وصل عدد مستخدمي ChatGPT إلى 200 مليون مستخدم في شتى المجالات

يشهدُ عالم التّكنولوجيا تطوّراً متسارعاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح استخدام هذه التّقنية أمراً لا غنى عنه في حياة الملايين حول العالم، وتتنافس الشّركات الكُبرى على الاستثمار في هذا المجال الواعد، والّذي يَعِد بمستقبلٍ مليءٍ بالابتكارات والتّحوّلات الجذريّة في مختلف الصّناعات، ويُعدّ روبوت الدردشة "ChatGPT" من شركة "OpenAI" أحد أبرز مظاهر هذا التّطوّر، حيث نجح في اجتذاب ملايين المستخدمين والشّركات الكُبرى للاستفادة من قدراته.

بلغ عدد مستخدمي روبوت الدرّدشة الذّكي ChatGPT حوالي 200 مليون شخصٍ أسبوعيّاً، وهو ضعف عدد المستخدمين مقارنةً بالعام الماضي، هذا النّموّ الكبير يعكس تزايد أهميّة الذكاء الاصطناعيّ في حياتنا اليوميّة، ومع هذا التّوسّع السّريع، تتسارعُ شركات التّكنولوجيا العملاقة، مثل: Apple وNvidia للاستثمار في شركة OpenAI، للاستفادة من قُدراتها المُتقدّمة في هذا المجال.

تُشيرُ البيانات الصّادرة عن OpenAI إلى أنّ ChatGPT لا يزال يحتفظُ بمكانته الرّائدة كأكثر روبوت دردشةٍ شعبيّةٍ في العالم، على الرّغم من المنافسة الشّديدة الّتي يُواجهُها من شركاتٍ، مثل Google وAnthropic وMeta. ووفقاً لتقارير حديثةٍ، فإنّ 92% من شركات "Fortune 500" تَستخدم تقنيات OpenAI، ممّا يعكسُ الثّقة الكبيرة الّتي توليها هذه الشّركات للذّكاء الاصطناعيّ في تحسين عمليّاتها وزيادة كفاءتها.

استخدامات الذكاء الاصطناعي

أوضح الرّئيس التّنفيذيّ لشركة OpenAI، سام ألتمان، في تصريحٍ لموقع "Axios" الإخباريّ، أنّ الأدوات الّتي تُقدّمها شركتهُ أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من حياة المُستخدمين اليوميّة، حيث تُستخدم في مجالاتٍ مُتعدّدةٍ، مثل: الرّعاية الصحيّة والتّعليم، فهذه الأدوات تُساعد على تنفيذ المهامّ الرّوتينيّة، وحلّ المشكلات المعقّدة، وتعزيز الإبداع. ومن هنا، يمُكن القول إنّ الذكاء الاصطناعي يُقدّم إضافةً قيّمةً في مجال الأعمال، حيث يمكنه تحفيز أفكارٍ جديدةٍ وتوسيع نطاق الإبداع لدى العاملين.

الاستثمار في OpenAI

مع هذا النّموّ السّريع في عدد المستخدمين، باتت شركتا Apple وNvidia تتطلّعان للمشاركة في جولة التّمويل القادمة لـOpenAI. ووفقاً لما نشرتُه صحيفة "Wall Street Journal"، فإنّ هذه الخطوةُ تأتي لتعزيز علاقات الشّركتين مع OpenAI، الّتي أصبحت شريكاً رئيسيّاً في جهود تطوير الذّكاء الاصطناعيّ لديهما، ومن المُتوقّع أن تضخَّ Apple وNvidia مليارات الدّولارات في هذه الجولة التّمويليّة، ممّا قد يرفع قيمة OpenAI إلى أكثر من مئة مليار دولارٍ، وهو ما يجعلها من بين الشّركات النّاشئة الأعلى تقييماً في العالم.

التّحديّات والمخاوف

يأتي هذا التّطور وسط تزَايُد المخاوف بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي، فقد تعرّضت شركة OpenAI لمحاولة إطاحةٍ برئيسها التّنفيذيّ في أواخر عام 2023، بسبب مخاوفٍ تتعلّق بتوجه الشّركة المستقبليّ، ومع ذلك أكّدت OpenAI التزامها بتطوير ذكاءٍ اصطناعيٍّ آمنٍ وفعّالٍ، وفي خطوةٍ لتعزيز هذا الالتزام، أعلنت الشّركة ومنافستها Anthropic أنّهما ستشاركان نماذجهما الجديدة للذّكاء الاصطناعيّ مع معهد سلامة الذكاء الاصطناعيّ الأمريكيّ قبل إصدارها للجمهور، وذلك لضمان أنّ تكونَ هذه التّقنيات آمنةً وموثوقةً.

من الواضح أنّ الذّكاء الاصطناعيّ لم يعدّ مجرّد تقنيّةٍ مستقبليّةٍ، بل أصبح جزءاً حيويّاً من حياتنا اليوميّة ومن استراتيجيّات الشّركات الكبرى، ومع استمرار نموّ OpenAI وتزايد اعتماد الشّركات على تقنياتها، يبقى التّحدي الأكبر هو ضمان أن يتمّ تطوير هذه التّقنيات بطريقةٍ آمنةٍ وفعّالةٍ تُسهم في تحسين حياتنا اليوميّة، وتدعم الابتكار دون المساس بالقيّم الأخلاقيّة والأمان المُجتمعيّ.