Adobe تُطلق أدوات للصور وGoogle تختبر إعلانات AI
بينما تطلق Adobe أدوات لإنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات في الحفاظ على هوية علامتها التجارية، تجري غوغل تجارب على إعلانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة المستهلكين على اتخاذ القرارات.
فيما يتعلَّق بالمصطلحات الرَّائجة، ليس هناك مصطلحٌ أكثر رواجاً من الذكاء الاصطناعي، فالشَّركات تتسابق لدمج هذه التّقنيَّة في كلِّ زاويةٍ وركنٍ يُمكنها العثور عليه، إمَّا لتعزيز الحياة اليوميَّة أو لتبسيط يوم العمل، وفي مثالٍ يتوافق مع هذه الأهداف الطَّموحة، هناك نظرةٌ على خدمةٍ جديدةٍ من Adobe، صانع الأدوات المشهور لتحرير الصُّور مثل Photoshop، وتلميحات عن كيفيَّة مساعدة Google في اختيارات التسوق بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
Adobe's Express for Enterprise
إحدى أكثر عروض التكنولوجيا المثيرة للإعجاب في الأشهر الأخيرة، إذ جاءت من نظام Firefly Image 3 الجديد من Adobe، الذي يُضيف بعض الحيل المدهشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مجموعة أدوات تحرير الصُّور التي يحبُّها المصوّرون الرَّقميُّون والفنّانون، والآن تقوم Adobe بإحضار أدوات Firefly 3 إلى المزيد من البرامج، وقد أطلقت للتوّ حزمةً تسمَّى Express for Enterprise، وكما يوحي اسمها، تستهدف هذه الحزمة الشَّركات التي تحتاج إلى إنشاء محتوىً بصريٍّ للتسويق أو لأغراضٍ أُخرى.
جزءٌ من روبوت محادثةٍ مدعوم بالذكاء الاصطناعي، وجزءٌ من أداة إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي، والفكرة بحسب موقع Adobe هي السَّماح للشَّركات بإعادة استخدام وتكييف المحتوى للحملات القادمة؛ نظراً لأنَّ الذكاء الاصطناعي يمكنه تعديل الصُّور، يمكن للشَّركات توطين مواد الحملة لمناطق مختلفةٍ، ممَّا يوفِّر على فريق التسويق وقتاً في التَّرجمة والتَّعديل الشَّاقِّ لنفس الإعلان بلغةٍ مختلفةٍ، وتقترح Adobe أيضاً أنَّ فرق المبيعات يمكنها استخدام Express لإنشاء وتخصيص مواد جذَّابة للعملاء والمحتملين بسهولةٍ، وكلُّ هذا يتمُّ بسرعةٍ وسهولةٍ.
ومن المهمّ أنَّ Adobe تؤكّد أنَّ كلَّ هذا آمن للأعمال، ممَّا يعني أنَّه يمكنك استخدامه دون القلق من أنَّ البرنامج القويَّ لإنشاء الصور بالذكاء الاصطناعيّ سيولّد صورةً تسرق الملكيَّة الفكريَّة لشخصٍ آخر، وهو قلقٌ مشروعٌ نظراً لقضايا حقوق النشر التي ما تزال تحيط ببيانات تدريب الذكاء الاصطناعي، وتقدِّم Adobe حتى "تعويضاً عن الملكية الفكرية للصُّور التي تمَّ إنشاؤها باستخدام Firefly، وذلك كمحاولةٍ لحماية مستخدميها من هذه المشكلات.
النَّظام الجديد يبدو كأنَّه يُمكن أن يساعدَ أيَّ عملٍ يحتاج إلى إنتاج صورٍ عالية الجودة بسرعةٍ، ويُمكن أن يكونَ مفيداً بشكلٍ خاصٍّ للشَّركات الصَّغيرة التي تفتقر فرقها إلى مهاراتٍ فنيَّةٍ أو تصميميَّةٍ محدَّدةٍ، لكنَّ Adobe نفسها ليست معفاةً من فضائح الذكاء الاصطناعي، وقد تمَّ اتهامها بتدريب ذكائها الاصطناعي على صورٍ مأخوذةٍ من مصادر الصُّور في النّطاق العامِّ، وهو ما يشكِّل مسألةً محتملةً تتعلَّق بحقوق الملكية الفكرية.
شاهد أيضاً: هل يصل الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الشركات؟
غوغل تدخل الذكاء الاصطناعي في تجربة قراءة الإعلانات
تخوض غوغل أيضاً سباقاً لدمج الذكاء الاصطناعي في العديد من أنظمتها التي تواجه العملاء، وربَّما بوتيرةٍ غير محسوبةٍ، وعملاق الإعلانات عبر الإنترنت أثار قلق العديد من المشاركين في نظام الإعلانات الرَّقميَّة بفكرة إعادة ابتكار محرِّك البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي، ممَّا قد يغيُّر كيفيَّة إعلان الشَّركات الخارجيَّة أو كسب الأموال من الإعلانات.
الآن، يُفيد موقع SearchEngineLand بأنَّ غوغل تُجري تجارب لإضافة الذكاء الاصطناعي مباشرةً إلى لحظة تفاعل المستهلك مع الإعلان، والفكرة هي أنَّه عند اتّخاذ قرارات شراءٍ معقَّدةٍ، سيستفيد المستهلكون من يد مساعدةٍ مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي، ويقدِّم SearchEngineLand مثالاً حيث يبحث شخصٌ ما عن تخزينٍ قصير الأجل، وينقر على إعلانٍ لمرفق تخزينٍ، ويتيح له الذكاء الاصطناعي تحميل صورةٍ، مثل صورة الشَّيء الذي يبحث عن تخزينه، وسيحلّلها الذكاء الاصطناعي ويقدّم اقتراحاتٍ ذات صلةٍ، مثل مواد التَّعبئة، ثُمَّ يُعيد النَّظام توجيه المستهلك إلى موقع التَّخزين.
وكأدوات تحرير الصُّور القويَّة من Adobe، يبدو أن َّهذا النّظام الجديد للذكاء الاصطناعي سيكون مفيداً، ولكن ما يمثِّله في الواقع هو أنَّ غوغل تجبر نفسها على التَّعمُّق أكثر في الحياة عبر الإنترنت، ويتكهَّن موقع SearchEngineLand بأنَّه في حين أنَّ هذا النَّوع من الشّراء المدعوم بالذكاء الاصطناعيِّ قد يؤدِّي إلى توجيه بعض البائعين لمزيدٍ من العملاء المناسبين إلى مواقعهم، فقد يؤثّر على حركة المرور إلى مواقع أخرى، ويمكن أن يُزعج ذلك الدّيناميكيَّة المعقَّدة لكيفيَّة شراء وبيع الإعلانات عبر الإنترنت.
ولحسن الحظِّ، هذا مجرَّد اختبارٍ لتجربةٍ إعلانيَّةٍ جديدةٍ من غوغل، وليس بالضَّرورة بأن تكون أمراً ستطلقه على نطاقٍ واسعٍ قريباً.
يا للفرحة: ChatGPT!
وفي الوقت نفسه، وعلى الرَّغم من المخاوف والقلق بشأن أخطاء الذكاء الاصطناعي، وانتهاكات الملكية الفكرية المحتملة، وقضايا خصوصيَّة البيانات، يبدو أنَّ المستهلك العادي بدأ في تبنّي الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أن كشفت OpenAI عن نموذج GPT-4o الجديد المُذهل الذكاء في الأسبوع الماضي، والمزوَّد بصوته المثير للجدل الشَّبيه بصوت سكارليت جوهانسون، يشهد الموقع زيادةً كبيرةً في عدد الزّيارات التي تحطِّم الأرقام القياسيَّة السَّابقة.
يفيد موقع الأخبار The Hill ببياناتٍ تُظهر أنَّ OpenAI ستتلقَّى أكثر بكثيرٍ من 2 مليار زيارة هذا الشَّهر، متجاوزةً رقمها القياسيَّ البالغ 1.8 مليار في مايو 2023، وعلى الرَّغم من أنَّ عدد الزّيارات وحده لا يعطي دليلاً على شعور الجمهور تجاه قدرات ChatGPT الجديدة الشَّبيهة بالبشر، فإنَّ الزّيادة تُعطي انطباعاً بأنَّ الشَّخص العاديَّ حريصٌ على تجربة الذكاء الاصطناعيّ المتطوِّر، بغضّ النَّظر عن مخاطره.