AmplifAI Health تحصد استثماراً جديداً لدعم حلولها الصحية
شركة التّكنولوجيا الصّحيّة السّعوديّة ستستخدم التّمويل لتوسيع حلولها في الكشف المبكّر عن الأمراض، ممّا يعزّز مسيرتها في تطوير تقنيات الرّعاية الصّحيّة الوقائيّة

هذا المقال متوفّر باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
استكملت أمبليفاي هيلث (AmplifAI Health)، المُتخصّصة في تكنولوجيا الرّعاية الصّحيّة القائمة على الذكاء الاصطناعي للكشف المُبكّر عن الأمراض والرّعاية الوقائيّة، جولةً تمويليّةً جديدةً بمشاركةٍ استثماريّةٍ من "واعد فنتشرز" (Wa’ed Ventures) التّابعة لـ "أرامكو" (Aramco)، و"بلَغ آند بلاي" (Plug and Play)، و"كاوست إنوفيشن فنتشرز" (KAUST Innovation Ventures)، الذّراع الاستثماريّة لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتّقنيّة. كما حظيت بدعمٍ إضافيٍّ من مستثمريها الحاليّين، وهم: "تيك ستارز" (Techstars) و"لاماركا" (Lamarka).
تأسّست أمبليفاي هيلث في السعودية عام 2023 على يد مشاري الوشمي، ومحمد الوشمي، ومصطفى الغالي، وطوّرت تقنية "تي إف سكان" (TFscan)، وهو جهازٌ طبيٌّ برمجيٌّ يستخدم التّصوير الحراريّ لفحص القدم للكشف المبكّر عن تقرّحات القدم السّكريّة (DFUs) بطريقةٍ غير جراحيّةٍ، ممّا يساهم في الوقاية من المضاعفات الخطيرة. سيمكّن هذا الاستثمار الشّركة من المضي قدماً في تنفيذ خططها بعد حصولها على موافقة "هيئة الغذاء والدواء السعودية" (SFDA) لاستخدام تي إف سكان كأداةٍ معتمدةٍ لفحص القدم السّكريّة.
في مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أشار مشاري الوشمي، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة أمبليفاي هيلث، إلى أهميّة هذا الاستثمار، موضّحاً أنّه سيسهم في توجيه استراتيجية النّموّ الخاصّة بالشّركة، إذ قال: "يمنحنا هذا الاستثمار الفرصة لاختبار السّوق، وتحسين استراتيجيّتنا، والتّحقّق من صحّة توجّهاتنا. لقد كان الطّلب على تقنيتنا أعلى ممّا توقّعنا، ونحن بالفعل نحقّق أهداف هذه الجولة ونثبت مدى تأثير حلولنا في البيئات الطّبيّة الحقيقيّة".
كما أكّد الوشمي أنّ هذا التّمويل سيجلب دعماً استراتيجيّاً، ويوفّر إمكانيّة الوصول إلى قطّاعات الصّناعة، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات التّقنية والعمليّة لتعزيز توسّع الشّركة. وخلال حديثه، سلّط مشاري الوشمي الضّوء على التّحديّات الرّئيسيّة الّتي واجهتها الشّركة خلال تطوير تي إف سكان، مشيراً إلى أنّ الامتثال التّنظيميّ، والضّوضاء الحراريّة في الكاميرات، واعتماد المستخدمين، كانت أكبر العقبات.
وأوضح قائلاً: "باعتبار تي إف سكان أوّل جهازٍ برمجيٍّ طبيٍّ معتمدٍ من هيئة الغذاء والدواء السعودية، كان الامتثال للمتطلّبات التّنظيميّة عمليّةً معقّدةً ولكنّها حيويّةً، إذ عملنا عن كثبٍ مع الجهات التّنظيميّة، وأجرينا تجارب سريريّةً مكثّفةً، وأنشأنا نظام إدارة جودةٍ صارماً لضمان الامتثال".
