A2RL تُحدث ثورة في سباقات المركبات ذاتية القيادة والمسيّرة
إطلاقُ دوري أبو ظبي لسباقات المركبات المستقلَّة والمسيَّرة (A2RL) في نسخته الافتتاحيَّة بتاريخ 27 أبريل في حلبة مرسى ياس، كحدثٍ رائدٍ على مستوى العالم في سباقات السَّيَّارات المستقلّة
مازجاً بين عبقريَّةِ الذَّكاء الاصطناعيّ وروبوتات القيادة الذَّاتيَّة مع شغف رياضة السَّيَّارات، يحمل دوري أبو ظبي لسباقات المركبات المستقلَّة والمسيَّرة (A2RL) طموحاتٍ جليلةٍ، في افتتاحيته المقرَّرة في السَّابع والعشرين من أبريل على أرض حلبة مرسى ياس، يسعى الدَّوري لاستكشاف آفاقٍ جديدةٍ في عالم النَّقل الذَّاتي.
سيكون يوم السّباق مسرحاً لمنافسة ثمانية فرقٍ تُدير عن بُعدٍ سيَّارات سباقٍ ذاتيَّةٍ مصمّمة خصيصاً، من طراز Super Formula (SF23) في ثلاثة تحديَّاتٍ مثيرةٍ، ووراء هذه التُّكنولوجيا مبرمجون من جامعاتٍ متنوِّعةٍ من الصِّين، والإمارات العربيَّة المتَّحدة، والولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، وسويسرا، وسنغافورة، والمجر، وإيطاليا، وألمانيا، يتنافسون على جائزةٍ قيمتها 2.25 مليون دولار.
يهدف A2RL إلى نقل العلم من ردهات المختبرات إلى الأضواء العامَّة، محوِّلاً مضمار السِّباق إلى منصَّةٍ للابتكار في التُّكنولوجيا الذَّاتيَّة، عبر تقديم رياضةٍ جديدةٍ تجمع بين المهندسين والبرمجيين والعلماء من شتَّى بقاع الأرض لتطوير وعرض آخر ما توصَّلوا إليه من تقنيَّاتٍ في القيادة الذَّكيَّة.
لكنَّ الرُّؤية لا تقف عند حدود العَرض والتَّرفيه، إذ يكمن الطُّموح الأكبر لـ A2RL في تحقيق تحسيناتٍ جوهريَّةٍ على سلامة الطُّرق عبر دمج الذَّكاء الاصطناعيّ مع الرُّوبوتات الذَّاتيَّة، ويشرحُ توم مكارثي، المدير التَّنفيذيّ لأسباير: "في الماضي، كانت الاستراتيجيَّة السَّائدة في صناعة السَّيَّارات هي معالجة عواقب الحوادث، وصُمِّمت السَّيَّارات لتخفيف تأثير الحوادث على السَّائقين، ونحن بالمقابل، نُركِّز على منع وقوع هذه الحوادث من الأساس، ونُؤمِّن بأنَّ هذا ممكنٌ اليوم بفضل تقدُّم الرُّوبوتات الذَّاتيَّة والذَّكاءِ الاصطناعيّ".
مُنظَّماً من قبل أسباير، الذّراع التَّابع لمجلس أبو ظبي للبحوث التُّكنولوجيَّة المتقدِمة (ATRC)، يمثِّل A2RL جزءاً من سلسلة مشروعاتٍ تستهدف إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ لأبرز التَّحدِّيات التي تواجه المجتمع، وتشمل مبادرات أسباير الأُخرى قطَّاعاتٍ مثل الرّعاية الصّحيَّة، والأمن الغذائيّ، والنَّقل، والاستدامة، وتكنولوجيا الفضاء. ومن خلال مشاريع مثل A2RL، تطمح أسباير لقيادة الابتكار في تقنيَّات المستقبل التي من شأنها أن تُعزِّزَ تنوُّع الاقتصاد في أبو ظبي وتجعلها مركزاً عالميَّاً للبحث والتَّطوير في مجال تكنولوجيا المركبات المستقلَّة والمسيَّرة.
العلوم في متناول العموم
في سباقات A2RL، ستُعرض إمكانات السَّيَّارات المستقلَّة والمسيَّرة ويُشرك الجمهور لزيادة الثّقة والطَّلب على هذه التُّكنولوجيا النَّاشئة، يُؤكِّد مكارثي أنَّ السَّيَّارات المستقلَّة والمسيَّرة لن تستبدل السَّائقين في المستقبل القريب، ويُتوقَّع أن تكون هذه السَّيَّارات فعَّالة في مجالات مثل التَّوصيل لآخر ميلٍ والنَّقل، مع إمكانيَّة دمج القيادة المساعدة أو الجزئيَّة تحت إشراف السَّائق في السَّيَّارات المستَهلكة.
