية عام 2025 بفهمٍ أعمق وراحةٍ نفسيّةٍ أكبر حول قدراتك العقليّة، فإنّ هذا الكتاب هو الخيار الأمثل.

أتمنّى لك تجربة قراءةٍ ممتعةٍ ومثريةٍ تساعدك على استقبال عام 2025 بروحٍ مليئةٍ بالسّعادة والتّفاؤل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: