الطاقة النظيفة الحل المثالي لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي
بدأت شركة TerraPower التّابعة لـBill Gates مؤخّراً في بناء محطّةٍ نوويةٍّ، إذ يعتقدُ أنّها ستكون ضروريّةً لتلبية الحاجة المتزايدة للطاقة
دعا Bill Gates شركات التُّكنولوجيا الكُبرى إلى الالتزامِ باستخدام الكهرباء النّظيفة بمسؤوليَّةٍ عند تلبية احتياجاتها المُتزايدة من الطَّاقة للذكاء الاصطناعي. [1]
وفي مقابلةٍ مع موقع Semafor، قال Gates: "يجبُ أن تكونَ شركات التُّكنولوجيا مشترين شرعيّين للكهرباء الخضراء، مع التَّأكُّد من أنَّهم لا يستهلكون الكهرباء النَّظيفة، ويجبرون الآخرين على الاعتمادِ على الكهرباءِ الملوَّثة، وعند بناء المباني، هل هم على استعدادٍ لاستخدامِ الفولاذ الأخضر والإسمنت الأخضر؟"
وأضاف Gates أنَّ نظامَ الكهرباءَ في الولايات المُتَّحدة "ليس مجهَّزاً بشكلٍ جيدٍ للتَّعامل مع الزِّيادات الكبيرةٍ في الطَّلب"، لكن لديه حلَّاً لهذه المشكلةِ. فشركةُ TerraPower، الَّتي أسَّسها Gates في عام 2008 في بلفيو، واشنطن، بدأت مؤخَّراً في بناءِ أوّل محطَّة انشطارٍ نوويٍّ في وايومنغ، وعلى الرَّغم من أنَّ TerraPower من المتوقَّع أن تكونَ جاهزةً تماماً بحلول عام 2030، إلَّا أنَّ Gates يرى الطَّاقة النُّوويَّة كـ"مصدرٍ أساسيٍّ للطَّاقة الخضراء".
إذ تُعَدُّ وحدات التَّوليد الأساسيَّة قادرةً على تلبية الحدِّ الأدنى من الطَّلب على الطَّاقة بشكلٍ مستمرٍّ، وفقاً لإدارة معلومات الطَّاقة الأمريكيَّة، وأوضحَ Gates لموقع Semafor أنَّ الاعتمادَ على الطَّاقة الشَّمسيَّة وطاقة الرّياح أكثر صعوبةً في الحفاظ على استمراريّتها.
شاهد أيضاً: الطاقة البديلة.. ماذا لو اختفى الوقود من كوكب الأرض؟
ولا تقتصرُ رؤيةُ Gates على مشروع Kemmerer في وايومنغ فقط، فهو يطمحُ لبناء "خمسة أو ستة من هذه المُفاعلات بحلول عام 2030 في الولايات المتَّحدة"، ويُخطِّط للتَّعاون مع حلفاء، مثل: المملكة المتَّحدة وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبيَّة، الَّذين يدعمون أيضاً الطَّاقة النُّوويَّة.
ولا يعدُّ Gates الوحيد من عمالقة التُّكنولوجيا المُهتمِّين بالطَّاقة النُّوويَّة، فقد بدأت شركاتٌ كبرى، مثل: Microsoft وAmazon Web Services وGoogle، بالاستثمار في الطَّاقة النُّوويَّة؛ نظراً لازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي للطَّاقة، ويتوقَّع الباحثون أنَّ كميَّة الطَّاقة التي ستحتاجها مراكز البيانات العالميَّة يُمكن أن تزيدَ بنسبة 50% بحلول عام 2027، بناءً على متطلَّبات الطَّاقة للرَّقائق القياسيَّة الَّتي تصنعها شركة Nvidia، ويشيرُ Gates إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي "ليس مجرَّد هوسٍ عابرٍ".
وفي حديثهِ لموقع Semafor، قال Gates: "تطبيقُ الذكاء الاصطناعي على كلِّ شيءٍ هو أكبر مُحرِّك للتَّغيير، والنَّاس يقولون إنَّ هؤلاء التِّقنيين يبالغون في كلِّ شيءٍ، ولكنَّني أقول إنَّنا لسنا كذلك هذه المرَّة، والذكاء الاصطناعي يُسرِّع الابتكار".
شاهد أيضاً: اليوم العالمي للطاقة: أهم مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات
كما يأملُ Gates أن تكونَ الطَّاقة النُّوويَّة أداةً حاسمةً لتقليل الفجوة السِّعريَّة بين المنتجات النَّظيفة والخضراء والمنتجات التَّقليديَّة. ويقول إنَّ القضاء على هذه الفجوة يتطلَّبُ حوافز ضريبيَّةً وتمويل مشاريعٍ، حتَّى تصل التُّكنولوجيا النَّظيفة إلى الحجم المطلوب، وأضاف أنَّ السَّيَّاراتِ الكهربائيَّةِ والطَّاقة الشَّمسيَّة بدأت في الاستفادة من "تمويلٍ كبيرٍ ومنخفض المخاطر"، لكن ما يزالُ هناك طريقٌ طويلٌ أمام تقنياتٍ مثل الطَّاقة الحراريَّة الأرضيَّة أو النُّوويَّة.
واختتم Gates بقوله: "نحن بالتَّأكيدِ في بيئةٍ سياسيَّةٍ لا يُمكنك فيها الذَّهاب إلى النَّاخبين والقول لهم: "ادفعوا المزيد مقابلَ هذا المُنتج الأخضر".