لكن حتَّى الاستقلاليَّة الجزئيَّة تظلُّ تحدِّيَّاً، جزئيَّاً بسبب ما يُشيرُ إليه مكارثي بـ "الفجر الكاذب" والوعودِ المبالَغِ فيها من قبل صناعة السَّيَّارات المستقلَّة، ويقول مكارثي: "لنشر التُّكنولوجيا، تحتاج إلى عنصرين، أولاً: الاختبار والعرض لهذه القدرات في ظروفٍ قُصوى، وما من مكان أفضل لذلك من عالم رياضة السَّيَّارات؟"، والثَّاني: هو "إشراك المستهلك في هذه الرِّحلة"، ليس على المستهلكين فقط قبول التُّكنولوجيا لتصبح رئيسيَّةً، بل يجب أن يطالبوا بها.
يعتقد مكارثي أنَّه، إذا أسهم A2RL في بناء تكنولوجيا تُعزِّز سلامة الطُّرق، فإنَّ ذلك سيُغيُّر مسارِ الاستقلاليَّة، والتي شهدت تراجُّعاً في ثقة المستهلكين والمستثمرين في السَّنوات الأخيرةِ، بصفته اقتصاديَّاً، ومكارثي مقتنعٌ بأنَّ "تطبيق العلم في السَّاحة العامَّة" هو السَّبيل الوحيد لإعادة بناء الثِّقة في كلٍّ من الاستقلاليَّة والعلم نفسه.
التَّرفيه المستمرُّ على مدار العام
على الرَّغم من غياب السَّائقين عن مقاعد القيادة، تحمل A2RL طابعاً مشابهاً لأيِّ فعاليَّةٍ رياضيَّةٍ للسَّيَّارات، مع وعدٍ من مكارثي بتحقيقِ المزيد من الوضوح في لوحات النَّتائج، لعلَّ أبرز ما يميُّزها هو درجة التَّكامل التُكنولوجيّ المعتمدة.
في يوم السِّباق، يُتاح للمشجِّعين زيارة "Raceum"، المعرض الحركيّ، حيث ينخرطون في تجربةٍ غامرةٍ تأخذهم في رحلةٍ عبر تاريخ الحركيَّة والاستقلاليَّة، بإمكانهم أيضاً طرح أسئلتهم على "Falcon AI"، الذَّكاء الاصطناعيّ المحليّ في أبو ظبي، وفي منطقة المعجبين، سيخوض طلاب برنامج العلوم والتُّكنولوجيا والهندسة والرِّياضيات (STEM) من مدارس مختلفة في أبو ظبي، سباقات بسيَّاراتٍ كهربائيَّةٍ مصغَّرةٍ بنسبة واحدٍ إلى ثمانيَّةٍ، مزودةً بأربعِ عجلاتٍ، على مضمارٍ موازٍ.
وفي المدرَّجاتِ سيشاهد المشجّعون منافساتٍ بين السَّيَّارات الذَّاتيَّة وأُخرى يقودها بشرٌ في ثلاثة سباقاتٍ مختلفةٍ، سيتمُّ بثُّ هذه السِّباقات عبر منصَّات YouTube، Twitch، وMotorsport.TV، مع تعليقٍ مباشرٍ من قبل محلِّلين ومعلِّقين مخضرمين.
لكن كما يؤكِّد مكارثي، السِّباقات هي مجرَّد جزءٍ من التَّجربة الكاملة؛ لإثارة حماس الجُمهور حقَّاً وتشجيع الابتكار، وصممَّ الفريق برنامجاً يمتدُّ طوال العام من خلال تطبيقٍ شاملٍ يدعو المشجِّعين والمهندسين للمشاركة في "سوق الأفكار"، ويمكن للمستخدمين من خلال التَّطبيق، المشاركة في سباقات تمَّ تصميمها خصوصاً لتوفير فرصةٍ للمبرمجين الهواة ليختبروا سيَّاراتهم الافتراضيَّة على المضمار.
إلى جانب دعم الاهتمام بالاستقلاليَّة، يأمل مكارثي أن يفتحَ هذا الابتكار أبواباً جديدةً للأشخاص ذوي القدرات المتنوِّعة للمشاركة في عالم رياضة السَّيَّارات بطرقٍ لم تكن متخيَّلة من قبل، ويقول مكارثي: "لكي تصبح سائقاً من الطِّراز الأوَّل، يجب أن تتمتَّع بمهاراتٍ بدنيَّةٍ معينةٍ، والكثيرون منَّا ينظرون إلى ذلك ويقولون 'لن أستطيع فعل ذلك أبداً'، أتمنَّى أن نتمكَّن من فتح الباب أمام المزيد من النَّاس ليصبحوا أبطالاً بطريقةٍ تَفوق خيالاتهم".