أمّا فيما يتعلّق بمشكلة الضّوضاء الحراريّة الّتي قد تُؤثّر على دقّة النّتائج، فقد ابتكر فريق الذكاء الاصطناعي في أمبليفاي هيلث تقنيات تصفيةٍ متقدّمةً لضمان دقّة البيانات. كما أشار إلى الجهود المبذولة لتطوير واجهة استخدامٍ سهلةٍ للأطباء، ممّا سهّل عمليّة تبنّي التّقنية في البيئات السّريريّة.
وأضاف قائلاً: "كلّ هذه التّحديّات عزّزت التزامنا برسالتنا: الاستفادة من التّصوير الحراريّ القائم على الذكاء الاصطناعي لجعل التّشخيص الصّحيّ الاستباقيّ متاحاً عالميّاً. ونحن نبني حلّاً لا يقتصر على الابتكار فقط، بل يكون عمليّاً، قابلاً للتّوسّع، وله تأثيرٌ ملموسٌ في قطّاع الرّعاية الصّحيّة".
في السعودية، يعاني 18.7% من البالغين من مرض السّكريّ، ونحو نصف الّذين يخضعون لعمليّات البتر لا يعيشون لأكثر من خمس سنواتٍ بعد العمليّة، ممّا يؤكّد الحاجة إلى التّشخيص المبكّر. وتعتمد الأساليب التّقليديّة للفحص غالباً على التّقييمات الذّاتيّة، ما قد يؤدّي إلى إغفال المضاعفات المبكّرة، ممّا يزيد من خطر الإصابة بقرح القدم السّكريّة الّتي تُعدّ من أبرز أسباب بتر الأطراف السّفليّة عالميّاً، حيث تحدث حالة بترٍ كل 20 ثانيةً.
ومن خلال الكشف المبكّر عن هذه القرح، يساهم تي إف سكان في الحدّ من عمليّات البتر، ممّا يؤدّي إلى خفض تكاليف الرّعاية الصّحيّة وتحسين جودة حياة المرضى.
فيما يتعلّق بالتّوسع، أوضح مشاري الوشمي أنّ نشر تي إف سكان على نطاقٍ واسعٍ لن يكون تحديّاً كبيراً نظراً لقابليّته للحمل وسهولة استخدامه، حيث قال: "توسيع نطاق تي إف سكان أمرٌ بسيطٌ، فهو محمولٌ، وسهل الاستخدام، ويتكامل بسلاسةٍ مع تدفّقات العمل الحاليّة. ونحن نرى أنّ المسار الأساسيّ هو العمل مع المستشفيات، وشركات التّأمين، والبرامج الصّحيّة الحكوميّة لتحقيق تبنٍّ واسعٍ. وبالطّبع، هناك تحديّاتٌ مثل الحصول على الموافقات التّنظيميّة الدّوليّة وتدريب الأطباء، ولكنّنا واجهنا مثل هذه التّحديّات من قبل وسنواصل العمل لتجاوزها".
كما وجّه نصيحةً لروّاد الأعمال الطّامحين لدخول قطّاع الرّعاية الصّحيّة، قائلاً: "الرّعاية الصّحيّة قطّاعٌ يتحرّك ببطءٍ، والمتطلّبات التّنظيميّة صارمةٌ، والتّحديّات لا مفرّ منها، ولكن إذا نجحت، يمكنك إنقاذ ملايين الأرواح. تحلَّ بالصّبر، وركّز على بناء ما له قيمةٍ حقيقيّةٍ، وواصل التّقدّم".
أمّا عن خطط أمبليفاي هيلث المستقبليّة، فقد أكّد الوشمي إنّ تي إف سكان ليس سوى البداية، موضّحاً أنّ الشّركة تستكشف بالفعل حلولاً أخرى مدعومةً بالذكاء الاصطناعي تعتمد على التّصوير الحراريّ وأدواتٍ متقّدمةٍ أخرى لتعزيز الرّعاية الوقائيّة.
وأضاف: "هدفنا هو اكتشاف المشكلات الصّحيّة مبكّراً وتمكين التّدخلات الاستباقيّة لتحسين النّتائج الصّحيّة.